الاختلاف في طبيعة المعارضين السوريين ادى الى فشل اجتماع الرياض


الاختلاف فی طبیعة المعارضین السوریین ادى الى فشل اجتماع الریاض

رأى الخبير في شؤون غرب آسيا هادي محمدي ان القضايا السياسية ليست هي السبب الرئيسي في فشل اجتماع الرياض بل مشاركة او عدم مشاركة كل طرف من الاطراف المفاوضة كان السبب الرئيسي لهذا الفشل.

واشار هادي محمدي في حوار مع وكالة تسنيم الدولية للانباء الى اسباب فشل اجتماع المعارضة السورية في الرياض، منوها الى ان الاختلاف في طبيعة المعارضين السوريين ادى الى فشل اجتماع الرياض، قائلا، ان اجتماع الرياض يشكل استمرارا للعملية الامنية والعسكرية داخل سوريا وهو عملية تفاوض بين روسيا والغرب.

واضاف، ان الحلول الامنية والعسكرية من اجل الاطاحة بالنظام في سوريا وصلت الى طريق مسدود، لذلك اقتنعت فرنسا في البداية ومن ثم الامريكان ودول كالسعودية وتركيا بأنه لايمكن مواصلة الوتيرة الحالية واعترفوا بهذا الطريق المسدود.

ونظرا الى ان استمرار الدعم العسكري للمجموعات الارهابية غير ممكن أكد هادي محمدي ان الاستراتيجية الذكية جدا التي تتبعها ايران وروسيا في الميدان وفي مباحثات آستانة ستكون "عداً عكسيا" للقضاء على التيارات الارهابية.

وأضاف، ان الامريكان بغية ان لايتراجعوا عن صيغة مناطق خفض التوتر الاربعة في سوريا وليثبوا انفسهم في هذه الصيغة بدأوا المباحثات مع الروس وكان اساس هذه المباحثات تسجيل دور لامريكا اولاً وتسجيل مناطق جديدة كمناطق خفض التوتر ثانيةً والبدء بمباحثات سياسية بعد تنفيذ هذه الخطوة. 

وأكد الخبير في شؤون غرب آسيا على وصول الارهابيين الى طريق مسدود، مشيرا الى ان المجموعات التي كانت قد وصلت في الداخل الى طريق مسدود كانت مجبرة على ان تهىء نفسها لعملية المباحثات السياسية.

وأضاف، ان الاتراك مازالوا لم يخلقوا أجواء منسجمة بين المجموعات التابعة لها فهم لا يخضع لهم سوى مجموعات محددة في شمال حلب التي سيطروا عليها، هؤلاء يتعارضون مع "احرار الشام" و"جبهة النصرة"، لذلك ان الاتراك اغلقوا حدود ادلب في وجه "النصرة".

ونوه الخبير في شؤون غرب آسيا الى اجراءات المعارضين السوريين من اجل التحالف قائلا: أن ائتلاف اسطنبول يغية ان يتمكن من اظهار نفسه كممثل للمعارضة في المباحثات السياسية، توصل بتوصية روسية الى نتيجة انه يجب التوصل الى تفاهم بين مجموعات المعارضة التي تشكلت في القاهرة والرياض وموسكو، حتى تكون جاهزة للمشاركة في مباحثات جنيف، لذلك فان السعودية سعت الى توحيد المجموعات المرتبطة بها في جنوب سوريا، وبالاضافة الى جيش الاسلام المتواجد في الغوطة الشرقية لدمشق فقد دعت مجموعة القاهرة وموسكو حتى تستطيع الوصول الى موقف مشترك، ان هذه المجموعات هي منافس رئيسي لبعضها البعض، وان تقبل اي واحد منها يطرح علامات استفهام على الآخر.

وأكد محمدي، على ان هذه الوتيرة كانت واضحة سابقاً اي انه لايمكن ببساطة ان تنتهي الى تشكيل فريق تفاوضي واحد في جنيف مضيفا، "لذلك كان اجتماع الرياض فاشلا".

واضاف، ان المجموعات المرتبطة بالرياض والتي كانت تسعى وراء المساومة، واجهة مشكلة في التعامل مع ابسط القضايا التي كان الجبير قد اعلنها فيما يخص قبول قدرة بشار الاسد.

وتابع، ان القضايا السياسية ليست دليلا على فشل اجتماع الرياض، بل ان مشاركة او عدم مشاركة اي طرف من الاطراف المتفاوضة كان السبب الرئيسي في فشل هذا الاجتماع، واذا تقبلت هذه المجموعات بعضها البعض فإنه يجب عليها ان تنصهر في بوتقة واحدة.

وأشار محمدي الى الاختلاف في طبيعة المجموعات المجتمعة في الرياض قائلا: أن التيارات العلمانية التي جمعت في موسكو لا يمكن أن يكون لها ممثل واحد مع التيارات التكفيرية الوهابية المرتبطة بالسعودية وغيرها من الدول الراعية للارهاب، وبالتالي  إن القضايا السياسية ما هي الا ذريعة لإخفاء السبب الجذري، هذه المجموعات بعضها علماني وبعضها تكفيري، وعلى الرغم من أنها تقدم نفسها على أنها معتدلة، لكنها مختلفة مع بعضها البعض من حيث الطبيعة.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة