مقام الصحابي حجر بن عدي يعود لاستقبال الزوار.. هذا جزاء الإرهابي الذي نبش قبر الحجر وأصحابه +فيديو وصور


مقام الصحابی حجر بن عدی یعود لاستقبال الزوار.. هذا جزاء الإرهابی الذی نبش قبر الحجر وأصحابه +فیدیو وصور

دمشق/ تسنيم// هنا في منطقة عدرا يرقُد الصحابي الجليلْ حِجرُ بن عدي الكندي وستةٌ من أصحابِه؛ هذا الضريحُ الذي أراد الإرهابيون الحاقدون نبشهُ وتدميره، شاء اللهُ أن يحفظهُ من كيد المفسدين، ليبقى ذكرُ النبيّ المصطفى (ص)، وآلهِ وأصحابهِ حاضراً في هذه البقعة المباركةْ ولو كره المجرمون؛ وبحسب رئيس بلدية عدرا فإن الارهابي الذي قام بهدم القفص المحيط بضريح الصحابي حجر، أتته ضربة إلهية فصلت جسمة إلى نصفين.

 

في الشهر الخامس من العام 2013 دخلتِ المجموعاتُ التكفيرية المسلحةُ وأبرزها "جبهة النصرة" إلى مدينة عدرا السورية،  وقامت بتدمير الضريح الشريف للصحابي حجر بين عدي، دون مراعاةٍ لفضلِ أصحابِ هذا المقام أو حتى لحُرمة الأموات.

وقد ادعى المسلحونَ يومها أنهم وصلوا إلى رفاة "الحِجر" وقاموا بنقله إلى مكان آخر، إلا أن المسؤولَ عن المقام أكد لنا عدم صحة رواية المسلحينَ على الإطلاق.

يقول المسؤول عن خدمة المقام لمراسلة تسنيم : إن النبش الذي قام به المسلحون كان بجانب الضريح، حفروا بمقدار 30 سنتيمتر؛ هم لم يكونوا يبحثون عن الصحابي بل كانوا يبحثون عن الآثار؛ مضيفاً : القبر بقي سليماً والمنطقة التي حفرها المسلحون كانت تحت هذا المكان الذي نقف فوقه مباشرة، وهذا هو المقام لا يزال موجوداً، هم قاموا بأعمال التخريب فقط.

وردا على سؤال بشأن نوايا المسلحين لاتخاذ هذا المقام نقطة عسكرية خلال سيطرتهم للمنطقة، قال المسؤول : نعم بالطبع كان المسلحون يتحصنون هنا في المقام، كي لا يقوم الجيش السوري باستهدافهم هنا؛ لافتاً الى أن وضع المقام كان سيئاً، ولكن الحمد لله منذ ثلاث سنوات إلى الآن الوضع جيد جداً، ويأتي الزوار إلى هنا من جميع الدول الصديقة، من البحرين والكويت والهند وإيران والعراق وغيرها.

فور إعلان سيطرة الجيش السوري على المدينة في الشهر التاسع من العام 2014، سارعت جهات عديدة لتساهم إلى جانب وزارة الأوقاف السورية في إعادة ترميم الضريح الشريف.. معظم أعمال الترميم أُنجزت هنا، فإلى جانب الضريح تم تشييد مصلىً يتسع لعدد كبير من الزوار، الذين بدأوا بالتوافد من مختلف البلدان العربية والإسلامية، منذ اللحظة الأولى لتطهير هذا المرقد من المجموعات المسلحة.

نلتقي رئيس بلدية منطقة عدرا "جاسم المحمود" ونسأله عن وضع المقام خلال فترة احتلال المجموعات المسلحة، وما هي الأعمال المنجزة بعد ترميم المقام؟

ليرد قائلا : طبعاً لنا الشرف أننا نقف إلى جانب المقام الصحابي الجليل سيدنا الحجر بن عدي الكندي وصحبه؛ واضاف : في عام 2013 دخلت العصابات الإرهابية المسلحة إلى منطقة عدرا، وعاثوا فيها فساداً ومنها مقام سيدنا الحجر، وعندما دخلنا إلى هذا المقام شاهدنا الكثير من التخريب، إلّا أن المقام مازال موجوداً لا شك في ذلك، وأنا كنت أول شاهد على هذا الأمر.

واردف : التخريب كان في الجدران والأماكن الخارجية والسور، وقد شاركت عدة جهات من الإخوة الإيرانيين والعراقيين بالتعاون معنا لإنجاز ما تمّ تخريبه.

 

نسأله عن حركة الزوار بعد تحرير المنطقة، يجيب رئيس بلدية عدرا: نحن بفضل الجيش السوري، أصبحت هذه المنطقة التي نتواجد فيها الآن آمنة مئة بالمئة، ونحن نشاهد يومياً زواراً يرتادون هذا المقام من إخوتنا الأشقاء في إيران ولبنان والعراق في الصباح والمساء، إنما عند عودة السكان إلى المنطقة في القريب العاجل إن شاء الله، سيكون هناك تنظيم للزيارات بشكل أفضل وتخصيص أماكن للحافلات التي تنقل الزوار من مناطقهم إلى المقام.

نسأل عن المسلحين الذين كانوا ينتمون لعصابات "جيش الإسلام" وعن السبب الذي دفعهم لتدمير مقام ديني يعترف به كل المسلمون؟

يقول المحمود : من شارك في عمليات التخريب لم يكونوا فقط من "جيش الإسلام"، بل كان إلى جانبهم "يلق الرحمن وجبهة النصرة، والجميع يعلم أن جبهة النصرة هم جماعة تكفيريون مرسلون من الخارج، قاموا بالضرب على وتر الطائفية، فعملهم كان لإثارة النعرات الطائفية، فسيدنا الحجر هو أحد صحابة رسول الله، وكل الناس يأتون إلى هنا ويزرون مقام الحجر ليأخذوا البركة، والله قد حمى هذا البلد بوجود المقام الطيب لسيدنا الحجر.

وتابع : وللعلم أنّ من قام بقص هذا القفص المحيط بضريح سيدنا حجر بن عدي، أتته ضربة إلهية، فقصت جسمه إلى نصفين، كما قصّ هذا القفص.

تضحياتٌ كبيرةٌ ودماءٌ زكيةٌ بذلها المقاومون للدفاع عن الأرض والمقاماتِ الشريفةِ في سوريا، هذه الأرضُ التي احتضنتْ في طياتها أشرفَ خلقِ الله أجمعينْ، أهلِ بيت النبيّ وصحبه عليهم أفضل الصلاة والسلام.

أرادوا له دماراً فأراد الله له العزّة والبقاء ولأعدائه الذلّ والهوان، مقام الصحابي الجليل الحجر بن عدي الكندي في مدينة عدرا يعود ليستقبل الزوار، بعد أن أراد دعاة الإسلام أن يمحوا ذكره.

/انتهى/

أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة