تصريحات بن جاسم اعتراف بأخطاء السعودية وتركيا وامريكا وقطر في سوريا

تصریحات بن جاسم اعتراف بأخطاء السعودیة وترکیا وامریکا وقطر فی سوریا

كان للازمة بين السعودية وقطر تداعيات عدة على المنطقة، حيث اماطت اللثام عن الكثير من الحقائق قالها دبلوماسي قطري سابق كان قد تطرق اليها المسؤولون الايرانيون وحذروا خلال السنوات السابقة من ان سياسة بعض الدول الاقليمية سبب التوتر والازمة في المنطقة.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم آل ثاني أطلق الاربعاء الماضي في حوار مع قناة "PBS" الأميركية تصريحات مثيرة حول سياسات قطر والسعودية وامريكا الاقليمية، حيث تحدث عن كواليس الكثير من تصرفات هذا المثلث التخريبي الاقليمي وانتقد بعض هذه التصرفات التي كان لقطر فيها دور كبير.

الاتهامات السعودية بغية اخراج المنافسين من الساحة

حمد بن جاسم قال خلال هذه المقابلة في معرض رده على سؤال يتعلق بإيران "من الناحية التجارية فإن تعامل قطر التجاري مع طهران لا يساوي سوى نسبة واحد من المائة بالألف بالقياس إلى علاقات بقية دول الخليج (الفاري) التجارية مع إيران "، تشير تصريحات بن جاسم بشكل جيد الى ان قضية علاقة قطر بإيران وقطع السعودية وبعض الدول علاقاتها مع الدوحة كانت "اتهاما لاصحة له" بحيث ان المسؤولين القطرين استغربوا من تلك الاتهامات، في الحقيقة السعودية تسعى عبر اتهام الدول العربية بعلاقاتها مع ايران الى معاقبتهم او عزلهم وهذا مؤشر على ذروة العداء السعودي للجمهورية الاسلامية.

سلوك أمريكا الانتهازي والتذكير المجدد بعدم الثقة بواشنطن

أشار رئيس الوزراء القطري في جزء آخر من هذا الحوار الى استضافة الدوحة للعسكريين الامريكيين حتى قبل انشاء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الاوسط، قائلا، "لقد هيأنا أمنا كاملا لتلك القوات واستضفناها كل تلك الأعوام وقد فوجئنا لدى سماعنا أننا ندعم الإرهاب فأي إرهاب هذا الذي ندعمه؟" وتابع "انتقد أمريكان لانهم حلفاؤنا ونتوقع منهم ان يتخذ موقفا منصفا، لانتوقع ان يساعدونا بل ان يتخذوا موقفا منصفا".

يمكن تفسير هذه القضية من خلال وجهتي نظر، الاولى مزاعم أمريكا حول دعم قطر للارهاب صحيحة ولكن لم يشير الامريكان خلال السنوات السابقة الى هذه القضية لاسباب مختلفة أهمها التعاون مع هذا البلد الداعم للارهاب والان بعد ان تصاعد النزاع يتهمون قطر بدعم الارهاب.

والثاني، ان الامريكان كانوا في تصرفهم هذا انتهازيين كثيرا ولايمكن لاي بلد الثقة بهم لانه رغم جميع الخدمات التي تقدم لهم من الممكن ان يتجاهلوا هذه الخدمات بسرعة وفق ماتقتضيه المصلحة مع بلد اخر.

ونوه هذا الدبلوماسي القطري في جزء اخر من الحوار الى الازمة بين ايران والسعودية وكشف بشكل غير مباشر عن الضغوط السياسية التي تمارسها السعودية لقطع دول الخليج الفارسي علاقاتها مع ايران، قائلا، "من يحاول في الخليج (الفارسي) أن يعزل إيران؟ هل قطعوا العلاقات الدبلوماسية مع هذا البلد أو اقترحوا ذلك في مجلس التعاون الخليجي وعارضنا نحن ذلك؟ فليأتوا بهذا الاقتراح إلى المجلس وسنكون جزءاً منه. لكن هذا لا يحصل اليوم، لقد فعلوا ذلك مع قطر".

ان هذه القضية تم الحديث عنها مرارا في وسائل الاعلام، ان السعودية مارست الضغوط على الدول العربية لقطع علاقاتها مع ايران لكن ربما لاول مرة يعترف بهذه القضية من شخص بمستوى رئيس وزراء سابق لاحدى هذه الدول، الامر الذي واجه الفشل بالتأكيد، لان هذا الشخص اشار في حواره الى ان تلك الدول لم تطرح في مجلس التعاون قضية اغلاق سفاراتها في ايران او سفارات ايران في بلادهم لكن هؤلاء فعلوا ذلك مع قطر.

الاعتراف بأخطاء السعودية وتركيا وامريكا وقطر في سوريا

كانت اعترافات هذا الدبلوماسي القطري حول أخطاء السعودية وتركيا وامريكا وقطر في سوريا مثيرة للاهتمام، حيث قال، أنّ "الجميع ارتكب الأخطاء هناك بعد انطلاق "الثورة السورية"، بمن فيهم الأميركيون"، وأضاف "عملنا في غرفتَيْ عمليّات. واحدة في الأردن والثانية في تركيا. شارك العديد من الجهات في هاتين الغرفتَيْن، كالسعودية والإمارات والولايات المتحدة وحلفاء آخرين. في تركيا نفس الشيء".

وتابع بن جاسم "مع الوقت، اكتشفنا أنّ بعض الجماعات لديها أجندات مختلفة وقمنا باستبعادها واحدة تلو الأخرى"، وتوجّه بن جاسم إلى المذيع الأميركي قائلاً "أنتم دعمتم المجموعات الخطأ أحياناً"، ثم قال "لكن هل فعلنا هذا عمداً؟ هذا ليس صحيحاً".

مسؤولو الجمهورية الاسلامية وسوريا اعترضوا مرارا على دعم قطر والسعودية وتركيا ونوهوا الى انه لولا ذلك الدعم لتم القضاء على الارهابيين منذ مدة، كما حذروهم من ان هؤلاء الارهابيون سيعودون في يوم ما الى بيوتهم وسيتابعون اعمالهم الارهابية هناك، حيث ان هذه القضية يسمعها العالم اليوم عن لسان دبلوماسي قطري( البلد الداعم للمجموعات الارهابية).

الخلافات القطرية السعودية حول سوريا كانت نقطة مثيرة للاهتمام كان بن جاسم قد اشار اليها في حوار سابق له مع الفايننشال تايمز حين قال، "عندما بدأنا ننخرط في سوريا في 2012 كان لدينا ضوء أخضر بأن قطر هي التي ستقود لأن السعودية لم ترد في ذلك الوقت أن تقود. بعد ذلك حصل تغيير في السياسة ولم تخبرنا الرياض أنها تريدنا في المقعد الخلفي. وانتهى الأمر بأن أصبحنا نتنافس مع بعضنا وهذا لم يكن صحيا".

تنافس الدول الداعمة للارهاب في سوريا كانت قضية مثيرة للاهتمام ايضا تم الاعتراف بها

السفير الروسي في طهران

صحة مزاعم روسيا في علاقة امريكا بطالبان

علاقات دول مجلس التعاون مع طالبان والتي هي بأمر من أمريكا كانت نقطة اخرى اضيفت الى مجموعة التصريحات المثيرة للاهتمام.

رئيس وزراء قطر السابق أشار الى افتتاح مكتب لطالبان في قطر وعلاقات الدوحة السياسية مع طالبان، قائلا، أنّ الولايات المتحدة طلبت من قطر استضافة خمسة عناصر من الحركة لكي يقوموا بمفاوضات، وتابع "شعبنا سيكون سعيداً إذا أرادت الولايات المتحدة استرجاعهم.

وكان السفير الروسي في ايران "لوان جارغاريان" أشار في حوار مع وكالة تسنيم الى ان الامريكان لديهم اتصالات مع طالبان، وقال ليس هناك شك في وجود مكتب لطالبان بالدوحة وبتلك الاتصالات المنظمة، وتابع، هؤلاء ليس لديهم الحق انتقاد روسيا بهذا الشأن.

اثبتت تصريحات السفير الروسي واعترافات رئيس الوزراء القطري ان امريكا تتابع علاقة الدول الرسمية بطالبان ومفاوضاتها السرية مع هذه المجموعة بشكل منظم في الوقت الذي تعتبر فيه هذه المجموعة في افغانستان وباكستان "ارهابية" ويتعرض قادتها بين الحين والاخر الى غارات جوية.

وهذه هي الازدواجية التي تتبعها امريكا وحلفاؤها الاقليميين 

كان للازمة بين السعودية وقطر تداعيات عدة على المنطقة، حيث اماطت اللثام عن الكثير من الحقائق قالها دبلوماسي قطري سابق كان قد تطرق اليها المسؤولون الايرانيون وحذروا خلال السنوات السابقة من ان سياسة بعض الدول الاقليمية سبب التوتر والازمة في المنطقة، كأخطاء أمريكا وحلفائها في المنطقة حول سوريا واتخاذ سياسات مزدوجة حيال الارهاب من قبل امريكا في المنطقة كما تعتبر السياسة حيال طالبان واحدة منها والتنافس الداخلي بين الدول العربية هي التي تثير ازمة المنطقة.

أعد التقرير: علي حيدري

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة