رياضة في مواجهة الاحتلال.. قائمة بأسماء الرياضيين المعادين للصهيونية

ریاضة فی مواجهة الاحتلال.. قائمة بأسماء الریاضیین المعادین للصهیونیة

طهران / تسنيم // الرياضة ليست دائماً في منأى عن السياسة والمواقف السياسية، فهناك الكثير من الرياضيين الأبطال في تأريخ إيران والعالم اتخذوا مواقف سياسية مشرفة لنصرة المظلومين والمضطهدين ولا سيما في فلسطين المحتلة؛ كان آخرها قرار المصارع الإيراني علي رضا كريمي الذي تعمد الخسارة أمام منافسه الروسي كي لا ينازل مصارعاً من الكيان الصهيوني في المرحلة المقبلة غير آبه بالميدالية.

تسنيم / خاص : منذ انتصار الثورة الإسلامية لم ينل للصهاينة موطئ قدم في إيران، فطهران لم تعترف رسمياً بإسرائيل كدولة، وهذا الموقف أصبح واحداً من الأصول الأساسية في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، وعلى هذا الأساس شاع في الأوساط الرياضية مبدأ إنساني سياسي فحواه عدم رغبة الرياضيين والفرق الرياضية الإيرانية بمواجهة رياضيي وفرق الكيان الصهيوني، أي أنّ الأمر ترسخ في الوسط الرياضي الايراني، ومن المؤكد أنّ السبب الرئيس في هذا الموقف المشرف يرجع إلى عدم اعتراف طهران بتل أبيب رسمياً باعتبار أنّ الصهاينة محتلون وقد اغتصبوا الأراضي الفلسطينية، وكذلك ناشئ من دافع إنساني، فالشعب الفلسطيني المظلوم دائماً ما يتعرض لاضطهاد هؤلاء الغاصبين.

الكيان الصهيوني لم يكتف باحتلال الأراضي الفلسطينية، وإنما أراق دماء الفلسطينيين الأبرياء، وعلى سبيل المثال تفيد التقارير التي نشرتها مصادر رسمية معتبرة، فمنذ شهر أيلول / سبتمبر عام 2000م وحتى شهر نيسان / أبريل عام 2017م قتل أكثر من 3000 طفل بريء وجرح أكثر من 13000 طفل واعتقل أكثر من 12000 طفل في الأراضي المحتلة، وفي وقتنا الراهن يقبع أكثر من 300 طفل في السجون "الإسرائيلية".

كما تفيد الإحصائيات أنّ الصهاينة يعتقلون سنوياً ما معدله 700 طفل في فلسطين المحتلة، وقد تزايدت أعدادهم بشكل ملحوظ بعد انتفاضة بيت المقدس.

* مواقف إيرانية بطولية ومشرفة

لا شك في أنّ رفض الرياضيين الإيرانيين مواجهة خصومهم الصهاينة في المنافسات الدولية، له تأثير إعلامي كبير وأصداء واسعة إقليمياً ودولياً، فالرياضة متغلغلة في باطن المجتمعات البشرية ولا سيما جيل الشباب، ومن هذا المنطلق فإنّ موقف الرياضيين الإيرانيين هذا له دور بارز في يحمل رسالة مفعمة بالرجولة والبطولة والإنسانية للبشر ويثبت للجميع أنّ الصهاينة قد اغتصبوا الأراضي الفلسطينية، وهي بكل تأكيد رسالة سياسية أيضاً، لذلك نجد الكيان الصهيوني طالما حاول إقناع الاتحادات الدولية بحرمان الرياضيين والفرق الرياضية الإيرانية من المشاركة في المنافسات الدولية.

من المؤسف أنّ البعض في داخل البلاد يعترض على الرياضيين الإيرانيين حينما يرفضون مواجهة نظرائهم الصهاينة في المنافسات الدولية بزعم عدم ضرورة إقحام الرياضية في عالم السياسة، ولكن اعتراضهم هذا خاطئ وإما أن يكون نابعاً من أغراض مضمرة أو أنّه مجرد جهل بحقيقة الأمر.

* الرياضة ليست دائماً في معزل عن السياسة

لا صحة لمن يتصور أنّ الرياضة دائماً في معزل عن السياسة، فهناك الكثير من الرياضيين في التأريخ اتخذوا مواقف أثناء منافساتهم الرياضية وفي مضامير مختلف المسابقات الرياضية لأجل توجيه رسالة سياسية، فالملاكم الدولي محمد علي كلاي مثلاً استغل سمعته وشعبيته الرياضية لإقناع الرأي العام الأمريكي بعدم نجاعة الحرب ضد فيتنام وحرض الشعب للاعتراض عليها، كما أنّه رفض الانخراط في صفوف القوات المسلحة الأمريكية إبان هذه الحرب رغم شموله بقانون الخدمة العسكرية آنذاك، لذلك تمّ تجريده من لقبه الذي حاز عليه.

وفي أولمبياد مونتريال التي احتدمت منافساتها في عام 1976م طالبت بعض البلدان الأفريقية من اللجنة الأولمبية الدولية بأن تقر حظراً على نيوزيلندا وتحرمها من المشاركة في هذه المنافسات بسبب اشتراكها في منافسات رياضية أقامها آنذاك نظام التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، لكن اللجنة الأولمبية لم توافق على هذا الطلب لذلك انسحب من البطولة 29 بلداً أفريقياً، ومنذ تلك الآونة عرفت هذه المنافسات الأولمبية في أفريقيا باسم "المنافسات القذرة".

وفيما يلي نشير إلى عدد من الرياضيين الإيرانيين والأجانب من الذين كانت لديهم مواقف مشرفة ورفضوا مواجهة رياضيين من الكيان الصهيوني أو أنّهم تقبلوا الخسارة لأجل عدم بلوغ مرحلة المواجهة معهم:

* علي رضا كريمي

علي رضا كريمي هو أحد أبطال المصارعة في الجمهورية الإسلامية، حينما شارك في بطولة المصارعة الحرة دون 23 سنة تعمد الخسارة أمام مصارع روسي كي لا يواجه في المرحلة التالية مصارعاً من الكيان الصهيوني.

المصارع كريمي في موقفه المشرف هذا، أراد إثبات أنّ كلّ إنسان حر يجب عليه التغاضي عن حقه دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وفي هذا السياق أصدر الاتحاد الإيراني للمصارعة بياناً بارك فيه هذا الموقف الشجاع، وجاء في جانب منه: هذه هي المرة الثانية التي تتخلى فيها عن حقك المشروع دفاعاً عن حقوق المظلومين والمضطهدين في فلسطين، ولربما الشعب الفلسطيني نفسه لا يعلم بتضحياتك هذه.

الجدير بالذكر هنا أنّ هذا المصارع تخلى علن الميدالية الذهبية في بطولة المصارعة العالمية التي جرت في بلغاريا عام 2013م واكتفى بالبرونزية حينما رفض منازلة مصارع من الكيان الصهيوني.

طبعاً هذه المواقف المشرفة باتت معهودة من قبل المصارعين الإيرانيين، فهناك العديد من الأبطال الذين رفضوا منازلة المصارعين الصهاينة.

* بطل رياضة الجودو آرش مير إسماعيلي

في أولمبياد أثينا التي انطلقت منافساتها عام 2004م بادر بطل الجودو الإيراني آرش مير إسماعيلي إلى زيادة وزنه أكثر من المستوى المطلوب لأجل أن لا ينازل رياضياً من الكيان الصهيوني، وقبل ذلك نشرت مجلة سبورتس إيلاستراتيد " Sports Illustrated " الأمريكية تقريراً افادت فيه أنّ مير إسماعيلي كان مرشحاً لنيل الميدالية الذهبية في هذه المنافسات، لكنه تخلى عن ذلك بعد أن رفض مواجهة إيهود ووكس "الإسرائيلي".

وفيما بعد أعلن هذا الرياضي البطل أنّه فعل ذلك دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المضطهد وتنديداً بالمواقف "الإسرائيلية" المتزمتة وظلمها الكبير.

* السباح الشهير محمّد علي رضائي

السباح الايراني محمّد علي رضائي هو الوحيد في تاريخ السابحة الايرانية الذي تمكن من الحصول على حصة في المنافسات الأولمبية، لذلك كان متأهباً بالكامل لخوض هذه المنافسات العالمية فهو صاحب الرقم القياسي المحلي في إيران، لكن في التصفيات الأولى أوقعته القرعة ضمن مجموعة تضم سباحاً من الكيان الصهيوني، لذلك قرر عدم المنافسة وحذف منها جراء هذا القرار.

* نجم كرة القدم الإيراني وحيد هاشميان

اللاعب الإيراني الدولي وحيد هاشميان احترف لفترة من حياته الكروية مع نادي بايرن ميونخ الألماني، لكنه رفض الذهاب مع فريقه إلى تل أبيب في الأراضي المحتلة لمواجهة فريق من الكيان الصهيوني احتراماً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن حقوقه المسلوبة.

وبعد ذلك قرر لاعبو كرة القدم الإيرانيون إدراج شرط عدم المشاركة في المباريات التي تقام مع فرق من الكيان الصهيوني ضمن العقود التي يبرمونها مع الأندية الأوروبية.

* اللاعب الدولي أشكان ديجاكه

اللاعب الإيراني المولود في ألمانيا أشكان ديجاكه، كان يلعب في المنتخب الألماني تحت سن 21 سنة، ولما سافر فريقه إلى الأراضي المحتلة لمواجهة نظيره الإسرائيلي، رفض الذهاب معه، وهذه هي المرة الثانية التي اتخذ فيها قراراً كهذا، ففي المرة الأولى أيضاً رفض الذهاب إلى تل أبيب مما جعله عرضة لنقد لاذع من قبل وسائل الإعلام الألمانية وكذلك اليهود الألمان، لكنه رد على هذه المواقف قائلاً بأنه قرار شخصي حيث طلب من مدرب الفريق عدم إدراج اسمه في قائمة اللاعبين المشاركين في المباراة، لكن المؤسسات اليهودية الألمانية لم تقتنع بذلك وطالبت الاتحاد الألماني لكرة القدم باتخاذ إجراء جاد إزاء هذا الموقف المناهض لـ "إسرائيل"، كما أنّ بعض اليهود دعوا إلى طرده من المنتخب الألماني.

* المصارع القوي محسن حاجي بور 

المصارع البطل محسن حاجي بور حينما شارك في بطولة المصارعة العالمية التي أقيمت في تركيا عام 2011م أدرك أنه سيواجه مصارعاً من الكيان الصهيوني في المرحلة الثانية من المنافسات، لذلك تعمد الخسارة أمام مصارع من مولدافيا اسمه دونيس إسلاموف تعاضداً مع الشعب الفلسطيني المظلوم واعتراضاً على الكيان الصهيوني الغاصب، وهذه الخسارة بطبيعة جعلته بعيداً عن منافسة المصارع "الإسرائيلي".

* بطلة الشطرنج فاطمة برقول

الرياضية العبادانية فاطمة برقول هي بطلة شطرنج في الجمهورية الإسلامية، في عام 2000م شاركت في مسابقات دولية للشطرنج خاصة بالمكفوفين أقيمت بأسبانيا، وحينما اضطرت لمواجهة لاعبة من الكيان الصهيوني رفضت مواجهتها، ورغم ذلك فقد حازت على المركز الثامن عالمياً من بين 286 متسابقة.

* لاعب الشطرنج صالح نجفي

صالح نجفي هو بطل إيران للشطرنج طوال 10 سنوات، وفي عام 2001م شارك في بطولة العالم للشطرنج للأشبال لكنه انسحب منها بعد أن أوقعته القرعة في مجموعة تضم متسابقاً من الكيان الصهيوني.

* لاعب التايكواندو غلام حسين ذو القدر

بطل التايكواندو الإيراني غلام حسين ذو القدر شارك في بطولة دولية للتايكواندو عام 2006م أقيمت في كرواسيا، وتمكن من الحضور بين أفضل ثلاثة متنافسين في وزنه لكنه لم يعتلي منصة تقليد الميداليات لأن أحد الفائزين كان من الكيان الصهيوني.

* المصارع سيد مصطفى صالحي زاده

بطل المصارعة الرومانية سيد مصطفى صالحي زاده شارك في مسابقات شباب العالم للمصارعة في وزن 96 كغم، وفي الدور ربع النهائي شاءت المنافسات أن يواجه مصارعاً من الكيان الصهيوني، لكنه دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني لم يكن مستعداً لخوض هذه المنافسة مما أدى إلى خروجه منها مرفوع الرأس، فهو قبل ذلك خاض مسابقتين هزم فيهما خصميه بكل اقتدار وتخلى عن المنافسة على الميدالية الذهبية مؤازرة للشعب الفلسطيني، حيث أكد على أن المواقف المبدئية والإنسانية أسمى بكثير من الميدالية الذهبة.

هؤلاء الرياضيون الأبطال ليسوا سوى أمثلة على تلك المواقف المشرفة التي اتخذها الرياضيون الإيرانيون بعد انتصار الثورة الإسلامية دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني واعتراضاً على ظلم الصهاينة.

كما أن الكثير من الرياضيين في بلدان اخرى اتخذوا هكذا مواقف شجاعة ومشرفة اعتراضاً على الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بين الفينة والأخرى ولا سيما ما يجري في غزة من حصار وقتل وتدمير للبنى التحتية من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، ومن أبرز هؤلاء :

* النجم الدولي الشهير كرستيانو رونالدو

اللاعب البرتغالي كرستيانو رونالدو غني عن التعريف، فقد حاز مراراً على جوائز عالمية كبيرة ولا سيما أفضل لاعب في أوروبا وفي العالم، حيث أهدى ثمن حذائه الذهبي الذي حصل باعتباره أفضل لاعب في العالم لأطفال فلسطين المحتلة، وخصصه لبناء مدرسة ومركز خيري في مدينة غزة، وهذا الموقف المشرف كانت له أصداء واسعة في شتى وسائل الإعلام العالمية وبات كأهم خبر في ذلك الوقت، ومن مواقفه المشرفة الأخرى أنّه بعد لقاء منتخبه البرتغال مع منتخب الكيان الصهيوني رفض تبادل قميصه مع لاعب "إسرائيلي"، ولما سأله مراسل قناة الجزيرة : هل أنت الآن على الأراضي "الإسرائيلية" أو الفلسطينية؟ أجاب: أنا على الأراضي الفلسطينية.

* نجم كرة القدم الجزائري سفيان فغولي

اللاعب الجزائري المسلم سفيان فغولي هو أحد نجوم منتخب الجزائر هو أحد الرياضيين الذين اعترضوا بشدة على المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ولا سيما أهالي غزة المظلومين، حيث أهدى مع سائر زملائه في منتخب الجزائر الهدية التي حصلوا عليها من الفيفا لأهالي غزة، وهذه الهدية بلغت 9 ملايين يورو، كما أعرب هذا اللاعب عن شكره لكرستيانو رونالدو على موقفه المشرف الداعم للشعب الفلسطيني المضطهد واعتبره أسوة لسائر الرياضيين في العالم.

* نجم كرة القدم البلجيكي إدين هازارد

نجم كرة القدم البلجيكي ولاعب نادي تشلسي الإنكليزي إدين هازارد اعترض على إقامة بطولة أمم أوروبا تحت 21 عاماً في الأراضي المحتلة، ودون من 62 شخصاً بياناً اعتراضياً مطالبين بتغيير البلد المضيف ونقل والمنافسات إلى مكان آخر غير تل أبيب اعتراضاً على العداء الصهيوني للشعب الفلسطيني والمجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق المدنيين في مدينة غزة معتبراً المصادقة على إقامة هذه المنافسة في الأراضي المحتلة منافياً للقيم الإنسانية.

* نجم كرة القدم الإنكليزي ريو فرديناند

اللاعب ريو فرديناند هو أحد أقوى المدافعين في تأريخ كرة القدم الإنكليزية، فقد أمضى عدة سنوات في نادي مانشستر يونايتد، وحينما شنّ الصهاينة هجمتهم المدمرة على مدينة غزة المحاصرة، دون تغريدة على صفحته في موقع تويتر جاء في جانب منها: هل أنّ بطولة كأس العالم لكرة القدم أهم من فلسطين؟ لقد حرم الفلسطينيون من السلام والأمان... ".

* نجم كرة القدم الأمريكي مايكل بينيت

اللاعب الأمريكي مايكل بينيت الذي يعتبر أحد أبرز اللاعبين في الدوري الأمريكي لكرة القدن N F L هو الآخر دعم الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم حيث رفض السفر مع فريقه إلى الأراضي المحتلة، وأعلن في بيان له أنه سوف لن يشارك في المباريات التي ستقيمها "إسرائيل" للدوري الأمريكي على أرضها، وتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني جراء سياسات الصهاينة الجائرة؛ معتبراً إياها السبب في رفضه للسفر إلى هناك.

* نجم كرة القدم الأمريكي كاني ستيلز

لاعب كرة القدم الأمريكي كاني ستيلز هو أيضاً اتخذ موقفاً مشرفاً ودافع عن قرار زميلة مايكل بينيت، رافضا بدوره السفر للأراضي المحتلة واللعب هناك دعماً للشعب الفلسطيني المظلوم.

/ انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الرياضة
أهم الأخبار الرياضة
عناوين مختارة