فريدون مشيري..الشاعر الصادق والعاشق لإيران وثقافتها

فریدون مشیری..الشاعر الصادق والعاشق لإیران وثقافتها

طهران / تسنيم // كان فريدون مشيري وسطياً في الشعر بين التقليدية والحداثة، والاعتدال الطريق الذي اختاره في الشعر المعاصر، اذ حطم قيود القوالب العروضية وطول الاشطر فاستخدم القوافي بشكل منطقي ومعقول.

وكالة تسنيم الدولية للانباء - ولد فريدون مشيري في 21 سبتمبر بالعاصمة الايرانية طهران، وترعرع في عائلة شغفها ترديد اشعار عظماء الشعر الفارسي كأشعار حافظ الشيرازي وسعدي الشيرازي وأبو القاسم الفردوسي.

قضى دراسته الابتدائية والاعدادية والثانوية متنقلا بين طهران ومشهد، وعمل في سن الثامنة عشرة في ادراة البريد وذلك بسبب الاوضاع المعيشية التي كانت تخيم على اسرته ومرض والدته، وبقي في عمله حتى الثالثة والعشرين من عمره.

كان مولعاً بالشعر منذ نعومة أظافره وبدأ منذ تلك المرحلة كتابة الشعر بحيث بات صاحب ديوان شعري يضم الغزل والمثنوي في بداية حياته الجامعية وبدأت اعماله بالطباعة منذ عام 1951 وراجت بين المثقفين الذين تعلقوا بشعره كثيراً.

كانت والدته الملقبة بـ"شمس" تحب الشعر والادب الفارسي كثيرا وكانت تكتب الشعر في بعض الاحيان، كما كان والده ايضاً يكتب الشعر حيث عُرف بـ"نجم" وكان صاحب ديوان شعري ايضاً.

عمل في الصحف وكتابة المقالات الصحفية كما دخل قسم اللغة والادب الفارسي في جامعة طهران بالاضافة الى عمله في ادارة البريد، وتولى مسؤول صفحة الشعر والادب والثقافة في مجلة "روشنفكر" التي سميت فيما بعد بـ"هفت تار چنگ" وساهم من خلال هذه الصفحة بالتعريف بالكثير من الشعراء الايرانيين واشعارهم.

كتب فريدون الشعر منذ الخامسة عشرة من عمره متأثراً بملحمة الشاهنامة، وكانت مجموعته الشعرية الاولى تحمل اسم "عطش العاصفة" كتبها في سن الثامنة والعشرين.

كان فريدون مشيري مولعاً بالموسيقى الايرانية واصبح عضوا في مجلس الموسيقى بطهران، كما ساهم بالاضافة الى الشعراء هوشنغ ابتهاج وسيمين بهبهاني وعماد خراساني بربط الشعر بالموسيقى واغناء برامج الشعر في اذاعة طهران.

وتوفي فريدن مشيري في مثل هذا اليوم 25 اكتوبر من عام 2000 عن عمر ناهز الـ 74 بعد معاناة مع المرض.

كان مشيري وسطياً في الشعر بين التقليدية والحداثة، الطريق الذي اختاره كان الاعتدال في الشعر المعاصر، حيث حطم قيود القوالب العروضة وطول وقصر الاشطر واستخدم القوافي بشكل منطقي ومعقول.

كانت مضامين شعره تتجه نحو الرؤية المعاصرة للطبيعة والاشياء والاشخاص ومزجها بالمشاعر والاحاسيس المرهفة الخاصة به الامر الذي كان يميز شعره.

يحاكي فريدون قراء شعره عبر لغة بسيطة وواضحة ومتألقة، كان يكتب كلاماً نابعاً من الصميم، كان شعره لغة في الشعر لايحب ان يفصل مدرسته ورؤيته الخاصة عن معاصريه، كان يمدح العشق بلا رياء والانسان ايضاً وكان يعشق ايران التي كانت روحه متعلقة بثقافتها.

كان مشيري شاعراً صادقاً وكان شعره مرآة لجميع مظاهر أحواله وصفاته، وكان أديباً يحفظ حال وحرمة اللغة واهلها، كانت أفكاره محبة للبشر حيث كان يبحث عن اجمل وابهى العبارات والكلمات للتعبير عن عواطفه وعواصفه الشعرية الهادئة.

من أعماله بين عامي 1955-2000 خمس عشرة مجموعة شعرية، منها "عطش العاصفة" (1955)، "الغيم والزقاق" (1966)، "جوهرة الحب" (1986)، "الجميل الأبدي" (1998) و"إلى صبح إلهي مضيء" (2000).

من أشعاره:

من انت ؟ لأتضجر من دونك

والليل لا أرقد للنوم فيه عند هجوم اوهامك

من انت؟ لأمسي بفعل موج كل ابتساماتك

كقارب تائه فوق دوامة

من أين أتيت لأجد نفسي فجاة في طريقك 

آه ، ماذا فعلت بقلبي تلك النظرة الجميلة

انت بعيدة المنال ، وقدمي متعبة

وإشارة عينك خضراء ، لكن طريقي مغلق

فأنت أمل كبير، ويدي قصيرة

ابق دائما أمام مرأي دائما أمام مرأي

كم هي امنية مستحيلة العيش معك

يكفي ويدعوني اتحدث معك

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة