عطوان : استفتاء اليوم ربّما يُشعل فتيل حرب عرقيّة تمتد لسنوات

عطوان : استفتاء الیوم ربّما یُشعل فتیل حرب عرقیّة تمتد لسنوات

طهران / تسنيم // كتب الاعلامي الفلسطيني عبدالباري عطوان مقالا في جريدة رأي اليوم اعتبر فيه "الاستفتاء" الذي بدأ اليوم في اقليم كردستان العراق "ربما يُشعل فتيل حرب عرقية تمتد لسنوات".

وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان عطوان قال، "ان السيد البارزاني اختار مَوعد هذا الاستفتاء في التوقيت الخطأ، و وحّد جيرانه العرب والإيرانيين والأتراك ضدّه وشعبه، مُضافًا إلى ذلك أن كردستان لا تَملك مقوّمات الدولة، وحدودها غير محدّدة، والديون عليها تتفاقم، وخزينتها شِبه خاوية، ورواتب مُوظّفيها لم تدفع منذ اشهر، وديمقراطيتها غير مكتملة، بل غير موجودة، فالرئيس (مسعود بارزاني) انتهت صلاحيّة حُكمه منذ عامين، وهناك شكوك بانعقاد الانتخابات الرئاسيّة المُقرّرة (في الاقليم) خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المُقبل، والرئيس البارزاني أقدم على تجميد البرلمان وجَلساته فَور سُؤاله عن مَصير العوائد النفطيّة، ومُطالبة بعض النواب بتحديد صلاحياته المُطلقة، مُضافًا إلى ذلك استفحال الفساد، ووجود انقسامات حادّة بين السليمانيّة، التي يُسيطر عليها حزب الاتحاد الطالباني، وأربيل مركز حكم آل البارزاني".

وأضاف، "إيران والعراق أغلقا حُدودهما البريّة وأجواءهما، وتركيا وإيران تجريان مُناوراتٍ عسكريّة، والحَشد الشعبي العراقي عجّل بمعركة الحويجة للانقضاض على كركوك ومدلين وخانقين وبدرة وسنجار وسهل نينوة، وانتزاعها جميعًا من سيطرة البشمرغة، والطامّة الكُبرى ستكون عندما تُقدم تركيا على إغلاق أنبوب النفط الذي يَضخ النفط الكردي، مصدر الدخل الأكبر، إلى العالم الخارجي، أمّا الدول الأوروبيّة التي رفض السيد البارزاني نصائحها بتأجيل الاستفتاء، بدأت التهديد بوَقف مُساعداتها للإقليم".

وتابع، "إسرائيل" هي الوحيدة في العالم التي تدعم هذا الاستفتاء عَلنًا، وتُحرّض البارزاني على إعلان الاستقلال، وربّما تكون هي الوحيدة التي ستَعترف بدولة كردستان، التي لا نَستبعد أن يكون حالها حال دولة رؤوف دنكطاش القبرصيّة التركيّة، التي جَرى إعلانها قبل أكثر من أربعين عامًا، مع فارق أساسي، وهو أن الخَصم القُبرصي اليوناني ضعيفٌ ومُسالم، واليونان دولة زميلة لتركيا في حلف الناتو، بينما الدولة الكرديّة الجديدة سَتكون مُحاصرة بأربعة قوى إقليميّة، هي إيران وتركيا وسورية والعراق، وتَعتبرها "خط أحمر" ومُقدّمة لتقسيمها وتفتيتها لوجود أقليات كرديّة فيها تتطلّع للاستقلال نفسه.

سورية لن تَسمح بقيام "دولة صهيونيّة" بشراويل على حُدودها الشماليّة

ونوه عطوان في مقاله، الى ان الدكتور نضال قبلان السفير السوري السابق في أنقرة لخّص حقيقة مواقف هذه الدّول بشكلٍ واضحٍ في لقاء مع قناة "الميادين"؛ عندما قال أن سورية لن تَسمح بقيام "دولة صهيونيّة بشراويل" على حُدودها الشماليّة؛ ولا نعتقد أن الإيرانيين والأتراك والعراقيين يُخالفون الدكتور قبلان الطّرح نفسه، وهو على أي حال لا يأتي بهذا الكلام من عنترياته.

وأشار عطوان الى ان السيد البارزاني وحّد مُعظم جيرانه ضدّه على أرضيّة العَداء، فهُناك معلومات شِبه مُؤكّدة تُفيد بأن وفدًا أمنيًّا تركيًّا التقى نَظيره السّوري قبل أيام مَعدودة برعاية روسيّة، لتنسيق المَواقف في مرحلة ما بعد الاستفتاء في أربيل إلى جانب مُناقشة الوضع في إدلب، وذَكرت أنباء أن الاجتماع كان صاخبًا، تبادل فيه الطّرفان اللّكمات الكلاميّة، ولكن من كان يتصوّر قبل بِضعة أشهر مثل هذا اللّقاء شِبه المُستحيل.

وأوضح ان استفتاء اليوم قد يُحقّق الاستقلال "نظريًا" للأشقاء الأكراد، ولكنّه ربّما يُشعل فتيل حرب عرقيّة تمتد لسنوات، والخَوف كل الخَوف أن لا يَختلف مصير الدولة الكرديّة المَأمولة عن مصير "الدولة الإسلامية" (داعش) مع الفارق الكبير جدًّا في المُقارنة والظّروف والمُعطيات، فالتحالف الذي قَضى على هذهِ "الدّولة" (داعش) جغرافيًّا، هو نَفسه الذي يَستعد لشَن حربٍ أُخرى ضد الدولة الكرديّة التي تعيش مخاض الولادة.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة