المقاومة تجهض "الشرق الأوسط الجديد" وتنزل مزيدا من الهزائم بالعدو الصهيوني في المواجهات البرية


المقاومة تجهض "الشرق الأوسط الجدید" وتنزل مزیدا من الهزائم بالعدو الصهیونی فی المواجهات البریة

في اليوم العاشر لحرب تموز، بدا الكيان الصهيوني عاجزا عن فعل المزيد من العمل العسكري سوى إوغال آلته العسكرية في تدمير البنى التحتية في ظل الهزائم التي تلحق بقوات النخبة التابعة للجيش الإسرائيلي في مارون الراس، فيما سعت الدبلوماسية الأمريكية الى التغطية على هزائم العدو وإعطاؤه بالعسكر ما لم يستطع تحقيقه بالميدان حيث اعتبرت رأس الدبلوماسية الأمريكية آنذاك كونداليزا رايس أن ما يحدث هو آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد.

وفي اليوم الحادي والعشرين من شهر تموز من صيف العام 2006، واصلت قوات الاحتلال نهجها التدميري بالاعتماد على سلاح الجو، ولم توقف قصف مناطق الضاحية الجنوبية، وعملت على تدمير المدمّر، ومنها مبنى الإعلام المركزي لحزب الله والإدارة المركزية لمؤسسة الشهيد وسنتر داغر في حارة حريك. وفي الجنوب استمرت سياسة "الأرض المحروقة" فدمّرت الطائرات ما تبقى من جسور وعبارات وطرق رئيسية في النبطية، واستهدفت بالقصف والغارات مؤسسات تعليمية لجأ إليها المواطنون ومنها متوسطة "جميل بزي الرسمية" في بنت جبيل. كما ركّزت الطائرات المعادية غاراتها على مدينة بعلبك فارتكبت مجزرة راح ضحيتها خمسة أشخاص وعشرين جريحاً، ولم تسلم المؤسسات التعليمية والاجتماعية من العدوان فدمرت الغارات مركز مؤسسة الشهيد ومدرسة الهداية في المدينة ومركز الإرشاد الزراعي في دورس.

قوات الاحتلال جددت محاولاتها التوغل باتجاه بلدة مارون الراس الحدودية، فاصطدمت بمواجهة عنيفة من قبل المقاومين الذين كبدوا العدو سبعة قتلى وجرح عشرين من جنوده، فضلاً عن تدمير ثلاث دبابات ميركافا. مواجهات مارون الراس التي خاضها عدد قليل جدا من المقاومين ضد تشكيلات صهيونية برية كاملة كانت أسطورية بالكامل حيث اعتقد الكيان الصهيوني بأن حزب الله قد حشد كل قواته في هذه البلدة الحدودية بينما لم يتجاوز أعداد المقاومين أصابع اليد. وقد تسببت هذه المواجهات باضطرابات نفسية لجنود العدو إضافة الى الخسائر البشرية والمادية حيث أطلق بعضهم تصريحات بأن حزب الله يحاربهم باستخدام الأحصنة إلى حد قال أحد قادة العدو أن هذه المواجهات قد أشابت رأسه.

الرئيس اللبناني في ذلك الوقت إميل لحود أكد في حديث لمحطة "بلومبيرغ" الأمريكية أن "الهجوم الإسرائيلي كان مقرراً سابقاً، وقد وضعت الخطط له، وأن الإسرائيليين كانوا يحتاجون إلى ذريعة فقط كما حصل في اجتياح لبنان عام 1982".

آية الله السيد محمد حسين فضل الله دعا في موقف لافت الى الحكومة اللبنانية "بأن تكون فريقاً محايداً في المعركة، لأن القضية قد تحوّلت إلى الحرب ضد لبنان كله"، خصوصا بعد سلسلة تصريحات اطلقها مسؤولون لبنانيون كسعد الحريري وفؤاد السنيورة ووليد جنبلاط يتبرأون فيها من الدفاع عن لبنان ويتهمون المقاومة بإشعال الحرب.

الرئيس اللبناني السابق أمين الجميل التقى السفير الأميركي جيفري فيلتمان وصرح للتلفزيون المصري أنه "من المؤسف أن حزب الله تفرّد بقرار الحرب التي دخلناها غصباً عنا".

أما وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس جددت رفضها الدعوات إلى وقف فوري للحرب الإسرائيلية على لبنان، وقالت إن "ما يجري هو آلام مخاض لولادة شرق أوسط جديد". كما جدد المندوب الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون دفاعه عن إسرائيل في جلسة لمجلس الأمن بالقول: "كيف تتفاوضون وتحافظون على وقف لإطلاق النار مع منظمة إرهابية؟".

وفي إيران، فقد حذّر الرئيس الإيراني آنذاك محمود أحمدي نجاد من امتداد العدوان على لبنان إلى دول أخرى في حال انتصرت إسرائيل، مندداً بالصمت الدولي. وطالبت تظاهرات عمّت المدن الإيرانية بفتح باب القتال في لبنان متعهدة بأن "سلاح حزب الله لن ينزع مطلقاً".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة