قدرة المعارضة على الحسم الميداني أصبحت محض خيال.. نتائج إيجابية في جولة أستانا الأخيرة

قدرة المعارضة على الحسم المیدانی أصبحت محض خیال.. نتائج إیجابیة فی جولة أستانا الأخیرة

قال عضو البرلمان السوري محمد خير عكام في حديثه لمراسل تسنيم في دمشق: إن قدرة الأطراف المعارضة على الحسم الميداني أصبح بعيداً جداً، ومن يراهن على الأرض فهذا الأمر بات محض خيال، لافتاً أن الأطراف المسلحة باتت كيانات كرتونية لا يمثلها أحد في سوريا.

وعن الخطوات العملية التي قدمتها جولة أستانا الأخيرة، قال عضو البرلمان السوري محمد خير عكام: "في جولة أستانا الأخيرة تم التأكيد على الالتزامات المطرحة في الجولات السابقة وخاصة تلك المتعلقة بمسألة تخفيف التوتر، وبالأخص منطقة إدلب، وأكد البيان أن الضامن التركي لم ينفذ التزاماته المنصوص عليها في الجولة السابقة".

"ثانياً تم التأكيد أن هذه المناطق لا تحمل أي معنى لأي تقسيم لا الآن ولا مستقبلاً، بل إن فكرة مناطق تخفيف التوتر هي لتأمين بيئة إيجابية للبدء بحوار سياسي وبالتالي الحديث عن حوار وطني شعبي ليضم كافة المناطق السورية، إضافة إلى الحديث عن تعديلات دستورية وانتخابات، وهذا يعني أن جزءً من الذين نلتقيهم في أستانا بات مؤكد لهم أن قضية حمل السلاح ضد الدولة لم تعد مجدية ولابد من الانتقال إلى الحوار السياسي، وهذه نقلة مهمة لم تستطع جولات جنيف أن تحققها.

وأشار عكام أنه "عندما عرض الجانب الروسي والإيراني لهؤلاء (الأطراف المعارضة) بإجراء حوار منفتح وموسع على أساس وطني في مدينة سوتشي، أليس هذا أمراً هاماً جداً لم تقدمه الجولات السابقة؟، ومن هنا نقول أن الهدف من أستانا هو تأمين بيئة سياسية تفضي لحوار سياسي، وهذا الأمر لم يكن متوفراً في السابق".

وقال عكام: "الدولة السورية كانت أول من أعلن ضرورة الحوار في الوقت الذي لم تكن الأطراف الأخرى تقبل بالحوار بل كان هناك أطراف خارجية تدفعهم للاحتكام إلى السلاح، وأعتقد أن الكثير من الأطراف بعد هذه التجربة من الاحتكام للسلاح، وجدوا من الضروري أن يعودوا لطاولة الحوار".

وحول الأطراف التي تمت دعوتها للمشاركة في محادثات "سوتشي" لفت عكام إلى أن "إن قائمة المدعويّن ضمت 23 كياناً وحركة وتيار سياسي متواجد على الأرض السورية وتمارس العمل السياسي بشكل يتوافق مع القانون أو لا يتوافق معه".

متسائلاً "عندما يتحدث القرار 2254 عن أوسع طيف في المعارضة، فهل ترجم ذلك ديمستورا ترجمة صحيحة؟ هو ترجمها بثلاث منصات؛ منصة الرياض ومنصة موسكو ومنصة القاهرة، هل هؤلاء فقط هم من يمثلون المعارضة السورية؟ بالتأكيد لا يمثلون، فتعريف المعارضة بالمفهوم السياسي هو كل الأحزاب والتيارات السياسية السورية التي لم تشترك في السلطة، ونحن نرى أن منصة الرياض مازالت مرتبطة بالخارج ولا علاقة لها بالشعب السوري ومازال "الجيش الحر" حتى الآن غير مقتنع بالعمل السياسي".

وحول "ورقة الحسم الميداني" التي كانت تلوّح بها الأطراف المعارضة في كل مؤتمر أو مباحثات تعقد مع الدولة السورية، قال عكام: "إن قدرة الأطراف الأخرى على الحسم الميداني أصبح بعيداً جداً، فحتى الداعمون باتوا مقتنعين أن ليس لهم القدرة على هذا الحسم، ومن يراهن على الأرض فهذا الأمر بات محض خيال" لافتاً أن هذه الأطراف قد كشف أمرها، ولم يعد لها جمهور على الأرض وأصبحت مجرد تيارات كرتونية لا يمثلون أحداً، كما أن هذه الكيانات هي صنيعة دول أخرى ووجودهم مرتبط بمصالح هذه الدول".

مضيفاً: "على كل حال، إذا استطعنا بعد كل هذه الجولات أن نفرز المعارضة الوطنية الحريصة على هموم السوريين، عن المعارضة اللا وطنية المرتبطة بأجندات خارجية.. إذا تحقق هذا الهدف، فنكون قد خطونا خطوة إلى الأمام." 

/انتهى/.

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة