حملة "خسى الجوع" في سوريا تقدم مليون وجبة إفطار للفقراء الصائمين في الشهر الفضيل +فيديو وصور


حملة "خسى الجوع" فی سوریا تقدم ملیون وجبة إفطار للفقراء الصائمین فی الشهر الفضیل +فیدیو وصور

دمشق- تسنيم: شبابٌ سوريونَ رفعوا شعار "ساعد"، لمساعدة أهالي وطنهم، واختاروا لحملتِهم في شهر رمضان المبارك اسم "خسى الجوع"، تراهم كخليةِ نحل يعملون منذُ الصباحِ حتى الغروب، هدفُهم ألّا يبيتَ سوريٌ واحدٌ جائعاً بلا طعام إفطار.

تشرح لنا مسؤولة المتطوعين في جمعية "ساعد" السيدة "كفا جوزيف" وتقول: "هذه المبادرة بدأت بفكرة بين بعض الأصدقاء منذ بداية الحرب، فبداية فتحنا الخزائن في منازلنا وأخرجنا بعض البرغل والأرز وقدمناها للأشخاص المحتاجين الذين تضرروا بالحرب، وأسمينا حملتنا "خسى الجوع" فكما يقال في الشام أن أي جائع يطرق باب منزلك فتقول له "خسىء الجوع"

 

 

 

مضيفة: "بحمد الله نحن مستمرون للسنة الخامسة على التوالي، كنا بداية في دمشق فقط، واليوم أصبحنا أيضاً في ريف دمشق وحلب واللاذقية وحمص ونأمل أن تغطي مبادرتنا كل سوريا"

تسأل المراسلة عن عدد الوجبات التي يُعدّها الفريق يومياً" تجيب مسؤولة المتطوعين: "في هذه السنة نريد أن نتحدى أنفسنا ونصل مع آخر شهر رمضان إلى مليون وجبة، وصلنا إلى إعداد عشرين ألف وجبة يومياً ونتمنى مع آخر شهر رمضان أن يتحقق التحدي ونصل إلى مليون وجبة"

تعتمد هذه المبادرة على ما يُقدّمه المتبرعون السوريون في كلّ يوم من مواد غذائية ومبالغ مالية، لتتحول هذه التبرعات إلى وجبات لا يقتصر العمل فيها على الشباب فحسب، فالمُسنون أيضاً تطوعوا لتقديم ما لديهم من خِبرات.

يقول "رياض الحلبي" منسق في جمعية ساعد ومسؤول المطبخ "نحن في حملة "خسى الجوع" لدينا أهداف معينة منها قريب المدى وآخر بعيد المدى ولدينا أثر نعمل على تعزيزه" لافتاً أن الفكرة هي ليست بأن نفتح مطبخاً ونقوم بطهي الأرز والخضار بل الفكرة أعمق من هذا، فما نحاول القيام به هو تأسيس لبنة مجتمع، فنرى هنا نسيج المجتمع السوري بغض النظر عن الطائفة  والانتماء السياسي والعرقي، فيوجد هنا سوريون قدموا من لبنان والأردن وهناك أيضاً شباب مغتربون جاؤوا لزيارة أهلهم في شهر رمضان، فنرى أن هناك نسيج عام وهذا ما نحاول أن نؤسس له أن نكون كلنا يداً واحدة، وأن نعيد تأسيس تلك  الروح التي فقدناها خلال الأزمة، فليست المسألة هي إعداد وجبات وتقديمها لإخواننا المحتاجين، بل نحن نحاول أن نؤسس شيئاً للمستقبل وأن نمسك بأيدي بعضنا البعض لننهض من أزمتنا جميعاً ونستطيع أن نقدم شيئاً للمستقبل"

مراحلُ عديدة تطويها تلك الوجباتُ قبل أنْ تُصبحَ جاهزةً للتوزيعِ على الفقراءِ والمهجرين ورغم الجُهد الشاقِ وعناءِ الصيام ترى الابتسامةَ لا تُفارقُ وجوهَ المتطوعين المؤمنين بأنّ أحدَ أهمّ شعائرِ شهرِ رمضانَ المباركْ هو مواساةُ المحتاجين وتلبيةُ حاجاتهم.

يقول "أبو جاد" أحد المنسقين في "ساعد": "في هذه المحنة التي تمر بها بلدنا، على الجميع أن يساندوا ويساعدوا بعضهم بعضاً، حتى بالقدر البسيط من المساعدة كالطبخ وإعداد الطعام، فنحن هنا نبذل أي جهد يمكننا أن نقدم عبره المساعدة للآخرين"

تسأل المراسلة: "هل لديكم أشخاص مهجرون تقدمون لهم الوجبات؟" يجيبها أبو جاد: "نعم بالطبع، هناك الكثير من المهجرين ونحاول قدر المستطاع أن نوصل لهم وجبات الطعام إلى منازلهم أو إلى خيمهم" لافتاً "بعض الوجبات نقدمها لعناصر الجيش السوري ولكن أغلب العمل الذي نقوم به يعود للناس المحتاجين والفقراء"

ينتهي هذا اليومُ الشاقُ ويبدأ الاستعدادُ لاستقبال يومٍ جديد، وشعورُ الرضا يملأُ نفوسَ المتطوعين، بأنّ كلّ من طرق بابهم يلتمسُ طعاماً، لم يعدْ إلى منزله خائباً.

رحماء بينهم يتخلّقون بأخلاق الشهر الفضيل ويبذلون أقصى ما يستطيعون لرسم الابتسامة على وجوه فقراء ومهجرين أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم ليثبت للعالم أجمع بألّا أحد يشعر بمعاناة السوريين إلا السوريون أنفسهم.

/انتهي/ 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة