"قادمون يا درعا"..هل يصمد الارهاب في درعا والتنف أمام النيران السورية الملتهبة؟

"قادمون یا درعا"..هل یصمد الارهاب فی درعا والتنف أمام النیران السوریة الملتهبة؟

تسنيم - طهران: يشهد الجنوب السوري وبالتحديد درعا والشريط الحدودي مع العراق والاردن تطورات ميدانية كبيرة وجلها يتحكم به الجيش السوري وحلفاؤه وهذا الامر يتضح بشكل يومي من خلال المعارك الدائرة هناك، ويواصل الجيش السوري وحلفاؤه تقدمهم غير أبهين بثرثرات أمريكا وعملائها فيما يخص عدم الاقتراب من الجنوب والحدود الشرقية.

يقترب الجيش السوري وحلفاؤه من الحسم في الجنوب، حيث اعلنوا ساعته في الوقت المناسب لإفشال ماتخطط له بعض الدول، فوجه الجيش حملة عسكرية واسعة على "النصرة" الإرهابية وعلى من يدور في فلكها من الارهابيين في مدينة درعا وما حولها، وذلك منذ السبت الماضي، تمهيدا لاقتحام المدينة عبر محاور عدة بهدف عزلها عن ريفيها الشرقي والغربي وحصار الأحياء الواقعة تحت سيطرة "النصرة" الارهابية.

وبدأ هذا القرار من الجيش السوري بعد رصده لتحركاتٍ وعلمه بما تخطط له أمريكا والجارة الجنوبية في السيطرة على جنوب سوريا، عبر اللجوء الى ارهابيي "النصرة"، ويرافق هذا المخطط خطة أخرى ترمي الى السيطرة على الحدود الشرقية مع العراق وسوريا.

وحقق الجيش في معركة درعا تقدما في مخيمي اللاجئين الفلسطينيين والنازحين من الجولان شرق درعا، حيث بدأ، بالتمهيد الناري قبل بدء الاقتحام، وتحديدا من جهة صوامع غرز وشرق المخيم باتجاه أحياء المدينة القديمة.

الحصار والعزل لدرعا "مؤكد"

سيحاول الجيش "بدايةً" تطويق الأحياء الشرقية، وعدم الصدام المباشر مع المسلحين في مخيم درعا، والهدف فصل درعا البلد عن الريف الشرقي، و"ثانياً" سيحاول الجيش التقدم من غرب مدينة درعا من جهة حي سجنة الى حي البدو وصولاً إلى نقطة كتيبة الدفاع الجوي وبالتالي سيعزلها عن الريف الغربي.

وفي حال نجاح ذلك التكتيك ، سيبقى امام الارهابيين معبر نصيب الاردني للدخول الى مدينة درعا عبر "الجمرك القديم" الذي سيسقط نارياً عبر التكتيك الثاني، وبالتالي تقع درعا البلد في الحصار والعزل.

"المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض" ذكر أن الجيش السوري وجه ضربات مدفعية وصاروخية وجوية على مناطق تواجد "النصرة" الارهابية في مدينة درعا، منذ فجر السبت الماضي، وبلغت 52 غارة نفذتها الطائرات الحربية والمروحية، و145 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض أرض أطلقها الجيش السوري، و110 ضربة جوية نفذتها الطائرات المروحية، إضافة لـ190 قذيفة مدفعية وصاروخية على الأقل.

واستهدف الجيش السوري بشكل مركّز، مناطق تواجد "النصرة" الارهابية وحلفائها في درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا، وأطراف مدن الحارة، ونوى وأنخل وجاسم وبلدتي أم المياذن والغارية الغربية.

وفي حال نجاح ذلك التكتيك عبر الدعم من قبل الحلفاء سيتبع الجيش بعدها آلية الهجمات المكثفة على كلا الجهتين الشرقية والغربية ويبدأ بعمليات القضم التدريجي للمناطق مما يؤدي الى هزيمة الارهابيين واستسلامهم ومصرعهم وبالتالي سقوط درعا بيد الجيش السوري وعودتها الى حضن الوطن وهذا الامر لن يدوم طويلا ليتجه بعدها شرق سوريا وخصوصا الحدود السورية العراقية الاردنية ليسحق جميع خطوط أمريكا والاردن الحمراء التي رسمتاها منذ فترة وجيزة.

لاتراجع عن تحرير التنف

يتوجه الجيش السوري وحلفاؤه نحو معبر التنف عبر التقدم الذي حققوه من شرق مطار السين في ريف دمشق الشرقي الى منطقة السبع بيار ومثلث ظاظا الاستراتيجي، رغم عرقلة أمريكا لتقدم الجيش عبر استهدافها للوحدات المتقدمة التي اتخذت القرار في التقدم نحو التنف ولاتراجع عن ذلك، لاسيما ان امكانية تحقق التقدم مرتفعة بنسبة كبيرة نظرا للفارق في المستوى القتالي والجهوزية مع "اسود الشرقية وجيش الثورة" عناصر مما يسمى "المعارضة السورية" المدعومين دوليا، حيث تساندها أمريكا بشكل مباشرة من خلال تنفيذ قصف جوي مركز على الوحدات السورية والحليفة المتقدمة، ومن خلال التحذيرات الاعلامية والديبلوماسية عبر موسكو، او من خلال مناشير التحذير من الاقتراب مسافة أقل من 55 كلم من عناصر "المعارضة السورية" قرب التنف.

الضعف الأمريكي أمام التقدم السوري

يتواصل فشل الغارات الامريكية في رسم الخطوط الحمراء المزعومة لأن الجيش السوري يتقدم نحو المعبر ويسيطر على المزيد من المواقع والاقتراب اكثر من التنف وهذا ماشاهدناه عقب الاعتداءات الامريكية مؤخرا، وترفض روسيا التنسيق مع أمريكا حول هذه النقطة، حيث طرحت أمريكا ابقاء القوات السورية بعيدة عن التنف مسافة معينة لكن هذا المقترح واجه رفضا حاسما من روسيا وسوريا وحلفائها والوقائع لصالح الجيش السوري كما نرى.

الامريكيون والمسلحون المتواجدون في معبر التنف لايمكنهم الصمود أمام الجيش السوري في حين حاولوا التدخل ولن يجرؤوا على ذلك ابدا، فالمعلومات تؤكد ان القوات المدربة من قبل الامريكيين غير مؤهلة لمواجهة الجيش السوري وحلفائه حتى وان تتلقت الدعم المباشر من أمريكا لأن الجيش يتقدم وفي حال مزيد من التدخل الامريكي الذي يراه الكثير محاولات فاشلة وميتة وماهي إلا مواساة للارهابيين لإجبارهم على مواصلة المعركة وإطالة أمدها، فلن يقف حلفاء سوريا متفرجين.

الخطوط الحمراء السورية تفرض نفسها وليس الامريكية

أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا في بيان لها عقب الغارة الامريكية السابقة على القوات السورية المتوجهة نحو التنف "أن الجيش العربي السوري يحارب الإرهاب على أرضه ولا يحق لأي جهة أيا كانت أن تحدد مسار ووجهة عملياته ضد التنظيمات الإرهابية".

والغارة الامريكية التي حصلت أمس على القوات السورية المتقدمة نحو التنف محاولة فاشلة وأثبت ذلك تقدم الجيش السوري وعدم إكتراثه بالغارات السابقة وتبيّن ان الجيش السوري وحلفاؤه هم من يفرض الخطوط الحمراء وليس أمريكا.

وهذا ما أكده بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في سوريا حينما حذر فيه من مخاطر هذا التصعيد وتداعياته وتدعو ما يسمى بالتحالف الدولي للكف عن مثل هذه الأعمال العدوانية تحت أية ذريعة كانت، وتؤكد في الوقت نفسه أن الجيش العربي السوري وحلفائه مصممون على مواصلة الحرب ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش" و"جبهة النصرة" ومطاردة فلولهما على جميع الأراضي السورية .

وتؤكد المصادر ان الجيش يثبت الان مواقعه بعد الغارة ويرفض الانسحاب ولن يتراجع أمامها على الرغم من الشهداء والجرحى، الأمر الذي يؤكد إصرار الجيش السوري وحلفائه على مواصلة التقدم نحو تحرير التنف من دنس الارهاب الامريكي.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة