كيف كانت الاجواء في كربلاء خلال الانتفاضة الشعبانية؟

کیف کانت الاجواء فی کربلاء خلال الانتفاضة الشعبانیة؟

كمية القصف المدفعي لم تظهر على الرغم من الأضرار البالغة والكبيرة التي وقعت، حُرق داخل الحرم الشريف وخصوصا عند قبر إبراهيم المجاب (س) وباب الذهب وحسين مني وأنا من حسين قد حرقت.

في شعبان من كل عام يستذكر العراقيون الانتفاضة الشعبانية المجيدة بوجه البعث البائد، الانتفاضة التي لم تاخذ حقها اعلاميا بسبب تعتيم النظام عليها، ومنعه الحديث حيالها، وهذا ما دفعنا لاعادة فتح ملفها.

في الجزء الاول من الحوار تطرقنا الى كيفية اشتعال فتيل الانتفاضةالشعبانية في العراق، وفي الجزء الثاني والأخير سنتابع نتائج الانتفاضة وما حل بالمدينة وبالعتبات المقدسة من دمار، رابط الجزء الاول.

تسنيم:بالنسبة لما تعرضت له العتبات في الانتفاضة الشعبانية، كيف دار القتال حول العتبات؟ وكم حجم الأضرار التي تعرضت لها العتبات؟

السيد علاء ضياء الدين: خلال فترة 15 أو 16 يوما من مقاومة المجتمع الكربلائي أمام القوات الأمنية الغاشمة على هذه المدينة، كان للعتبات دور انساني كبير، في المساعدات الإنسانية والتمريض للاصابات وعلاج بعض الإصابات، من كان يحتاج أمر معين يلجئ الى العتبات، وبالتالي أثناء شدة القصف المدفعي لجأت الكثير من العوائل التي تضررت منازلها الى العتبات، أطفال ونساء، باعتبار أن المكان مقدس ولن يتعرض له أحد، ولكن مع الأسف النظام لم يكن يراعي شيئا، فبمجرد أن وردت معلومات بأن هناك عوائل ونساء وأطفال يلجؤون الى العتبات بدؤوا بقصف والقصف المدفعي ومثلما أخبرتك كان قصف مبالغ به وشديد جدا لكن ولكن كان الإمام الحسين راعٍ لهذه المدينة وراعٍ للعتبة المقدسة، فبالتالي لم تظهر بالشكل المتوقع، يعني كمية القصف المدفعي وغيره لم تظهر على الرغم من الأضرار البالغة والكبيرة التي وقعت، حُرق داخل الحرم الشريف وخصوصا عند قبر إبراهيم المجاب (س) وباب الذهب وحسين مني وأنا من حسين قد حرقت، وأبواب الحرم بشكل عام الخارجية والداخلية، وكانت هناك آثار بالغة في الجدران والمرمر، كما تعلم المرمر حجر قاسٍ ويتحمل الكثير من الضربات والقصف المدفعي، وحتى الضريح الشريف.

وتابع السيد علاء ضياء الدين: أذكر قبل سنتين حدثت حادثة مؤلم وأبكتني حقيقة، وتذكرت سيدي ومولاي أبي الحسن، الإمام علي (س) عندما بدأ بتغسيل الزهراء (س) اكتشف أن هناك أضلاع مكسورة، وقبل سنتين حين استبدل الشباك المبارك، شباك الإمام الحسين، بشباك جديد، وجدنا أن هناك اطلاقات قد نبتت في مفاصل هذا الشباك القديم، وفي داخل هذه المفاصل، لم نلاحظها إلا حين فتحنا هذا الشباك، فتعرض الشباك الشريف والخاتم الشريف داخل الشباك الى سيل كبير من الاطلاقات والرصاص والاعتداء على هذا المكان واعتدي حتى على النفائس الموجودة حاليا في المتحف، لدينا شواهد أنه الشمعدانات الفضة والذهب قد أصيبت باطلاقات،احدى المكتبات لم تفتح، توقعوا أن فيها أشياء ثمينة فاضطروا الى كسر هذه المكتبة، فبالتالي أخرجوا الكتب وكتب الأدعية والقران، وفي بعض الأحيان كان الجو بارد يحرقوها كي يتدفؤوا بها.

وأضاف السيد علاء ضياء الدين: يروي لي أحد الأشخاص وهو أسير، يذكر لي أنه شاهد أحدى الثريات الثمينة جدا وهي هدية من نادر شاه، يصوبوا عليها بالبنادق، يعني يتراهنون أو يتشاطرون في التصويب على من يكسر أكثر من هذه، والزجاجة الواحدة من هذه الثريا لا تقدر بثمن، أتلفوا كل شيء وسرقوا، أدخلوا السيارة الإيف، الى داخل الضريح الشريف وأنزلوا قطعة كبيرة مطلية بالذهب وحديث حسين مني وأنا من حسين، وسرقوا هذه القطعة، وذهبت الى مزادات خارج العراق، ولكن من اقتناها شاهد الويل في حياته، فلذلك أرجعها للعتبة الحسينية ذليلا منكسرا نادما لما رآه من أمراض وسقم حين أخذ شيء من سيدي ومولاي، وأعيدت وهي حاليا معروضة في متحفنا، الشباك الفضي قد أصيب، أضرار كثيرة.

واستدرك السيد علاء ضياء الدين: ناهيك عن الشهداء الذين سقطوا داخل الحرم وداخل أروقة الصحن الشريف، كان منظر الشهداء، أنت تسير في الشارع الخارجي، كان منظر الشهداء.. تسير على جثث الشهداء، ولكن الحرص اللانظام البعثي على إخفاء كل هذه المعالم خوفا من الاعلام الدولي وخوفا من أنه كان في وقتها الأمين العام للأمم المتحدة حقيقة يرغب الى أهل البيت، ويرغب الى أهل كربلاء، فبادر بإيقاف التدمير، كانت فكرة صدام الملعون إزالة كربلاء من المحيط والشوارع المحيطة بكربلاء، أي إزالة كل المدينة وجعلها ساحة صحراء، وإزالة مركز كربلاء، وبالتالي كانت بيوتنا موجودة داخل هذا المركز، وسألنا ماذا سنفعل؟ والى الآن أتذكر أنهم قالوا لقد احضرنا اليكم مخيمات بدل المساكن، خيم كلاجئين في الصحراء، وفعلا كان النظام قد جهز خيما للعوائل الباقية في كربلاء وكان باشر في مسح كربلاء، ولولا خوفه من الاعلام وموقف مجلس الأمن في وقتها، لكان دمر حتى العتبات المقدسة، بحجة أن المنتفضين، وهو بادر وأعلن أن المنتفضين دمروا.

واكد السيد علاء ضياء الدين: لكن خلال فترة السقوط وخلال فترة الانهيار البعثي خلال 15 يوما، كانت بالعكس، هناك تنظيم، هناك مساعدات إنسانية بين المجتمع الكربلائي، كان هناك توادد، كان هناك عطف، كان هناك مساعدات طبية، من يمتلك مساعدات طبية يساعد الآخرين، الكثير من الولادات حدثت في الشوارع وفي السراديب، وعائلتي بشكل خاص حدثت لها ولادة بشكل.. الحمد لله والشكر، بشكل خطر جدا، وفضلا عن القتل والموت والقصف والدمار والكيمياوي، استخدم الكيمياوي وأنا شاهد، أحد أبناء عمي تعرض لهذا القصف ولكن نجى باعجوبة والحمد لله والشكر، وحتى بعض القذائف سبحان الله كانت تسقط في أرض طينية في أرض رخوة في سبيل يخف من قوة تأثيرها، وحتما ببركة أهل البيت وخصوصا أبا الفضل العباس (س) كان يحمي هذه المدينة ويحمي هذا الشعب المحب لأهل البيت والموالي لأهل البيت، فلذلك بركة أهل البيت كانت واضحة وكبيرة جدا في الحفاظ على هذا المجتمع الكربلائي.

وقال السيد علاء ضياء الدين:  ولا ننسى حتى في زمن من الأزمان طوق العثمانيون كربلاء ولمجرد أن سمعوا صوت فر الجيش بأكمله، بحجة "عباس گل" جائنا عباس، فأهل البيت، أبو الفضل العباس حقيقة لهم الفضل الكبير في الحفاظ على هذه المدينة، وإلا كان محيت هذه المدينة وفعلا عمل سورا داخل المدينة، وسور كان فيه رمزية لا أستطيع أن أذكرها، رمزية حاولت الاستخفاف والاستهانة بهذه المدينة وهذه المقدسات ولكن هيهات النيل من سيدي ومولاي ومدينة الحسين (س) لذلك كان دمارا شاملا لهذه المدينة ويذكر الملعون صدام أن أهالي كربلاء يقاتلون بأسلوب جيد أو "خوش يكاونون" بالتعبير الشعبي، فهذا شرف لنا أن نقاتل المجرمين ونقاتل البعثيين أينما وجدوا إن شاء الله.

تسنيم: صهر صدام كان أحد القيادات التي هاجمت كربلاء، وكان له مواقف ضد العتبات، أرجو أن ترفدنا بمعلومات عما قام به صهر صدام أثناء العمليات؟

السيد علاء ضياء الدين: نعم، أنت تقصد حسين كامل، حسين كامل كان قائد العمليات على مدينة كربلاء، لكون ثقة صدام به كانت كبيرة، ووقف في مشارف كربلاء وتحدى سيدي ومولاي، حاشا أن يتحداه أحد، تحدى فذكر: أنا حسين وأنت حسين، ولكن سبحان الله، أنا كنت حاضر حتى في هروبه الى عمان، يعني حسين كامل يعرف قسوة صدام واجرام صدام، ويعرف بأس صدام، ولكنه رغم ذلك حقيقة قد أصابه الجنون في عودته الى العراق بعد أن هرب مع بنات صدام، أصابه الجنون للعودة، وحقيقة هي بركة الحسين، أبى أن يعيش حسين كامل بسلام، فعاد وقتل بيد صدام، وأبشع قتلة، لأنه تحدى سيدي ومولاي أبي عبدالله الحسين.

وتابع السيد علاء ضياء الدين: ولكن كبار كربلاء ومن ضمنهم المرحوم الوالد، كان مطمئن جدا أن كربلاء ستعود أجمل وأكرم وكنا نندهش لهذا الشعور لأن القصف المدفعي شغال وصدام قادم، الكثير قد لا يعرف ما معنى صدام قادم. صدام الموت المحقق، صدام الدمار المحقق، صدام الإعدام من الشيخ الى الطفل، الكثير يجهل، وخصوصا من يعيش خارج العراق يجهل ما كان يفعله صدام بالشعب العراقي، وقسوة صدام على الشعب العراقي، ولكن عودة صدام تعني لا حياة، عودة صدام تعني الموت المحقق لكل العوائل الكربلائية، لكل العوائل العراقية، ولكن بركة الله أوسع وأكرم، على كل طاغٍ وعلى كل متجبر، فالحمد لله والشكر نجى الكثير من العراقيين ولكن استشهد من العراقيين ودفعوا دمائهم قربانا لهذه المدينة المباركة.

ولفت السيد علاء ضياء الدين الى مقاومة أهالي كربلاء مقابل آلة القمع البعثية وقال: كما ذكرت لك كان هناك حالات بطولية مشرفة وحقيقة بخس الاعلام والتاريخ حقها، بعدم التصدي لها وعرضها على المجتمع الدولي، وبالتالي الانتفاضة الشعبانية مظلومة والانتفاضة الشعبانية كانت من أفضل ثورات العراق، ومن أجمل ثورات العراق، ومن أنقى ثورات العراق، وغير مدعومة وغير مسيسة، بالعكس كانت الانتفاضة الشعبانية تعبير شعبي صادق عن المشاعر، لذلك لم تواجه التكريم لأنها كانت صادقة، أما المزيف فهو اليوم حقيقة يطفو.

تسنيم: كم كانت تكلفة إعادة اعمار الحرم؟ لإزالة آثار الهجوم الصدامي في عام 1991؟

السيد علاء ضياء الدين: نعم، حقيقة سؤال لطيف جدا، حاول صدام بسرعة قصوى إعادة الترميم، على الرغم من أنه وجه اتهام وهذا القصف وأن هذا التدمير شعبي، ولكن كل شيء سالم وجميل حتى بداية الهجوم الصدامي على كربلاء، حاول ترميم واخفاء ولدينا شواهد كثيرة، يعني هذه الجدران، جدران الحرم الحسيني وجدران أبو الفضل العباس  من المرمر أصبح كما نقول في العامية مثل "المنخل" (الغربال) مثقب، وتم معالجتها بمادة خاصة يعرفها الفنيون في عالم المرمر وبعض الأصباغ، حاول يعالج هذه الأضرار، في أسرع وقت، عالج ولكن بقيت الآثار، موجودة ليومنا هذا، عالج الشباك الشريف، عالج الضريح الشريف، عالج القبة الشريفة، القبة الشريفة تعرضت الى قذيفة هاون ولكن سماكة البناء وحقيقة وبركة الإمام الحسين (ع) حفظت هذا المكان ولكنه تعرض الى قصف كبير وكبير جدا.

وتابع السيد علاء ضياء الدين:حاول أن يعالج في أسرع وقت واخفاء هذه المعالم، لإنه كان هناك لجنة من الأمم المتحدة ترغب بزيارة المدينة والاطلاع على الأوضاع كتحقيق على الأوضاع التي حدثت في كربلاء، بالتالي حتى جلب مواطنين "بالدشداشة"، بالزي العربي وبدأوا يسيرون في الحرم كأن الحياة اعتيادية، ولكن أحد موظفي الأمم المتحدة كان له ذكاء خارق فاخترق جيب أحد الزوار داخل الحرم وسحب هويته فوجد أنه أحد ضباط الأمن العراقي في ذلك الوقت، ففضحهم بذلك الشكل، ولكن مع من تتكلم ولم يهتز العالم ولم يعبر ولم يتحدث بكلمة واحدة عن مأساة العراقيين في تلك الأيام، وفقط مصلحته، ويتحدث عما يرغب به، لذلك كانت الانتفاضة الشعبانية غير معروفة ومهمشة، والى يومنا هذا، ولكن بعض الأحداث البسيطة كانت تثار إعلاميا، ونلاحظ اليوم الاعلام بعض الأحداث البسيطة تثار، ومئات الآلاف من القتلى والشهداء لم يذكر التاريخ أو الاعلام موضوعهم.

تسنيم: حول ما حصل في الانتفاضة ما حصل قبل عامين وتشكيل الحشد الشعبي؟ لماذا انتصر الشعب العراقي حاليا بعد سنوات، لكنه فشل في الانتصار على البعث في 1991؟

الرابط الحقيقي، الرابط الحقيقي منذ استشهاد سيدي ومولاي ابي عبد الله الحسين، الرابط الحقيقي بين الثورة الشعبانية وثورة الحشد الشعبي وهذا في جبهة، والشمر والملاعين وداعش هؤلاء في جبهة أخرى، هؤلاء المجرمون الذين قتلوا سيدي ومولاي أبي عبد الله يحملون نفس فكر وموصفات ودي أن أي داعش، والتي يحملها ملاعين صدام، يحملون هذا الفكر، والجبهة الأخرى، جبهة الإمام الحسين وأنصار الإمام علي (س) في جبهة السلام والمحبة والحرية وحقوق الانسان، هذه جبهة تاريخية وتلك جبهة تاريخية ملعونة، الأحداث تعيد نفسها، تعيد نفسها، من كان يقاتل الزمرة البعثية في عام 91 كان ينادي يا حسين، ومن انتفض مع الحشد الشعبي كان ينادي يا حسين، ويبقى اسم الإمام الحسين (س) هو سر هذه الحقيقة وهذا الولاء والصدق لله سبحانه وتعالى، هذا الولاء لله سبحانه وتعالى قبل الولاء لأهل البيت. حقيقة هذه الطاعة لله سبحانه وتعالى، الدنيا في كفة وحب الآخرة وحب الله سبحانه وتعالى في كفة أخرى، فالقضية متشابهة عبر التاريخ، ولن يهون ولن يفرج عنا هذا الهم الكبير إلا ظهور سيدي ومولاي الإمام صاحب الزمان (عج) في فرض لهذه الأمة وهذا المجتمع بحياة كريمة قريبا (عج).

تسنيم: كيف تقيم اقبال الزائرين اليوم على المتحف في العتبة الحسينية؟ وما أبرز ما عُرض فيه؟

السيد علاء ضياء الدين: لا أخفي على جنابك الكريم أن الانتفاضة الشعبانية دائما في وجدان العراقي والكربلائي بشكل خاص وفي بداية تأسيسي لهذا المتحف المبارك أيضا ركزت على شواهد الاجرام وشواهد القتل والتدمير للعتبات والمجتمع الكربلائي الموجودة في هذا المتحف، فبداية ترى هناك مجموعة من الصور التي دمرت فيها العتبات المقدسة وأيضا بعض المقتنيات التي تعرضت الى اعتداء مباشر ومتعمد يعني هناك هدايا موجودة تعرضت الى اعتداء متعمد والى تدمير نتيجة لحقد دفين كبير، فعرضناها في متحف الإمام الحسين (س) نلاحظ في البداية هناك محرقة، أسماء الأشخاص الذين اعتدوا على الإمام الحسين بالسرقة والتسليب في وقت استشاهده، وهناك 12 سرقة أو تسليب بعد استشهاده وبناء القبر الشريف وبناء الحضرة المباركة وكان آخر هذه الاعتداءات هو اعتداء عام 1991 على حرم الإمام الحسين (س) وأيضا وثقناه بصور، وبالتالي بعض الشواهد والمكتبة المكسورة وبعض القطع التي سرقت وأعيدت الى حرم الإمام الحسين، حتى الحقيقة نثقف الزائر الكريم حول ما حدث في كربلاء.

وتابع السيد علاء ضياء الدين: دائما في المعارض التي أشارك بها في المحافظات العراقية وخصوصا في المحافظات الشمالية، في أربيل، في قلعة أربيل، أشارك بصور عن الانتفاضة الشعبانية ولكن ألاحظ أن المجتمع الكردي يجهل الكثير عن الاتفاضة الشعبانية وأيضا في الخارج في ألمانيا وفي بلجيكا وفي بريطانيا، عرضت صور عن الانتفاضة الشعبانية المباركة من خلال متحفنا المتنقة في العالم وفي المحافظات العراقية، هذه القضية مهمة جدا، ولابد أن نثقف حولها كي نشعر بالامان والاطمئنان بأن هناك مجتمع حقيقي يشعر بالمسؤولية رغم الظروف، رغم المآسي، رغم الاضطهاد، رغم التهجير، رغم في الحقيقة التخريب الثقافي ولكن هناك مجتمع عراقي فريد في العالم، لا يوجد مجتمع عانى هذه المعاناة على طول هذه الفترات الزمنية وبمختلف المعاناة وبالتالي حين تنادي المرجعية بالجهاد، برز هذا البروز وانتفاض هذه الانتفاضة فهذا مفاجئ وغير موجود في كل المجتمعات وأنا أتحدى به مجتمعات العالم الأخرى.

تسنيم: كيف تجدون التجاوب مع المتحف في داخل العراق وخارجه؟

السيد علاء ضياء الدين: نعم هناك رغبات كثيرة للزائر الكريم وخصوصا الزائر العراقي يتطلع كثيرا الى السلاح، يحب السلاح والزائر العراقي يحب المخطوطات ويحب ما ارتبط بأهل البيت (ع) ولكن نلاحظ أن هناك جمهور كبير يقف أمام الصور المعروضة عن الانتفاضة الشعبانية ومتابع بشكل كبير لهذه الصور فدلالة على أنه يهتم بهذه القضية والبعض يتفاجأ، يتفاجأ بما حدث في كربلاء، وان النظام البعثي تعامل هكذا، كان الاعلام الدولي يصور أن سبب انهزام صدام من الكويت كان بسبب الانتفاضة الشعبانية ولكن هو انهزم لأنه كان على باطل، انهزم لأنه كانت القوة العسكرية غير متوازنة، ولكن الانتفاضة الشعبانية حيث وجدت مجال أو فسحة انفجر الشعب العراقي للقضاء على النظام البائد.

تسنيم: ما هي أبرز الأسئلة التي يطرحها الزوار الأجانب في المتحف؟ ما أكثر ما يثير اهتمامهم؟

السيد علاء ضياء الدين: نعم سؤال وجيه، حقيقة يتفاجأ كيف يعتدي صدام، ويعتدي هذا الذي يدعي بشعارات يعتدي على قبر الإمام الحسين ويعتدي على العتبة الحسينية، كما ذكرت لجنباك من عام 1991 الى 2003 كان هناك تعتيم اعلامي على ما حدث في كربلاء، بعد عام 2003 كانت هذه الفوضى السائدة وهذه الظروف السائدة التي أضاعت كل شيء ليس فقط الانتفاضة الشعبانية، اضاعت كل شيء، لذلك لم تذكر الانتفاضة الشعبانية ولم تخلد الانتفاضة الشعبانية وهناك محاولات بسيطة ولكنها ليست على مستوى استحقاق هذه الانتفاضة.

أجرى الحوار: ياسر الخيرو

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة