المطالب الاقتصادية المحقة..تغلغل عناصر مشتبهة ودعم ترامب

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للانباء ان بعض المدن الايرانية شهدت خلال الايام الاخيرة تجمع بعض فئات الشعب المستضعفة والتي تعاني من الضغوط الاقتصادية وموجة البطالة التي سادت البلاد خلال السنوات الاخيرة، وبشكل خاص موجة التضخم والغلاء خلال الشهر الاخير، تجمعت في بعض المناطق وطالبت بالتفات مسؤولي الحكومة الى الاوضاع المعيشية الصعبة.

هذه التجمعات، ورغم أنها كان تفتقچ للترخيص، لكنها كالتجمعات التي تنظم أحياناً أمام مجلس الشورى الاسلامي، كانت من نوع المطالبة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وهدفها مطالبة المسؤولين الاهتمام بالاوضاع المعيشية لطبقات المجتمع المختلفة لاسيما المستضعفين، المسالة التي أبرزت نفسها في شعارات بعض هذه التجمعات ايضاً، شعارات كانت الى حد ما مؤشر على عدم الرضا عن السياسات الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات الاخيرة والتي ادت الى التضخم والركود والبطالة.

لكن القضية تصبح مثيرة عندما يتغير نوع الشعارات وتأخذ قالباً سياسياً فجأة مع دخول مجموعة منظمة بين المواطنين؛ ان هذه المجموعة والتي تبدو محترفة حاولت من خلال التواجد بين المواطنين الذين لديهم مطالب اقتصادية وعادلة، تغيير الاجواء واطلاق شعارات غير متعارفة وخارجة عن السياق، ليتطور الامر ويبلغ اطلاق هذه القلة القليلة شعارات تمدح شخصاً كانت سلطته وسلطة والده قائمة على قمع الشعب بدعم وتوجيه من قبل دول الاستعمار وذلك بإعتراف القاصي والداني.  

القضية التي لربما اظهرت نفسها أمس أكثر من أي وقت مضى، هو الامر الذي استدعى الى تشجيع المسؤولين الامريكيين لدعم ذلك الاستعراض المحدود العدد.

وجاء في هذا السياق "ترامب" وفي معرض رده على التعليقات التي كان قد كتبها البعض باللغة الفارسية اسفل منشوراته، دعم عبر صفحته الشخصية على التويتر، وبشكل صريح العناصر الانغماسية وطالب باحترام الحكومة للشعب.

والقضية لاتنتهي عند تغريدة ترامب بل ان المتحدث بإسم البيت الابيض دان أداء الحكومة في مواجهة "المحتجين".

كما نشرت وزارة الخارجية الامريكية بياناً اعلنت فيه دعمها للـ"محتجين"، وقد تمت الاشارة في بيان الخارجية الامريكية بشكل خاص الى هذه الملاحظة ايضاً وهي ان ريكس تيلرسون وزير الخارجية الامريكي كان قد اعلن في 14 يونيو الماضي في الكونغرس الامريكي، دعمه للاشخاص الذين يسعون وراء تغيير الحكومة.

القضية أصبحت مهمة بالنسبة للامريكيين الى درجة ان كبار الكونغرس الامريكي كـ "بول رايان" رئيس مجلس النواب الامريكي و"تود كروز" عضو مجلس الشيوخ الامريكي تناغما مع ترامب ودانا اداء الحكومة الايرانية.

انحرفت بوصلة تجمعات الايام الاخيرة والتي كان هدفها المطالبة بمطالب اقتصادية مشروعة وبالعدالة الاجتماعية، وذلك بالدرجة الاولى عبر تغلغل عناصر مشبوهة فيها؛ الامر هذا لم يؤد الى التركيز على قضايا خارج السياق وخارج الاقتصاد والعدالة الاجتماعية فحسب بل مهد الارضية لدعم الحكومة الامريكية لهذا الانحراف ايضاً وتحول الى فرصة لاتفوت لوسائل الاعلام المعادية للثورة الاسلامية من اجل إثارة الفوضى داخل البلاد.

/انتهى/