ماهي الاسباب التي دفعت السعودية لإعادة النظر في موقفها المعادي لروسيا؟

ماهی الاسباب التی دفعت السعودیة لإعادة النظر فی موقفها المعادی لروسیا؟

ربما يمكن القول ان السبب الرئيس في تغيير موقف السعودية تجاه روسيا يكمن في كيفية تعاطي امريكا مع الازمة الاقليمة وعدم انحيازها الحاسم للرياض بوجه الدوحة، حيث يمكن مشاهدة هذا الامر في طيات تصريحات ومواقف السعوديين.

اجرى الملك السعودي، يوم الجمعة الماضي، زيارة الى روسيا برفقة عدد كبير من الخدم و الوزراء، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وباقي كبار المسؤولين الروس.

تحولت زيارة الملك السعودي الى روسيا وبيع منظومة اس 400 الى السعودية في الوقت الراهن الى الشغل الشاغل للاوساط السياسية الاقليمية، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ماهي الاسباب التي دفعت السعودية لإعادة النظر في موقفها المعادي لروسيا؟ وهل هذه المتغيرات يمكن اعتباره خطوة تكتيكية من قبل الرياض أم استراتيجية؟

يعود احد الخلافات الرئيسية بين السعودية وروسيا الى الازمة السورية، وفي الحقيقة ان السعودية ركزت جل مساعيها لتغيير موقف موسكو تجاه الازمة السورية وبعدها هددت روسيا بإرسال الارهابيين التكفيريين وبيع النفط بإسعار متدنية في الاسواق العالمية.

الى جانب موضوع العلاقات الثنائية والاتفاقيات العسكرية، قاد، ملفا اليمن وسوريا، ملك السعودية الى روسيا للتوصل الى تسوية لهاتين الازمتين، كما يجب اضافة موضوع ايران الى تلك الازمتين لأن المسؤولين السعوديين حاولوا ابعاد روسيا عن حليفتها ايران، حيث قدم الملك السعودي موضوع ماتسميه السعودية "تدخل ايران في دول المنطقة" على باقي القضايا ليلقي الكرة في ملعب ايران ويقدم ايران على انها المشكلة الرئيسية في العلاقات بين البلدين.

السعودية اكدت منذ بدء الازمة السورية على الحل العسكري لانهاء الحرب في وسوريا ولكنها اجبرت بعد عدة اعوام من المقاومة التي ابداها الجيش السوري ووعندما فشلت برامجها في هذا البلد، اجبرت على التخلي عن شرط تنحي الرئيس الاسد من السلطة وجعلت موقفها منسجما مع الحقائق الموجودة في المشهد السياسي السوري.

وفي اليمن جعبة السعودية خالية رغم مرور قرابة عامين ونصف على العدوان على هذا البلد والنفقات الباهظة، وهي الان تبحث عن مخرج مشرف من هذه الحرب لاسيما ان وصول محمد بن سلمان الى السلطة ضروري بالنسبة للجو العام الداخلي الخارجي حسب رؤية السعودية، بالاضافة الى ذلك تم درج التحالف الذي تقوده في العدوان على اليمن في القائمة السوداء للامم المتحدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا قامت السعودية بهذه الزيارة في الوقت الراهن؟ هل تحاول الرياض التقرب من روسيا واتخاذ سياسة مستقلة عن امريكا ام يجب البحث عن اسباب هذا الامر في مكان آخر؟.

لا يبدو ان السعودية في المكان الذي تعيد عبره التعريف بسياستها المستقلة في العلاقات الدولية، وقدرتها على اتخاذ سياسة مستقلة عن امريكا لاسيما انه من المقرر ان يزور الملك سلمان واشنطن مطلع العام القادم.

ولكن يجب الانتباه الى ان المسؤولين السعوديين يبعثون عبر هذه الزيارة برسائل عدم ارتياح ورضا الى البيت الابيض لانهم ليسوا راضين عن مواقف واشنطن حيال تطورات المنطقة لاسيما الازمة مع قطر، ان الرياض ترى ان امريكا لم تدعم السعودية في ازمتها مع قطر.

توقعت السعودية دعم امريكا لها في ازمتها مع قطر بعد الصفقات العسكرية بقيمة 500 مليار دولاربينهما ولكنها لم تقم باي شىء في هذا الشأن لا بل انحازت لقطر كما يرى السعوديون.

ربما يمكن القول ان السبب الرئيس في تغيير موقف السعودية تجاه روسيا يكمن في كيفية تعاطي امريكا مع الازمة الاقليمة وعدم انحيازها الحاسم للرياض بوجه الدوحة، حيث يمكن مشاهدة هذا الامر في طيات تصريحات ومواقف السعوديين.

وفي ضوء ما تقدم، هل ستطلق السعودية يد روسيا في تطورات المنطقة؟ وهل ستطلب منها التدخل في تطورات اليمن كوسيط محايد ام لا؟ وفي المقابل هل ستقود روسيا السعودية الى تغيير موقفها واتخاذ سياسة منطقية وبعيدة عن التوتر في المنطقة أم لا؟

من المبكر الاجابة على هذه الاسئلة ولكن يجب علينا الانتظار لرؤية مالذي ستخلفه هذه الزيارة من نتائج عملية؟ الواضح ان روسيا لن تضحي بعلاقاتها الاستراتيجية مع سوريا وايران في سبيل علاقات مرحلية مع السعودية، والسبب في ذلك ان السعودية حاولت جاهدة خلال هذه السنوات لتغيير موقف روسيا حيال سوريا ولكن لم يحدث اي تغيير في موقف موسكو تجاه دمشق.

بقلم حسن رستمي كاتب و صحفي

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة