ولد الشيخ والطريق الوعرة نحو انهاء الحرب اليمنية

ولد الشیخ والطریق الوعرة نحو انهاء الحرب الیمنیة

وصل المبعوث الاممي الى اليمن "اسماعيل ولد الشيخ احمد"، أمس السبت الى العاصمة الايرانية طهران، وتباحث مع المسؤولين الايرانيين وكان من بينهم، وزير الخارجية محمد جواد ظريف ومساعده في الشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري.

وكان ولد الشيخ قبل ان يصل طهران، قد بحث مع المسؤولين السعوديين ووزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي تلعب بلاده دور الوسيط في الشأن اليمني. سلطنة عمان كما الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤكد منذ اندلاع الحرب اليمنية على الحل السياسي وترى ان الازمة اليمنية ليس لديها حلاً عسكرياً.

ورغم مجىء خطوة المبعوث الاممي الى اليمن لحل الازمة اليمنية "في وقت متأخر" وفي ظل حدوث مزيد من الكوارث الانسانية في هذا البلد الفقير، لكن يمكن اعتبارها خطوة في "المسار الصحيح" من اجل انهاء المجازر في هذا البلد، ويجب الاستبشار بهذه الخطوة رغم تصدر الملف اليمني المشهد بعد شهور من تهميشه.
والاسباب المؤدية الى هذه الخطوة "واضحة" ، من ابرزها المشاكل الداخلية و الاقتصادية والاحتجاجات الداخلية السعودية التي جعلت النظام السعودي رهينة لها كما ان ولي العهد بن سلمان بحاجة الى تلاحم داخلي من أجل الوصول الى الكرسي الملكي، وسير الاوضاع الداخلية بحاجة الى تسوية الملفات الاقليمية ومنها حرب اليمن التي خيمت بظلالها على هذا البلد منذ عامين ولم تصل الى نتيجة، فإذا قلنا ان خطوة ولد الشيخ هذه وتحركاته الدبلوماسية الجديدة من اجل تسوية هذا الملف تمت عبر الضوء الاخضر السعودي، لم نكن نبالغ بهذا القول.

يبدو ان ولد الشيخ يحمل مهمة صعبة في تسوية هذا الملف وانهاء الحرب في اليمن، وهو بحاجة الى الحصول على ثقة الشعب اليمني ومنهم انصار الله من اجل الانتهاء من هذا الملف.

ويتوجب على ولد الشيخ كمبعوث اممي و وسيط حيادي ومن اجل اظهار حسن النية، يتوجب عليه في البداية مطالبة المسؤولين السعودين بالوقف الفوري للضربات الجوية على المنازل والمنشآت والبنى التحتية والمشافي في اليمن، ورفع الحصار الجوي والبري والبحري عن هذا البلد لتخفيف المعاناة قليلا عن الشعب اليمني المظلوم عبر ارسال المساعدات والدواء؛ هذا الشعب الذي يعاني من انواع الامراض المعدية كالكوليرا بسبب نقص الدواء والحصار المفروض عليه حيث ذكرت تقارير عالمية ان الكوليرا حصدت ارواح اكثر من 1700 شخص.

كما يبدو ان ما ادرج على جدول اعمال ولد الشيخ ليست هي المطالب الرئيسية للشعب اليمني بل تلك الاوامر التي صدرت عن السعودية، حيث يتعين على ولد الشيخ في بداية الامر الاخذ بعين الاعتبار المطالب الرئيسية للشعب اليميني بدلا من متابعة مطالب السعودية وهذه القضية جعلت من مهمته صعبة وطريق التوصل الى حل سياسي وعرة.

أرادت السعودية منذ بداية حرب اليمن نزع سلاح حركة انصار الله، وأصرت على خروج هذه الحركة من مدينة صنعاء ومدن اخرى، ولكن هذه الاستراتيجية لم تحقق النتيجة المطلوبة، هم يريدون نزع سلاح حركة مقاومة في ارض المعركة وذلك لانه عبر نزع سلاحهم يستطيع السعوديون تحقيق مكاسب سياسية على طاولة الحوار، حيث ان الجماعة التي ليست لديها قوة عسكرية ستكون مرغمة على الانضمام وتقديم تنازلات سياسية.

من الممكن اعتبار ان احد العوائق الاساسية في طريق المفاوضات هي الاطماع والمطالب غير المعقولة من قبل المسؤولين السعوديين، وفي حال تنحيتها يكون من الممكن التوصل الى حل وسطي ومرضي للطرفين في مواضيع اخرى.

لذلك ينبغي على "ولد الشيخ" اذا اراد التوصل الى نتيجة في المفاوضات السياسية، أن يطلب من المسؤولين السعوديين ازاحة العوائق التي تعرقل مسار المفاوضات، وابرزها ايقاف العدوان على اليمن، واستئناف ايصال المساعدات الانسانية والادوية الى الشعب اليمني، وعدم تقديم قضايا هامشية من شأنها ان تضرب المفاوضات والعملية السياسية، وذلك حتى تثمر هذه التحركات السياسية بالنتيجة والاهداف المنشودة بما يرضي طرفي النزاع ويرضي الشعب اليمني.

* كاتب و صحفي ايراني

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة