يوم تكريم الشاعر الفارسي نظامي كنجوي.. صمت النقاد أخطر مايواجه الشاعر

یوم تکریم الشاعر الفارسی نظامی کنجوی.. صمت النقاد أخطر مایواجه الشاعر

طهران / تسنيم // نظامي من بين الشعراء الذين كانوا يضعون مسألة أدبية النص وانواع مجالات الشعر نصب أعينهم دائما، وكان يتحدث في حالات متعددة عن المعنى والمنشأ وعوامل تطور و زوال الشعر ونوع علاقة الانسان والوجود بالشعر وتعاملهما مع الاثر الادبي الى درجة يمكن القول فيها ان قرابة ربع دواوين نظامي الخمسة حول هذا المجال.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء- بحث نظامي كنجوي في نوع تشكّل الشعر داخل روح الشاعر ومن ثم ظهوره وتكوينه في اللغة وخاصة علاقة الشعر باللغة وايضاً علاقة الكلام باللغة والفرق بين النظم والنثر في نواح مختلفة.

إهتم نظامي بموضوع بنية الاثر الادبي بشكل دقيق للغاية وبتبحر تام، الامر الذي كان في عصره غريباً وفريداً، اذ يمكن تقسيم وجهات نظره حول الادب والشعر في اربعة عناصر:

1-الكلمة وتشكيلها

وجهة نظر نظامي حول الكلام ونوع علاقته ومكانته في الوجود شبيهة برؤية الشاعرين ناصر خسرو، وسنائي الغزنوي، رغم ان هؤلاء الشعراء الثلاثة تطرقوا الى الكلام وعلاقته بالوجود من جوانب مختلفة ومتعارضة احياناً.

الشاعر نظامي بالاضافة الى انه كان في ايجاد افكاره الكلامية - مثل ناصر خسرو وسنائي - يستفيد كثيرا من الحكمة الاسلامية –اليونانية ومن القرآن والحديث ايضاً، كان يتأثر في بعض الحالات برؤية ناصر خسرو الاخلاقية والكلامية لاسيما حول الادب، وخاصة في مرحلة الشباب ولدى تدوين ديوان "مخزن الاسرار" كانت نظرته الى الادب شبيهة جداً بنظرة ناصر خسرو.

2- منشأ ومعنى الشعر

قام نظامي في دواوينه الخمسة العظيمة بتعريف الشعر انطلاقا من زاويتين: 1- اللفظ والشكل 2- المعنى والمضمون، فمن خلال الابيات التي انشدها نظامي حول شكل الشعر يمكن فهم ان الشعر في رؤيته لديه اركان محددة فبدونها لايكون شعراً، والشعر عنده هو كلام موزون مقفى ومخيل في افصح وانضج العبارات والكلمات، والوزن جزء ذاتي للشعر لايمكن حذفه والشعر من دون قافية يصبح نثراً مسجعاً اي في رتبة ادنى من النثر الخلاق، والشكل، هو كلمات ناضجة وجميلة ومنحوتة من النثر لتجد مكاناً لها في الشعر، والتخيل هو الحد المشترك بين الشكل والمضمون، ومن جهة المضمون، فالشعر كلام يثير التخيلات، اساسه القلب ومؤثر.

3- كيفية الصياغة في الشعر

ان احدى الاركان المهمة للشعر الجيد والجذاب في رؤية نظامي هي الصياغة والحبكة، فهو يذكر الصياغة مع الفاظ عديدة اهمهما التزيين والوصل والحبكة وبناء الهيكل، حيث يذكر في دواوينه الخمسة 14 اسماً لصياغة الشعر وهذا ان دل على شىء فإنما يدل على اهمية هذا الموضوع في ذهنه ولغته، فهو يرى الصياغة الشعرية منحصرة في التنسيق الموسيقي للكلمات وتطابق الرواية مع الواقع او متابعة الرواية للحقيقة وانسجام الفكرة والتنسيق الذهني للشاعر مع الفكرة.

4- عوامل تطور وزوال الشعر

يتطرق نظامي في اشعاره الى ضعف وركود الشعر ويعيد ذكرها، فمنها كتابة الشعراء للقصيدة لكي يظهورا امام الناس بأنهم شعراء جيدون، حيث يرى ان الشعر يجب ان يكون ثمرة حرقة القلب الصادقة بعيداً عن الصخب، والعامل الاخر لزوال الشعر هو "مؤامرة الصمت" اي عندما يكتب الشاعر قصيدة جميلة ويلتزم الشعراء والنقاد الصمت تجاهها، وإذا لم يتمتع الشاعر بقوة داخلية فإن شعره سيموت لان احاسيس الشاعر وحالته النفسية لن تدعه وشأنه، وهنا يروي نظامي قصة معبرة عن هذا الامر، قائلا ان "هرمس كتب اثراً خالصاً وعرضه على المجلس في البلاط، لكن الجميع يتقصدون عدم التعليق ويختارون مؤامرة الصمت، عندئذ يتجرع قلب هرمس الالم والمعاناة جراء ذلك الصمت وفي الوقت ذاته ينزل بهم الله عذاباً قاسياً ويحولهم الى حجارة لانهم رأوا كلام محقاً ولم يتفوهوا بشىء".

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة