تاريخ كراهية الامارات للحركات الاخوانية والاسلامية


تاریخ کراهیة الامارات للحرکات الاخوانیة والاسلامیة

طهران / تسنيم // ليس حركة الاخوان المسلمين فحسب بل الحركات الاسلامية الاخرى لم يكن لها منذ عام 2011 أي نشاط في الامارات، في حقيقة الامر ان سياسة حكومة الامارات غيرت اسلوب التعامل من اجل مواجهة حركة الاخوان المسلمين.

بدأ خليفة بن زايد بعد عام 2011 في مصر والاردن وليبيا وباقي الدول الاسلامية بمواجهة حركة الاخوان المسلمين بقوة؛ اذ ان الامارات تواجه منذ 20 عاما الحركات الاسلامية لاسيما في دول الخليج الفارسي.

عندما نلقي نظرة الى الاعوام الاربعين السابقة، نرى ان الامارات لم يكن لديها اي عداوة مع حركة الاخوان المسلمين فحسب بل آل نهيان الذين يعتبرون اقوى عائلة في هذا البلد كانت قد اقامت علاقة ودّية مع حركة الاخوان المسلمين ايضاً، حيث كان المثقفون والدارسون من الدول الاسلامية لاسيما دول الخليج الفارسي يقطنون خلال هذه المرحلة في الامارات.

اوجدت الامارات بين عامي 1950 و1960 مكانا لديها للكثير من المثقفين واساتذة الجامعات من مصر وسوريا والاردن وفلسطين، اذ اقام في الامارات خلال هذه الفترة بالاضافة الى الكثير من اعضاء الاخوان المسلمين، اعضاء حزب التحرير والقوميين العرب المؤيدين لجمال عبدالناصر.

تزامنت عودة الطلاب الاماراتيين الى بلادهم الذين كانوا قد درسوا في الكويت وباقي الدول العربية، مع تاسيس هذا دولة "الامارات العربية المتحدة" في عام 1971 حيث كانت حتى ذلك العام جزء من مستعمرات بريطانيا.

ان الطلاب الاماراتيين الذين كانوا قد درسوا في الدول الاسلامية، قد عرفوا حركة الاخوان المسلمين عن كثب، وتأثر الكثير منهم بفكر هذه الحركة، حيث اسست مجموعة من الطلاب الاماراتيين الذين تأثروا بفكر الاخوان المسلمين، منظمة "جمعية الاصلاح" في عام 1974 في الامارات.

كانت تتشكل التكتلات الثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها من المجالات المشروعة في الامارات دون اي قيود في العقد السبعين، حيث اشتد عود بعض هذه الحركات في فترة قصيرة خلال هذه المرحلة، اذ كان تشكيل الاتحاد الطلابي نموذجا ناجحا جدا في هذه الفترة، وكان الاتحاد الطلابي منذ تشكيله حتى عام 1981 بيد القوميين المؤيدين لجمال عبدالناصر.

فاز الاسلاميون في انتخابات الاتحاد عام 1981 وهكذا سقطت تشكيلات هذا الاتحاد بيد الاسلاميين حتى ان مسؤولي الاتحاد الاسلاميين تم دعوتهم الى لقاء الرئيس السابق لدولة الامارات العربية المتحدة "الشيخ زايد آل نهيان"، وفي هذا السياق التقى "سلطان بن قائد الكاظمي" رئيس الاتحاد الطلابي مع الشيخ زايد، لكن الكاظمي اعتقل في عام 2012 بتهمة انتمائه الى حركة الاخوان المسلمين ويقبع الان في السجن بالامارات.

قررت الامارات في عام 1980 اصلاح سياسة الامن القومي لديها حيث قامت بدعوة احد العناصر الامنية المصرية يدعى "فؤاد علام" الى الامارات من اجل هذا الاصلاح، علام كان يعرف حركة الاخوان المسلمين جيدا اذ اعتقل خلال حكم جمال عبد الناصر عناصر الاخوان المسلمين وقام بتعذيبهم.

في عام 1980 لم يكن في الامارات اي شىء كالسابق، حيث اثبتت اصلاحات سياسية الامن القومي في الامارات اثاراها في اواخر عام 1980، اذ تم تقديم الحركات الاسلامية في الامارات لاسيما في ابوظبي كتهديد على الامن القومي في هذا البلد، فلم يبقى في عام 1987 اي اثر من سياسة الاعتدال حيال الحركات الاسلامية.

نجح محمد بن زايد الابن الثالث للشيخ زايد في تلك الفترة من ان يقدم نفسه كمرشح لتولي عرش الامارات عبر تهميش اخويه اللذان يكبراه، كما كان يكن حقدا كبيرا لحركة الاخوان المسلمين.

حدثت في تلك الاعوام بعض الاضطرابات الداخلية بين ثلاث امارات في هذا البلد، حيث كان الشيخ سلطان القاسمي امير الشارقة يعترض على بعض قرارات ابو ظبي، لذلك قرر الشيخ زايد آل نهيان الاطاحة بسلطان القاسمي وتعيين اخيه عبدالعزيز اميرا للشارقة لكن لم يفلح بذلك لان امير دبي كان معارضا لهذا القرار ولم يسمح بتحقيق هذا الامر، كان حاكم ابو طبي يعتقد ان الحركات الاسلامية في الامارات ستتحد مع السلطان القاسمي امير الشارقة والتحرك نحو هدف واحد.

اسفرت سياسة المناهضة للحركات الاسلامية في الامارات بين عامي 1980 و1985 الى اعتبار حكومة الامارات كحكومة مناهضة للاسلام، لذلك منعت حكومة الامارات في عام 1985 شراء وبيع المشروبات الكحولية وذلك لتنصيع سمعتها، وفي العقد التسعين تغيرت الامارات كليا بعد وصول خليفة بن زايد.

بدأت بعد عام 1990 مرحلة جديدة للحركات الاسلامية في الامارات، منع عضاء الحركات الاسلامية من التوظيف في اجهزة الحكومة ومنعوا من ممارسة اي انشطة عامة للعشب، كما فرضت هذه القيود على جماعة الدعاة التي كانت تعتبر حركة غير سياسية، بعدها بدأت اجراءات القمع واغلاق مكاتب الحركات الاسلامية.

ومنعت ابوظبي جميع انشطة المؤسسات الخيرية والشعبية التي كانت تقدم خدمات اجتماعية واغلقت جميع مكاتبها، ومنعت في مدة قصيرة انشطة مجموعة البحث في القرآن في جميع المساجد الاماراتية.

تم في عام 1992 ايقاف مشروع القرآن الكريم الذي بدأت به وزارة التربية الاماراتية عام 1983 بأمر من الشيخ زايد، وحلت في عام1994 جميعة الاصلاح بالكامل التي اسست في عام 1974 وبسبب الانشطة الاسلامية اخرج المهاجرون الذين كانوا قد جاؤوا الى الامارات.

لم تعلن الامارات الحرب على الحركات الاسلامية في داخلها فحسب بل في دول المنطقة كماكان لها موقف معارض لحركات المقاومة الفلسطينية، حيث اعتقلت الامارات احد الفلسطينيين المقيمين في الامارات وعذبته حتى الموت واجبرته على اعطائها معلومات سرية عن عمليات حماس في فلسطين المحتلة، والسبب في محاولة الامارات الحصول على معلومات من عضو ينتمي لحماس بقي مجهولا حتى اليوم، حيث ادانت حركات المقاومة الفلسطينية والاسلامية اجراء الامارات هذا واعتبرته كتعاطي حكومة اجنبية مع حماس على انها مجموعة ارهابية.

استمرت العمليات ضد الحركات الاسلامية لسنوات، في منتصف عام 1990 اعتقلت حكومة الامارات "محمد احمد الرشيد" مدير مكتب الشيخ عبدالمنعم العلي زعيم الاخوان المسلمين في العراق ومن ثم رمته في السجن ولم يقام له اي محكمة خلال فترة اعتقاله وطرد بعد سنوات من الامارات، وكان نفوذه في الحركات الاسلامية الاماراتية السبب الرئيسي في طرده.

قام بن زايد في عام 1994 بخطوات جديدة في تغيير هيكلية حكومة الامارات، حيث امر بتشكيل مركز دراسات استراتيجية اماراتية، وتقرر ان يتحول هذا المركز الى العقل المفكر للامارات وان يؤثر على قرارات وزارة الخارجية والداخلية والدفاع، في الحقيقة تحول مركز الدراسات الاستراتيجية الى مركز يحدد السياسات والافكار لشؤون البلاد.

ادت الاصلاحات في الامارات الى قمع جميع الحركات الاسلامية والقضاء على جميع مصادر الدعم لها في الامارات، تحولت الامارات في عام 1997 الى بلد لايمكن تحمله من قبل الحركات الاسلامية، حيث اعتقل خلال هذا العام امامين من ائمة الجمعة في الامارات.

تولى الشيخ زايد زمام الامور في الامارات حتى 2 نوفمبر عام 2004 العام الذي توفى فيه، وتعامل مع الحركات الاسلامية بقبضة من حديد، حل مكانه نجله خليفة بن زايد، ولكن لم يحدث اي تغيير في سياسات الامارات، اذ لم يدخر اي سياسة من اجل قمع جميع الحركات الاسلامية.

قدمت الحكومة الامارتية مقترح الغاء انشطة الحركات الاسلامية وفرض اعمار محددة للانضمام الى هذه الحركات الامر الذي واجه معارضة شديدة من الحركات الاسلامية وطالبت باعادة افتتاح مكاتب جميعة الاصلاح التي كانت قد منعت من مزاولة نشاطها في عام 1994.

واصل بن زايد طريق والده وطرد سبعة اعضاء من الاخوان المسلمين وجردهم من الجنسية، حيث كان علي حسين الحمادي مؤسس مؤسسة التطوير الادراي الامارتي من بين الاشخاص الذين تم تجريدهم من الجنسية، لكن الحركات الاسلامية واصلت نشاطها بصورة نشيطة في الامارات رغم سياسات الشيخ زايد المناهضة للاسلام.

تحول عام 2011 الى منعطف للحركات الاسلامية في الامارات، ومايعرف بالربيع العربي انتقل الى دول الشرق الاوسط الامر الذي اقلق الامارات كثيراً.

حدث في عام 2011 تطورات كبيرة في الدول العربية، سقط نظاما زين العابدين بن علي في تونس وحسني مبارك في مصر، هذه الاحداث ادت بالحكومة الامارتية بقيادة بن زايد الى سجن جميع قادة الحركات الاسلامية في الامارات والتحقيق معهم وممارسة اعمال التعذيب معهم ومن ثم سجنت قسما منهم ونفت القسم الاخر.

ليس حركة الاخوان المسلمين فحسب بل الحركات الاسلامية الاخرى لم يكن لها منذ عام 2011 أي نشاط في الامارات، في حقيقة الامر ان سياسة حكومة الامارات غير اسلوب التعامل من اجل مواجهة حركة الاخوان المسلمين، حيث كانت الامارات تستفيد من جميع آلياتها الدولية والاقليمية من اجل مواجهة الاخوان المسلمين في المنطقة والدول العربية.

وفرت الامارات برفقة السعودية الارضية للانقلاب في مصر واسقطت محمد مرسي، حيث قتل الاف المسلمين في مصر خلال انقلاب السيسي على مرسي ليتضح لاحقا ان الامير بندر بن سلطان وحكومة الامارات يقفان وراء هذه الانقلاب.

بدأ خليفة بن زايد بعد عام 2011 في مصر والاردن وليبيا وباقي الدول الاسلامية بمواجهة حركة الاخوان المسلمين بقوة، اذ ان الامارات تواجه منذ 20 عاما الحركات الاسلامية لاسيما في دول الخليج الفارسي.

وظفت الامارات جميع امكانياتها الاقتصادية من اجل مواجهة حركة الاخوان المسلمين وباقي الحركات الاسلامية، اذا انفقت الامارات المليارات من اجل مناهضة امريكا والاتحاد الاوروبي لحركة الاخوان المسلمين والمقاومة الفلسطينية وحزب الله وباقي الحركات الاسلامية.

واصل محمد بن زايد مسيرة والده والسبب المخاوف التي كانت تنتاب والده حيال الحركات الاسلامية، فهو كوالده يصاب بالذعر اذا ما اثرت انشطة حركة الاخوان المسلمين وباقي الحركات الاسلامية على الشعب الاماراتي وهو في حالة قلق دائم من قيام الشعب ضده وزوال عرشه.

*كاتب وباحث تركي

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة