سعد الحريري انصاع لأوامر ’’عرّاب الفتنة‘‘؛ ثامر السبهان

سعد الحریری انصاع لأوامر ’’عرّاب الفتنة‘‘؛ ثامر السبهان

من الصعب جدا أن نتصور أنّ ما اقدم عليه سعد الحريري والذي تمثل باعلان استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية من العاصمة السعودية الرياض، أنه قد جرى بناء على قرار توصل اليه الحريري شخصيا، بل على العكس من ذلك فإن هنالك من يقول أن الأمر قد جرى بضغط من قبل السعودية، وثامر السبهان هو من كان مهندسا لهذه العملية.

حيث من سمع نص خطاب سعد الحريري اليوم (السبت) والذي أعلن من خلاله استقالته من رئاسة الحكومة اللبنانية من العاصمة السعودية الرياض، فإنه لابد وان يشعر بهذا الانطباع والذي يوحي وكأن قارئ نص الخطاب هو ليس سعد الحريري، بل هو الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، لكثرة الأخطاء والأغلاط التي نطق بها الحريري، رغم انه كان يقرأ نص خطاب استقالته من على الورق، حيث كثيرا ما رأينا كيف يتلكم ويتلعثم الملك السعودي حين ما يضطر الى أن يقرأ عدة سطور في بعض المناسبات من على الورق. كثرة هذه الأخطاء تؤكد انه على ما يبدو أن نص بيان الاستقالة كتب من قبل شخص آخر وقدّم لسعد الحريري والبعض يقول ان ثامر السبهان هو من كتب ذلك النص واجبر الحريري على الاستقالة، والله هو العالم بكافة التفاصيل.

ومن يدقق في هذه الكلمة لسعد الحريري يصل الى استنتاج يشير الى ان كلمات الرجل كانت تنضح بكم هائل من العداء الشديد الذي يكنه لحزب الله وإيران ولعل هذا العداء يفوق العداء الذي يكنه رئيس وزراء كيان العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو للبنان وحزب الله وإيران. حيث اتهم الحريري حزب الله بـ"العمالة لإيران" بشكل غير مباشر وهو الذي قدم خيرة أبنائه في الدفاع عن أمن واستقرار لبنان، بداء منذ مواجهته للأطماع والاحتلال الصهيوني لبيروت في ثمانينيات القرن المنصرم، وصولا الى محاربته الجماعات التكفيرية الإرهابية داخل الأراضي اللبنانية خلال الشهور الماضية.

الشيء الملفت في كلمة الحريري هو ان الرجل لم يشير لا من قريب ولا من بعيد الى الكيان الصهيوني على الاطلاق!، وسخر كلمته بالكامل لمهاجمة حزب الله وإيران، وكأن "إسرائيل" ليس فقط أنها لم تعد عدو للبنان وشعبه وفق حسابات الحريري، فحسب؛ بل على ما يبدو فإنها باتت على عكس ذلك، وأصبحت "دولة شقيقة" للبنان وشعبه!. في حين لم يمضي سوى وقت قصير حتى خرج علينا نتانياهو ليعلن عن اعجابه بقرار سعد الحريري من خلال اعتباره الاستقالة بانها تشكل دعوة للعالم للتوحد لمواجهة ما وصفه بـ "العدوانية الإيرانية". وزير الحرب الصهيوني أفيغدور ليبرمان هو الشخص الثاني بعد نتانياهو الذي أعلن أيضا عن سروره لاستقالة الحريري، حيث أعلن عن ذلك من خلال قوله ان "الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة حليف إيران" في لبنان وبالطبع يقصد حزب الله. كل هذا السرور الإسرائيلي يدل على أن خطوة الحريري التي تمثلت في استقالته من رئاسة الحكومة هي في الواقع لا تخدم الشعب اللبناني بل تخدم اعدائه وفي مقدمتهم الكيان الإسرائيلي، اذن ينبغي مساءلة الحريري على ما أقدم عليه. لا شك أن الشعب اللبناني سيحاسب سعد الحريري لتخليه عن مسؤولياته تجاه اللبنانيين، بناء على أوامر صدرت له من عرّاب الفتنة في المنطقة ثامر السبهان، وكذلك سيحاسب السعودية لتدخلها العملي والسافر في الشؤون الداخلية اللبنانية.

وحين ما يزعم الحريري ان سلاح حزب الله هو ليس سلاح مقاومة بل هو موجه "لصدور السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين"، كما زعم في كلمة استقالته، فلا يمكن قبول مثل هذه الأسطوانة المشروخة، لأن حزب الله لم يستعمل هذا السلاح منذ البداية حتى اليوم ضد الشعب اللبناني، انما تم استخدامه فقط لمواجهة العدو الصهيوني ومن هدد أمن واستقرار لبنان وكان آخر هؤلاء، هي الجماعات التكفيرية الإرهابية. حيث ان الحريري يعرف أفضل من أي شخص آخر أن سلاح حزب الله هو محل اجماع لمعظم اللبنانيين ان لم نقل جميعهم، لأنهم يعرفون جيدا أن ما جعل الكيان الصهيوني عاجزا ومشلولا من أن يهدد لبنان بشكل مباشر خلال الأعوام الأخيرة هو هذا السلاح الذي يملكه حزب الله وليس شيء آخر، دون ان نريد ان ننتقص من مكانة وتضحيات الجيش اللبناني.

وأما حول دعم الحريري خلال كلمة استقالته، للتواجد السعودي في البحرين ودعمه للعدوان البربري والدموي والوحشي الذي ترتكبه اسرة آل سعود ضد الشعب اليمني منذ ما يقارب الـ 3 أعوام، فإن ذلك سيجعل الحريري شريكا في جرائم القتل واراقة الدماء والدمار الذي ترتكبها السعودية في اليمن والبحرين.

علينا أن نذكر ايضا أنه لا أحد من الشعوب العربية والإسلامية يتهم إيران بانها تتدخل في شؤونهم، بل على العكس من ذلك فإن هذه الشعوب تعتبر إيران بانها هي القلعة الحصينة التي تحمي شعوب المنطقة من الإرهاب والمخططات الصهيوأمريكية، وهذا بطبيعة الحال فإنه يفند الإتهامات التي صدرت من قبل سعد الحريري ضد إيران، خلال اعلان استقالته، والتي زعم عبرها بأنها تتدخل في الشؤون اللبنانية والعربية.

وفي الختام ينبغي لنا ان نشير الى أن سعد الحريري للأسف فقد داس على كرامته من خلال اعلان استقالته والتنحي عن زعامة الحكومة اللبنانية، وذلك من مكتب السبهان في الرياض، حيث هنالك من يقول ان السبهان هو من استدعاه للرياض وأجبره على القيام بهذه الاستقالة بالشكل المهين الذي جرى للحريري.

* سعيد شاوردي كاتب وصحفي إيراني

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي وكالة تسنيم وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً.

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة