الطريق إلى دير الزور..

الطریق إلى دیر الزور..

دخل الجيش السوري وحلفاؤه في سباق مع الزمن للوصول إلى مدينة دير الزور، وهذا ما ترجمه على أرض المعركة حيث التقدم السريع والمباغت في ريفي الرقة وتدمر.

فبعد خسائر تنظيم داعش الإرهابي المتلاحقة في كل من الرقة وريفها وتدمر وريفها، عمل التنظيم على حشد قواته الأساسية باتجاه المدينة المحاصرة من قبله منذ أعوام والتي يعاني سكانها من ظروف معيشية قاهرة، فمنهم من يقطن في أحياء تحت سيطرة التنظيم الذي عمد بدوره إلى تجويعهم واستخدامهم كدروع بشرية، ومنهم من يقطن في أحياء يسيطر عليها الجيش السوري مثل (القصورـ هرابش ـ الجورة) المحاصرة بدورها من قبل التنظيم والتي تخوض إلى جانب الجيش السوري معارك التصدي لهجمات داعش العنيفة على مختلف المحاور.

وعلى الرغم من تمكن التنظيم من فصل مطار دير الزور عن المدينة أملا منه في إضعاف القوات المدافعة والسيطرة على كل جزء على حدة، لكن استبسال القوات في التصدي لهجمات التنظيم جعل من مراده محالاً وخاصة في ظل تغطية جوية مكثفة من سلاحي الجو السوري والروسي.

ففي الساعات القليلة الماضية تمكنت طائرات من دون طيار تابعة للقوى الجوية السورية من كشف تجمع للمتشددين من تنظيم داعش الإرهابي كانوا يتحضرون للهجوم على الخطوط الأمامية للقوات الحكومية في المدينة.

انطلقت بناء على المعلومات قاذفات سورية وروسية واستهدفت التجمع وتم خلال الهجوم تدمير 16 عربة مدرعة وقتل 180 عنصر من التنظيم من بينهم قياديين بارزين وتم إحباط الهجوم بالكامل.

كما تصدى الجيش السوري لهجوم عنيف شنه التنظيم على اتجاه "تل بروك الاستراتيجي" ومحيط لواء التأمين و" ودوار البانوراما" ومحيط المطار العسكري " وعلينا ألا ننسى الدعم اللوجستي الذي يقدمه سلاح الجو السوري والروسي للقوات العاملة في المدينة والسكان المحاصرين من خلال الإسقاطات الجوية المتكررة بكل ما يلزم من عوامل الصمود.

يستخدم التنظيم كافة أنواع الأسلحة وأساليب الهجمات الانتحارية لتحقيق التقدم في هذه الأحياء العصية عليه منذ سنوات ولعل أمله القادم جعل دير الزور عاصمته الجديدة لكن الجواب يكون على لسان أهالي دير الزور ووحدات الجيش العاملة هناك واللذان شكلاً حصناً منيعاً حمى المدينة من التنظيم الإرهابي حيث لا خيار سوى الصمود وخاصة بعد أن أصبحت المدينة الهدف الأسمى لمعارك البادية، والواضح من تقدم الجيش السوري وخارطة سيطرته القضم الناري على اتجاهين ، الاتجاه الأول هو ريف الرقة المتاخم للحدود الإدارية لمحافظة دير الزور.

حيث سيطر الجيش اليوم على كل من مساكن الثورة والآبار الغربية ومنها " بئر موسى، وبئر أبو الحامات وتابع تقدمه في محور الرصافة مسيطراً على "مضافة عويجان البو خميس وبئر السدران ورجم الحورة وأخو هدله وحاج مفضي وبئر العداد وبئر أبو السنابل وبئر العمالة وتل رجم العمالة غرب الرصافة"

أما الاتجاه الآخر فهو اتجاه "السخنة "والتي أصبح الجيش السوري على أبوابها بعد تقدمه محرراً "قرية أراك وسد أراك " إضافة لتقدمه في سلسلة جبال التدمرية موسعاً نطاق السيطرة بشكلة العرضي لمحاصرة المدينة والقضاء على أكبر عدد من عناصر التنظيم دون ترك المجال لتراجعهم أو الهروب إلى مناطق أخرى، ومع السيطرة على "السخنة "تصبح لحظات التلاقي مع حامية مدينة دير الزور أكثر قرباً وترقباً، فطبيعة المنطقة المؤدية إلى دير الزور صحراوية خالية من تجمعات سكانية ضخمة باستثناء بعض القرى الصغيرة التي يستخدمها التنظيم ممرات للعبور والاستطلاع .

الطريق إلى دير الزور هو الطريق إلى وصلها مع دمشق مع القلب السوري المتعطش لها منذ سنوات وبعودة شريان الحياة لها سوف يتدفق الدم الجديد إلى الجسد السوري، الطريق إلى دير الزور هو طريق الوفاء لصمودها ودماء شهدائها.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة