أزمة دول الخليج الفارسي..هل تتغير المعادلة لصالح الدوحة؟

أزمة دول الخلیج الفارسی..هل تتغیر المعادلة لصالح الدوحة؟

دخلت الازمة بين دول الخليج الفارسي مرحلة جديدة لاسيما عندما اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب عن دعمه للخطوات المعادية لقطر في ماسماه "وقف الدعم المالي للارهابيين"، وفي المقابل أيضا ينشط اللاعبون الاقليميون والدوليون في هذا الامر.

دخل التوتر في العلاقات بين قطر والسعودية وحلفائها مرحلة جديدة منذ يوم الجمعة عقب صدور قائمة الارهاب التي وضع فيها 59 شخصية و12 كيانا، وتصاعدت حدة الازمة بين الجانبين مرة أخرة، حيث تم هذا القرار بعد ايام من قطع العلاقات مع الدوحة من قبل تلك الدول.

كما دخلت المساعي الاقليمية والدولية، بالتوازي مع ذلك،  مرحلة جديدة، لتهدئة الازمة والتي بدأت بالوساطة الكويتية وتعززت عبر دخول ألمانيا وروسيا على خط هذه المساعي من أجل تسوية سلمية لها.

ومن جهة أخرى اقترح الرئيس الامريكي دونالد ترامب- في تغيير اساسي حيال دعمه الاولي للعقوبات تحت قيادة السعودية- ان يستضيف البيت الابيض اجتماعا حول أزمة قطر عند الضرورة، كما أطلق ترامب أمس تصريحات لاذعة ضد قطر واتهم الدوحة بشكل رسمي بدعم الارهاب حيث قال" إن الوقت قد حان لمطالبة قطر بوقف تمويل الإرهاب والأيديولوجية المتشددة"، مذكرا "أن قطر للأسف كانت مصدر تمويل الارهاب لفترة طويلة"، ولاقت هذه التصريحات ترحيبا من السعودية والامارات والبحرين، الامر الذي اثار استغراب وزير الخارجية القطري.

يبدو ان الامريكان رغم انهم يحاولون دعم مواقف السعودية وحلفائها ضد قطر لايرغبون بإنجرار هذه الدول الى المواجهة العسكرية، حيث دعا وزير الخارجية الامريكي ريكس تيلرسون السعودية وباقي دول الخليج الفارسي الى تخفيف الحصار المفروض على قطر، معتبرا أنه يتسبب بعواقب إنسانية غير مقصودة. وقال تيلرسون فى بيان للصحفيين الجمعة "نتوقع أن تتخذ هذه الدول على الفور خطوات لتهدئة الوضع وأن تبذل جهدا بحسن نية لحل مشاكلها مع بعضها البعض".

وتشير تصريحات وزير الخارجية الامريكي هذه الى ان الامريكان يسعون في الوقت ذاته الى الحيلولة دون تصاعد هذه الازمة وعدم استياء حلفائها بقيادة السعودية.

وبالرغم من انه كان من المتوقع ان تتصاعد الازمة في علاقات الدوحة مع هذه الدول عبر فرض عقوبات على بعض الشخصيات والكيانات القطرية لكن دخول دول كألمانيا وروسيا ودعم تركيا لقطر يمكن ان يغير المعادلة لصالح الدوحة.

كما سعت ايران منذ بداية الازمة القطرية ان يكون لها سياسة متوازنة حيال الجوار، ولم تدعم موقف أي دولة ضد الاخرى واكدت دوما على الحل السياسي لهذه الازمة عبر الحوار، واعتبرت سياسة العقوبات والضغوط "غير مجدية وغير مناسبة"، الموقف الذي رحبت به قطر، ولكن في المقابل تحاول السعودية وحلفاؤها في وسائل اعلامهم اظهار ايران انها تنوي الاستفادة من الازمة الراهنة واستمالة قطر صوبها ويمكن مشاهدة نهج هذه الوسائل بكثرة في عناوينها الخبرية وتقاريرها وتحليلاتها.

تمكنت قطر خلال هذه الازمة من ادارة التوتر في العلاقات مع السعودية وحلفائها عبر ضبط النفس والتحركات الدبلوماسية وحاولت ان تصحب تركيا معها وتعزز التواجد العسكري التركي في الدوحة حيث وافق البرلمان التركي على ارسال قوات برية وجوية الى القاعدة التركية في قطر تنفيذا لاتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين ومن المقرر ان ترسل تركيا 5000 جندي الى قطر.

من جهة أخرى، القضية التي لايجب اغفالها هي الفجوة بين السعودية وتركيا، ورغم ان الازمة السورية قاربت تركيا والسعودية من بعضهما البعض لكن الازمة الاخيرة أدت الى ابتعاد البلدين عن بعضهما البعض وتقارب انقرة من قطر، حيث ان تركيا تدعم قطر بسبب دعم الاخيرة للاخوان المسلمين في المنطقة.

وبالنظر الى ما تم ذكره ان قطر نجحت الى حد الان عبر تشكيل تحالف مع اللاعبين الدوليين وتنسيق الجهود من قبل دول كروسيا وألمانيا من اجل احتواء الازمة، وتحاول افشال قدرة السعودية وحلفائها على فرض مطالبهم على قطر.

اذا القينا نظرة على قائمة مطالب السعودية وحلفائها التي تم الحديث عنها في وسائل الاعلام نجد الكثير من علامات الاستفهام حول استقلال وسيادة قطر، حيث تحاول قطر عبر ادراكها لهذه القضية انه عبر ادارة الازمة يمكن تغيير المعادلة لصالحها رغم ان الطرف المقابل يؤكد على ضرورة اقامة علاقات دبلوماسية مع قطر وفق شروط محددة يفرضها، ولكن منحى التطورات يشير الى ان هذه الدول ليس لديها سبيل سوى الجلوس الى المفاوضات وطاولة الحوار لحل الخلافات ولايمكن في ظل العقوبات والضغوط السياسية تحقيق اهدافهم، والسعودية وباقي الدول الحليفة لها لم تتمكن عبر ذلك من اشراك باقي الدول معها، كما ان حلفائها تركوها لوحدها في الوقت الذي يؤكدون فيه على احتواء الازمة وحلها سياسيا.

*كاتب و صحفي

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة