دامغان اعرق المدن الايرانية وعاصمة الامبراطورية الاشكانية+صور


تعد مدينة دامغان واحدة من اقدم واعرق المدن الايرانية وتحظى بأهمية كبيرة عبر التاريخ وحتى يومنا هذا، حيث كانت في الايام الخوالي احدى مدن ولاية "قومس" وكانت تعتبر مركز هذه الولاية أيضاً.

خاص بوكالة تسنيم الدولية للانباء، ينسب تأسيس مدينة دامغان الى الملك "هوشنج نبيرة كيومرث" ثاني ملوك السلالة البيشدادية، وكانت في يوم من الايام عاصمة للامبراطورية الاشكانية وكانت تعرف ايضا بالاقليم الرابع.

ذكر اسم مدينة دامغان في اغلب كتب الجغرافيا والتاريخ، حيث اشارت غالبية ما كتب فيها الى أهمية ومكانة مدينة دامغان القديمة لأنها عبر التاريخ القديم والمعاصر، تقع على طريق الحرير، الرابط بين الغرب والشرق.

والدليل على اهمية هذا هو أن اليونانيين عندما وصلوا اليها شاهدوا تحضرها وتمدنها وأطلقوا عليها اسم "البوابات المئة" بسبب كبر المدينة وتنوع ووفرة غذائها ومحاصيلها، وهي تعرف حتى اليوم بهذا الاسم.

ومن الادلة الاخرى على عظمة دامغان وجود الخانات والرباطات والهضبات القديمة والقلاع و الاسوار الضخمة داخل وخارج المدينة.

وتضم هذه المدينة معالم سياحية ساحرة وأخاذة ومتنوعة بدءا من قصر "عين علي دامغان" حتى الصحراء الحارة والحارقة.

قصر "عين علي"

نهر عين علي هو النهر الوحيد الدائم الجريان في مدينة دامغان، ويصل الماء الى هذه العين من الجبال الشمالية، واستقطبت هذه المنطقة السياح منذ عهود وخاصة سلاطين القاجاريين في ايران وذلك بسبب خضارها وهوائها العليل وجمال مناظرها الطبيعية الخضراء وطقسها.

ويوجد في المنطقة حاليا بناءان باقيان من بين الابنية الكثيرة التي بنيت في حقبة القاجاريين، احدها بناء "آغا محمد خاني" الذي بني في فترة حكم "آغا محمد خان قاجار"، والبناء الثاني "فتح علي شاهي" الذي بني في فترة حكم الملك القاجاري"فتح علي".

بناء آغا محمد خاني

يقع هذا المبنى مقابل بركة الماء الثانية ويتالف من طابقين، ويوجد فيه اقواس خارجية مطرزة فائقة الجمال بالاضافة الى قوالب جبصينية مزخرفة تأثر الانظار.

ويغطي الجبصين جزء من اروقة وممرات هذه الاقواس، واستخدم الطوب في بناء هذا المبنى ثم رمم في وقت لاحق باستخدام الطين.

بناء "فتح علي شاهي"

يوجد داخل بركة الماء التي يصب فيها ماء نهر عين علي بعد عبوره من قلب الصخور، مبنى من طابقين وله شكل مستطيلي وواجهتين ويطلقون عليه اسم بناء "فتح علي شاهي"، ولدى الواجهة الشمالية للمبنى عامودين جميلين مغطيين بالخشب، ويوجد في المبنى ابواب وشبابيك عديدة ومطلة على الخارج حتى يتنعم الزائر بجمال الطبيعة الآسرة للقلوب الموجودة حول هذا المبنى، وبسبب تموضع المبنى داخل الماء تم استخدام مادة الصاروج التي تتميز بمتانة عالية بحيث تحافظ على متانة المبنى.

وتقع منطقة "عين علي" على بعد 30 كيلو مترا شمال مدينة دمغان بين قريتي "آستانة" و "ديباج"، وشمال العين هناك طريقان واحد منهما بإتجاه محافظة "جلستان" والآخر بإتجاه محافظة "مازندران".

دار لطفي

يعد دار لطفي من أبنية الحقبة القاجارية ويتالف من اقسام عديدة، وهذه الاقسام عبارة عن ساحة خارجية، داخلية، وقسم داخلي وساحة خلفية، ومنزل للعمال والخدم والحظيرة، وكل قسم من هذه الاقسام له جماليته الخاصة ويستحق الرؤية.

المدخل الاساسي للبناء من الجهة العلوية وهو مزين بزخرفات من الجبصين ويوجد على طرفيه قوسين خارجيين، ويوجد على طرفي المدخل قوسين وفوقهما رفوف مربعة الشكل اما القوس الوسطي فهو الاعرض وتحته طريق الدخول.

ويوجد خلق باب الدخول دهليز مزينة باقواس يوجد فيه ممر الى الساحة هو عبارة عن سلمين الى داخل الساحة.

ويوجد على الجنب الايسر لطريق الدخول غرفة بشباك تطل على الساحة ويوجد قوس الى جانب هذه الغرفة في ممر الدخول من جهة الساحة ويوجد ايضا غرفة اخرى.

ومن هذه الغرفة التي تقع في الممر باب يفتح بإتجاه "دار صديق" المغلق في يومنا هذا، ويوجد امام ممر الدخول بناء مؤلف من طابقين، الاول قبو اما الثاني يتم الوصول اليه عبر خمس سلالم، ويشمل ايوان باربع اعمدة حجرية ويوجد على راسها تيجان رائعة الجمال.

ويوجد في نهاية الايوان ثلاث غرف اكبرها الغرفة الوسطى والتي تعرف باسم خماسية الابواب. تنهتي الى الساحات الاخرى عبر قبو الساحة الداخلية.

وهكذا، يمر الطريق نحو الساحة الداخلية في البداية من مكان العمال ثم الدهليز في القسم الداخلي ، وتشمل الساحة الداخلية باب للدخول مستقل، دهليز، وممر للدخول عبر سلمين الى الحديقة الاساسية.

و هذا القسم في الجزء الرئيسي الذي يمكن الوصول اليه عن طريق ثلاث سلالم، ايوان بعامودين من الجبصين وتيجان، وفي القسم الشمالي من الايوان ثلاث غرف كان يستخدم احداها كمضبخ.

منازل الساحة الداخلية مؤلفة من طبقتين ويوجد على القسم الغربي للايوان عدد من الغرف يمكن الوصول اليها من الساحة عبر ثلاث سلالم.

ويوجد خلف حائط الدخول، ساحة داخلية اخرى تحتوي على ساحة ومخزن للمياه وغرفة يمكن الوصول اليها من الساحة عبر ثلاث سلالم.

ويوجد بجانب الساحة الداخلية اماكن لاقامة العمال والتي تتالف من غرفة وساحة ويمكن للعمال الوصول الى الساحة الخارجية عبر ممر القبو، ويرتبط سكن العمال مع ساحة داخلية اخرى عبر ممر في دهليز الساحة الداخلية.

كما توجد حظيرة بجانب الساحة الداخلية الرئيسية فيها اسقفة مقببة على هيئة ست قبب صغيرة.

سور "بارو"

وبسبب وقوع هذه المدينة التاريخية على طريق الحرير واهميتها الاستراتيجية فقد كانت دائما عرضة لهجمات الغزات في فترات زمنية مختلفة، لذلك تم بناء سور حول المدينة، و بقيت اجزاء من هذا السور في اطراف المدينة حتى ايامنا هذه، ففي القسم الجنوبي هناك ما يقارب 1610 متر من بقايا السور ، وفي شرق المدينة حوالي 1620 متر و في شمال المدينة 150م.

ونظرا الى ان هضبة "حصار" واحدة من تلال ما قبل التاريخ ويوجد بقربها قلعتين تعودان الى الحقبة الساسانية،يمكن الاستنتاج ان هناك احتمال كبير بان تكون المدينة الاصلية قد بنيت حول هذه المنطقة، ومع مرور الزمن والزراعة اختفى اثرها.

ولكن وفقا لكتب التاريخ فانه من المحتمل ان بناء اسوار المدينة الحالية يعود الى الحقبة النادرية، وتعرف باسم باره (اسوار) نادري.

ويوجد فيها ابراج على مسافات مختلفة، وهناك خمس بوابات للدخول الى داخل بارو.

ومن الممكن القول ان مدينة دامغان كانت الطريق الرئيسي الذي يربط الشرق بالغرب، حيث كانت الطريق للسياح والحملات العسكرية بالاضاقة الى اهميتها الاقتصادية كممر للبضائع كونها تقع على طريق الحرير.

وبما ان المدينة صلة وصل بين الشرق والغرب فكان من الضروري بناء سور ليحيط بها ويحميها.

وماكان يسميه "اشميت" القلعة القديمة من المحتمل ان تكون هذه القلعة ذاتها التي تعرف بمولود خانه الموجودة داخل مدينة بارو.

سد الشهيد "شاه شراغي"

يقع سد الشهيد "شاه شراغي" على بعد 12 كيلومتر شمال مدينة "دامغان" وبجانب المضيق المعروف باسم "بز بل"، ويجاور السد جبل "تشكل شير" ويحجز مياه نهر عين علي.

وكان الهدف من انشاء هذا السد هو نقل ماء "عين علي" لري قسم من اراضي السهل الواقع جنوب المدينة، و للتحكم بمياه النهر وتجنب الفياضانات القادمة من الشمال ولتامين نقص مياه الشرب في مدينة "دامغان".

ولهذا السد ميزات عديدة اضافية غير التي ذكرت سابقا، حيث يؤمن السد الماء لحوالي 1500 هكتار من الاراضي الزراعية الموجودة في السهل والتي تعد خصبة وصالحا للزراعة بشكل كبير.

وتم بناء هذا السد باستخدام الرمال والطين، ويبلغ ارتفاعه عن مستوى مياه النهر 57 م وقدرته التخزينية تصل الى 40 مليون متر مكعب من الماء.

طول قمة السد 227 متر ويرتفع عن سطح البحر 1500 متر ويجري الماء خلف السد حوالي 6 كيلومتر.

كهف "شيربند"

يعد كهف "شير بند" احد اجمل الامثلة عن الكهوف في ايران، ويقع على بعد 12 كيلومتر شمال شرق مدينة دامغان.

وللوصول الى الغار يجب تجاوز 10 كيلومتر من الطريق القديم لقرية " آب بخشان" و"غردن بشم" وبعدها يصل المسافر الى مزرعة "شير بند" المتميزة بمناخها الجميل.

وبعد ذلك يعبر المسافر 1.5 كيلومتر من الطريق الواقع في القسم الشرقي من المزرعة ليصل الى قرية "جزن"، وبعد ذلك يواصل سيره في طريق فرعي حديث الانشاء على جهة اليسار ليجد البحيرة بعد مسافة 500 متر.

فوهة الغار موجودة وسط جبل صخري يقع على ارتفاع 50 متر من مجرى النهر، وبسبب وقوع الغار في منطقة الاحجار الكلسية، فان لديه هيكلية مميزة بشكل مذهل.

ويبلغ طول الغار حوالي 350 متر شمالا، ويوجد العديد من الطرق الفرعية الضيقة على جنبي الممر الرئيسي.

ويوجد في الغار نوازل واعمدة كلسية رائعة الجمال وتتميز بالوان واحجام مختلفة وتتدلى من سقف الغار، وينسب خبراء الاحجار والاعمدة هذا الغار الى فترة بين 136 حتى 190 مليون سنة سابقة.

واوجد ترسب محلول كربونات الكالسيوم في الماء اشكال غاية في الروعة ، كما أن تجمع البلورات الابرية خلق منظرا خلابا من اجمل ما خلق الله.

الصحراء الرملية

وتبدا هذه الصحراء من الناحية الجنوبية لمدينة دمغان الى قرية "يزدان أباد" وتمتد حوالي 75 كيلومتر.

ويوجد في المنطقة مساحات خضراء صغيرة جدا تحيط بها الكثبان الرملية، كلما تقدمنا اكثر لاسيما باتجاه قرية "حسن آباد"، "امروان" و"خورزان" تزداد الكثبان الرميلة وتتحول المنطقة الى صحراء قاحلة.

وتلفت الاكوام الرملية في هذه الصحراء الانظار بلونها الاصفر المائل الى الرمادي، بالاضافة الى عدد من شجيرات الاثل والرمث الصغيرة التي تحاول الصمود والمقاومة في هذه الظروف الصعبة.

وتنتزع الرياح هذه الرمال الصفراء الداكنة من احد التلال لتعود وتشكل تلة اخرى في مكان آخر، بحيث يتغير مكان هذه التلال الرملية مع كل عاصفة.

وتتميز هذه الكثبان الرملية بمنظر يأثر عيون وقلوب السياح مع بزوغ نور الصباح وعند الغروب.

وهذه الصحراء في واقع الامرمخزنا من الرمال الناعمة الصفراء والنارجنجية، حيث تتحرك عند العواصف بشكل يشبه حركة امواج البحر وتغطي بحركتها كل الانحاء.

/انتهى/