خبير استراتيجي لتسنيم: أنقرة توحي أنها على اتصال مع دمشق.. الأمريكي يستثمر الأكراد لتعزيز موقعه التفاوضي

خبیر استراتیجی لتسنیم: أنقرة توحی أنها على اتصال مع دمشق.. الأمریکی یستثمر الأکراد لتعزیز موقعه التفاوضی

دمشق/ تسنيم// قال الخبير الاستراتيجي الدكتور عفيف دلّا في حديثه لمراسل تسنيم بدمشق: لا خيار أمام العناصر المسلحة المتبقية على الأرض السورية سوى الاستسلام أو المواجهة مع الجيش السوري والحلفاء ولن تستطيع الصمود حتى لو كانت مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية.

وحول بعض التقارير التي تدّعي وجود تنسيق بين الدولة السورية وتركيا فيما يتعلق بالعملية العسكرية التركية على عفرين، قال الخبير دلّا: "إن تركيا أعلنت أنها أبلغت الجانب السوري بعمليتها العسكرية ضدّ عفرين، لكنّ الجانب السوري نفى هذا الكلام جملة وتفصيلاً، وكان بيان نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد واضحاً فيما يتعلق بهذا الأمر، وأعتقد أن تركيا تحاول اليوم أن توحي أن ثمة تنسيقاً مشتركاً بين الدولة التركية والسورية حيال الضربات التي توجهها إلى وحدات الحماية الكردية في عفرين، وطبعاً هذا المنطق مرفوض".

لافتاً أن "تركيا اليوم لا تملك أي وسائل وأقنية اتصال مباشرة مع الدولة السورية، وسوريا  تعتبر اليوم أن أردوغان وسلطته شريك في إراقة الدم السوري منذ سبع سنوات وبالتالي القضية ليست محصورة فقط بما يتعلق بمدينة عفرين أو الوحدات الكردية، بل هناك سبع سنوات من الصراع، كانت فيها تركيا البوابة الأساسية له وكانت اللاعب الأساسي في دعم الإرهابيين وإراقة الدماء وسرقة المعامل والسورية ".

وشدد الخبير دلّا على أن "موقف سوريا هو موقف سيادي لا يقبل المساومة على الإطلاق، وبالتالي لا يوجد أي اتصال بين الدولة السورية وتركيا مطلقاً لا فيما يتعلق بعفرين ولا بغير عفرين"، لافتاً أن العدوان لا يتجزأ فلا نستطيع أن نسمي ضربات مدفعية من خارج الحدود أنها صديقة وفي نفس الوقت نسمي التوغل البري بأنه عدوان، فطالما أن هناك اعتداء على الأراضي السورية بأي شكل من الأشكال فإنه عدوان ويستوجب الرد بالطرق المناسبة".

وحول موقف الدولة السورية من الوحدات الكردية التي تحمل السلاح والتي يتلقى البعض منها الدعم من الجانب الأمريكي، قال دلّا:  "بالنسبة لنا كدولة سورية فإن كل القوات الأجنبية والعناصر المسلحة الموجودة على الأرض السورية والمدعومة من قوى دولية أخرى، هي الآن أمام خيارين لا ثالث لهما إما الانسحاب وتسليم سلاحها بالمطلق إذا كانت هذه العناصر سورية، أو العودة من حيث أتت لأن الخيار الوحيد المتبقي لها هو المواجهة مع الجيش السوري والقوات الحليفة، لذلك أعتقد أن موضوع وحدات الحماية الكردية هو موضوع مؤقت إذا ما أخذناه في معادلة الصراعات الحالية".

لافتاً أنه "عندما يصل الجيش السوري إلى حد المواجهة المباشرة مع أماكن تواجد هذه الوحدات أو مع ما يسمى قوات سوريا الديمقراطية، فأعتقد أن الخيار سيكون صعباً بالنسبة لهذه الفصائل فهي لن تستطيع مواجهة الجيش السوري وحلفائه حتى لو كان هناك دعم أمريكي لهما".

مشيراً أن "الأمريكي اليوم يستخدم هذه الأوراق كعنصر ثقل للموقع التفاوضي له دون أن يكون هناك تعويل حقيقي على أن هذه القوى المسلحة تستطيع أن تحافظ على بقائها وأماكن تواجدها، فالمشروع الأساسي الذي كان يراهن على داعش كتنظيم إرهابي من عوامل قوة، سقط هذا الرهان اليوم وبالتالي لا أعتقد أن ثمة قوى مسلحة تستطيع ملء الفراغ الناتج عن هزيمة داعش حتى على المستوى الجغرافي الضيق كما هو الحال اليوم من الجزء الشمالي لسوريا".

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة