اين تكمن مصالح الكيان الصهيوني في الازمة الخليجية؟

این تکمن مصالح الکیان الصهیونی فی الازمة الخلیجیة؟

تعد الازمة الخليجية الاخيرة المتمثلة بحصار قطر من قبل السعودية ومصر والامارات والبحرين بذريعة دعم الارهاب احد ابرز احداث الفترة الاخيرة، حيث فتحت هذه الازمة الابواب امام العديد من التساؤلات حول سببها وتوقيتها وتداعياتها على المنطقة.

وكأي ازمة في المنطقة  فأن الايادي الصهيونية تعمل بشكل سريع على الاستفادة منها لتحقيق مصالحها وتشكيل تحالفات جديدة تخدم وتمرر مشاريعها، وتقرب مشروع التطبيع العلني مع الكيان الصهيوني من التنفيذ وتعزز فكرة ان الكيان الصهيوني ليس العدو في المنطقة بل هو شريك سلام!.

موقف الكيان الصهيوني من هذه الازمة بدا واضحا في تصريحات مسؤوليه، حيث صرح وزير حرب الكيان أفيغدور ليبرمان في خطابه أمام أعضاء الكنيست في 5 يونيو 2017 "إن قرار عدد من الدول العربية قطع علاقاتها مع قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب يمكن أن يفتح الباب أمام تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب تشارك فيه إسرائيل".

واضاف "من الواضح للجميع أن ما حدث هو دليل آخر على أنه حتى الدول العربية تفهم أن الخطر الحقيقي علي المنطقة بأكملها ليس إسرائيل ولا اليهود ولا الصهيونية بل الإرهاب" على حد زعمه.

وفي اول اجراء للكيان الصهيوني ضد قطر اعلن وزير الاتصالات "ايوب قرا"  في مؤتمر صحفي الاحد الماضي ان حكومة الكيان الصهوني قررت اغلاق مكاتب قناة الجزيرة القطرية في القدس بتهمة التحريض الارهابي.

وقال الوزير الصهيوني أن قناة الجزيرة " لا تمارس حرية التعبير، بلّ تستخدم أدوات للتحريض على الإسرائيليين".

هذه الخطوة لقت ترحيب كبيرا من قبل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتياهو، الذي اكد يوم الاربعاء الماضي أنه سيعمل على اغلاق مكتب الجزيرة في القدس متهما اياها بالتحريض على أحداث العنف الاخيرة في القدس.

وكتب نتنياهو على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، "لقد دعوت الجهات القانونية العديد من المرات إلى غلق مكتب الجزيرة في القدس، وإذا كان ذلك غير ممكن بسبب تفسير القانون، فإنني سأتكفل بالتصديق على القوانين المطلوبة لطرد الجزيرة من إسرائيل".

واظهرت التحليلات اسباب عديدة دفعت الكيان الصهيوني الى اتخاذ هذا الموقف من الازمة الخليجية، حيث وجد الصهاينة ان هذه الازمة ستكون فرصة لتشكيل نوع من التعاون مع "محور عربي" معروف في المنطقة  يعزز سعي الكيان الصهيوني لتوسيع علاقاته مع الدول العربية.

هذا الرأي تبناه أستاذ العلوم السياسية سيث فرانتسمان، الذي اعتبر في مقال نشرته صحيفتي "معاريف" و" جيروزاليم بوست" الصهيونيتين في 5 يونيو أن الكيان الصهيوني يمتلك فرصة غير مسبوقة من شأنها التأثير على موازين القوى في الشرق الأوسط. وتتمثل هذه الفرصة، حسب رأيه، في تأسيس محور يجمع إسرائيل والسعودية، انطلاقاً من مصلحة تل أبيب المشتركة مع دول الخليج الفارسي في مواجهة إيران.

ومن جهة اخرى فان الكيان الصهيوني يرى أن حصار قطر من شانه ان يوقف الدعم المالي الذي تتلقاه حماس من قطر، وبالاخص أن احد أهم الشروط التي قدمتها دول المقاطعة لقطر لرفع الحصار هي قطع قطر لعلاقاتها مع حركة حماس.

هذا الامر اكده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في اكثر من مناسبة، حيث صرح خلال زيارته الى فرنسا في 6 يونيو قائلا " لقد طفح الكيل، وعلى قطر وقف دعم جماعات مثل حماس والإخوان"، مشيراً إلى أن "الهدف ليس الأضرار بقطر، ولكن عليها أن تختار".

أما بالنسبة للازمة السورية فبالرغم من أن السعودية وقطر كان لهما نفس الموقف من الدولة السورية الا ان هناك اختلاف في المصالح بينهما، حيث ترى السعودية أن تقسيم سوريا من شانه ان يضغط على تركيا ابرز حلفاء قطر.

وشكلت استضافة وسائل اعلام سعودية شخصيات كردية مناوئة لتركيا منها رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح المسلم، الذي اصدرت أنقرة العام الماضي مذكرة اعتقال بحقه لاتهامه بالوقوف خلف تفجير "دام" الذي وقع في اسطنبول في فبراير من العام الماضي وأودى بحياة 30 شخصا، وتبنته ما تسمى حركة ’’صقور حرية كردستان‘‘ المقربة من حزب العمال الكردستاني دليلا على أن العلاقات  السعودية التركية قد اتخذت منحا جديدا.

هذا التقسيم يدغدغ المصالح الصهيونية التي تسعى جاهدة الى ضرب محور المقاومة عبر اضعاف الدولة السورية، ودعم المشروع الانفصالي الكردي في سوريا من شانه ان يضغط على سوريا، ويكون بداية لخلق نظام حكم لامركزي جديد في سوريا يضعف قرار الحكومة المركزية في دمشق.

المصدر: وكالات

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة