"زلزال سياسي خطير" في علاقات اربع دول عربية مع قطر

"زلزال سیاسی خطیر" فی علاقات اربع دول عربیة مع قطر

قطعت السعودية ومصر والامارات والبحرين، في خطوة مشتركة ومنسقة، علاقاتها مع قطر بسبب مايسموه دعم قطر للارهاب، واغلقت هذه الدول منافذها الجوية والبرية في وجه هذا البلد وانهت مشاركة الدوحة في التحالف الذي تقوده السعودية في العدوان على انصار الله واليمن.

وعقب قطع هذه الدول العربية الاربعة، تدخل الازمة السياسية في العلاقات مع قطر مرحلة حساسة وخطيرة، خطيرة لأن الاعلام السعودي، اعلن بعد اسبوع من الهجمات الاعلامية المكثفة ضد قطر والتي اتهمت فيها امير هذا البلد بزعزعة الدول العربية بسبب تصريحاته حول دعم المقاومة اللبنانية وحماس وايران ايضا، اعلن بشكل واضح وصريح عن حدوث انقلاب سادس  وشيك في قطر والاطاحة بالامير تميم.

وتؤكد تصريحات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لقناة "اليمن اليوم" هكذا تحركات وسيناريوهات حول حدوث انقلاب في قطر، حينما قال، إن اليمن كشف مؤامرة للانقلاب على أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني من قبل قطريين مدعومين من السعودية.

واضاف صالح "أسهمت اليمن في كشف المؤامرة التي كانت تحاك ضد النظام القطري بقيادة حمد بن خليفة آل ثاني من قبل عناصر قطرية كانت تريد الإنقلاب على الأمير، ويُقال إنها مدعومة سعوديا".

ويأتي التهديد بحدوث انقلاب في قطر في الوقت الذي كانت قد بدأت فيه الكويت بتحركاتها الدبلوماسية للوساطة من اجل تسوية الخلافات مع هذا البلد.

ويشير الاعلان عن هذا الامر من قبل وسائل الاعلام السعودية والهجمات الاعلامية  الاماراتية المكثفة على قطر، الى ان هذه الدول لاترغب بخلق هدوء واستقرار في العلاقات السياسية مع قطر وتسعى عبر اي وسيلة اجبار قطر على الخضوع لطلباتهم وفي المقابل يفشلون عبر هذه الخطوة اي تحرك دبلوماسي لانهاء وتسوية الخلافات.

هذا في الوقت الذي اعلنت فيه قطر منذ البداية ان وكالتها الرسمية تعرضت للاختراق والتصريحات المنسوبة لامير قطر ليست صحيحة ولكن موقف قطر لم يتمكن من جلب ثقة السعودية والامارات فاستمرت تلك الدول بهجماتها الاعلامية والدعائية ضد قطر الى ان ادى الامر الى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واغلاق هذه الدول منافذها البرية والبحرية في وجه القطريين.

وفي المقابل اعتبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها تلك الخطوات "غير مبررة" معربة عن اسفها حيال تلك التصرفات، و يبدو مما جاء في بيان الخارجية القطرية ان هذا البلد لاينوي الاستسلام لاطماع تلك الدول.

حيث ذكر بيان الخارجية القطرية "أن هذه الإجراءات التي اتخذت ضد دولة قطر لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في الدولة و أن الحكومة القطرية ستتخذ كل الاجراءات اللازمة لضمان ذلك، ولإفشال محاولات التأثير على المجتمع والاقتصاد القطريين والمساس بهما".

وتحدث هذه الازمة السياسية التي وصفها المحللون السياسيون بـ"الزلزال الدبلوماسي" في علاقات هذه الدول مع قطر، بعد 15 يوما من زيارة الرئيس الامريكي الى المنطقة، حيث طالب خلالها الدول الاسلامية بالوقوف بشكل عملي في وجه مااعتبره "تطرف طائفي".

ويبدو بالنظر الى القضايا التي ذكرت ان الدول العربية الاربعة والتي تتولى قيادتها السعودية، تنوي عبر الاوراق التي في يدها تحقيق اهدافها المحددة في حربها الدبلوماسية ضد الدوحة.

وفي المقابل، ان الدوحة لم ترضخ لمطالب هذه الدول العربية الاربعة وفضلت انهاء هذه الازمة عبر الطرق الدبلوماسية حيث كانت زيارة وزير خارجية قطر الى الكويت "لافتة" في هذا الصدد، وتعتزم الدوحة عبر تقربها من دول المنطقة وابرزها الكويت وايضا علاقتها الطيبة مع تركيا وعلاقتها مع روسيا وايران افشال هذه الضغوط.

وعلي أي حال، ان الازمة في علاقات السعودية والامارات والبحرين ومصر مع قطر قد وصلت الى مرحلة خطيرة، ففي حال عدم تدخل باقي الدول والتوسط بينهم يبقى احتمال المواجهة العسكرية بينهم قائما، الامر الذي لن يصب في مصلحة اي بلد من بلدان المنطقة، وفي الحقيقة ستلتهم نيرانها جميع المنطقة وفي مقدمتها الكيان الصهيوني الذي يسعى لخلق الفجوات والخلافات بين الدول الاسلامية عندها ستجني ارباحها الدول الاجنبية التي تسعى لايجاد سوق حامية الوطيس من أجل بيع اسلحتها في المنطقة.

بقلم "حسن رستمي" كاتب و صحفي

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة