شيخ الاسلام : فلسطين استعادت صدارة اهتمام العالم الاسلامي

شیخ الاسلام : فلسطین استعادت صدارة اهتمام العالم الاسلامی

طهران/ تسنيم// قال مستشار وزير الخارجية الإيراني "حسين شيخ الإسلام"أن استعادة فلسطين لصدارة الأولويات بعد هزيمة داعش تشكل أهم حدث خلال العام الإيراني المنصرم.

جاء ذلك خلال ندوة بـمقر وكالة تسنيم الدّوليّة للأنباء حضرها مستشار وزير الخارجية الايراني حسين شيخ الاسلام حيث تم استعراض مختلف القضايا الإقليمية والدّولية والتغييرات التي طرأت على هاتين السّاحتين خلال العام الايراني المنصرم.

استعادة فلسطين لصدارة الأولويات

واعتبر شيخ الاسلام أن أهم حدث على الصّعيدءين الإقليمي والدّولي خلال العام الايراني المنصرم تمثل في استعادة فلسطين لصدارة الأولويات بعد هزيمة الإرهاب التكفيري، مشيرا إلى أن هزيمة التّطرف كان مدخلا لأن تسترجع فلسطين مكانتها كأهم قضيّة في العالم الاسلامي.

هكذا سيزول الكيان الصّهيوني من الوجود

وحول المزاعم التي يطرحها الصّهاينة حول خطر الصّواريخ الإيراني قال شيخ الإسلام : "الكيان الصّهيوني يقود حملة للقول بأن إيران تسعى لاقتناء صواريخ وأسلحة متطورة كما يزعم بأن إيران تمتلك قنبلة ذرية من أجل إبادة الكيان الصّهيوني، لكن الحقيقة ليست هكذا إطلاقا. فالكيان الصّهيوني لن يزول هكذا ونحن لا نريد إزالته بهذه الطريقة. نحن لا نزيد لهذا الكيان الاستمرار لأن استمراره هو استمرار ظالم. نحن نريد أن نبيّن للعالم أن هذا الكيان هو كيان معتدٍ ومحتلّ، وعندما تتضح هذه الصّورة للعالم فسوف يعمد العالم الى طرد هذا الكيان الغاصب. نحن نصنّع الصواريخ ونمتلكها لكيلا يتجرأ الكيان الصّهيوني ويُفكر بالاعتداء علينا. فأسلحتنا هي أسلحة دفاعية ولردع اعتداءات الأعداء".

وعلى صعيد أوروبا، نستطيع تلمّس نفرة الدّول الأوروبية من الكيان الصّهيوني. وعلى الرغم من أن المصلحة هي المعيار لدى الدّول الأوروبية إلّا أن هذه الدّول لا تقوم بشراء البضائع الصّهيونية المنتجة في المستوطنات المُقامة على الأراضي المحتلة بعد العام 1967. فألمانيا التي لا تزال تدفع ضرائب الحرب العالمية الثانية ولا تزال تسمح للكيان الصّهيوني بالقيام بحملات دعائية فيها، يخرج وزير الخارجية الألمانية ليقول: "نحن لا نستطيع أن نبرر للجيل الشّاب الاستمرار في دعم اسرائيل"، ويُمكن اعتبار هذا التصريح تصريح هام للغاية.

تصرّفات ترامب المتطرفة

يُمكن القول ان الدّعم غير المنطقي وغير المعقول الذي يُقدّمه ترامب في دعمه للكيان الصّهيوني بأنّه تجاوز لكل الحدود حتى أصبحت الإدارة الأمريكية تنتهك وبشكل فاضح قرارات مجلس الأمن الدّولي. لقد قضى ترامب على كل ما يُسمّى بمحادثات السلام التي كانت الولايات المتحدة راعيتها عبر قراره بنقل السفارة الأمريكية الى القدس؛ إلّا أن هذا الامر قد يشكّل فرصة جيدة من أجل تحريك العالم الإسلامي من أجل مواجهة هذه العدوانية.

تقارب الحكّام العرب مع الكيان الصّهيوني يُشبه التقارب الذي جمع الشاة المخلوع بهذا الكيان

ولفت شيخ الإسلام إلى أن تقارب الأنظمة العربية مع الكيان الصّهيوني والظلم التي تمارسه هذه الأنظمة هي شبيهة بالحقبة ذاتها عندما أصبح الشاه الإيراني المخلوع يتقارب مع الكيان الصّهيوني؛ مضيفا : "الصهاينة يسعون ويبذلون الجهود من اجل الدّخول الى العالم العربي. لكن العالم العربي يقول للصهاينة أنّه بإمكانكم أن تدخلوا القصور الملكية لكنكم لن تستطيعوا دخول منازل الشعب. فشعوب الأمة الإسلامية لا تستطيع أن تتقبل الكيان الصّهيوني. والمحور المتألف من أمريكا، والاستكبار العالمي، والكيان الصّهيوني وبعض الأنظمة الملكية العربية، قد تحوّل إلى مشكلة حتى للغرب نفسه".

الانتفاضة الفلسطينية الجديدة

وتطرّق مستشار وزير الخارجية الإيرانية إلى الوضع الدّاخلي في فلسطين، لافتا الى اندلاع عدّة انتفاضات متفاوتة خلال العقود الماضية، وقال : "اليوم نشهد حالة جديدة في فلسطين، حيث تتوالى جُمُعات الغضب جمعة إثر أخرى، بطريقة مشابهة للأربعينيات التي كانت إبّان الثورة الإسلامية في إيران. وهذا الأمر يُمكن أن يُتعب الكيان الصّهيوني من مختلف الجواني السياسية، الاجتماعية، الدعائية واستنزاف طاقاته على المدى الطويل".

حل الأزمة السّورية وتعزيز دور المقاومة

ولفت شيخ الاسلام ايضا الى ان واحدة من مشاكل المنطقة هي بطبيعة الحال الأزمة السورية، لكن هذه الأزمة تمضي اليوم باتجاه الحل السياسي. ولطالما كانت سوريا ضد الكيان الصّهيوني وناصرة للقضية الفلسطينية، ويُمكن اعتباء دعم سوريا للقضية الفلسطينية هي احد من أسباب احتلال الكيان الصّهيوني لأجزاء من الأراضي السّورية في مرتفعات الحولان، كما أن الكيان الصّهيوني لا يريد إنهاء احتلاله لهذه الأراضي السّورية بسبب غناها بالموارد الطبيعية. حل الأزمة السّورية يُمكن أن يؤثّر إيجابا على القضية الفلسطينية لأن محور المقاومة سيفرغ لهذه القضية بعد أن تخلّص من الإرهاب التكفيري.

الجشع الصّهيوني في حقول الغاز المشتركة مع لبنان

واعتبر مستشار وزير الخارجية الإيراني ان من أهم القضايا التي تبرز خلال هذه الأيام في المنطقة هي الحقول الغازية المشتركة مع لبنان؛ موضحا : "فيما يخص هذه المسألة يُمكن اعتبار الموقف الذي اتخذه السيد حسن نصر الله (حفظه الله) والذي أشار فيه أن حزب الله مستعد لاستخدام قوّته حفاظا على حقوق لبنان، هو موقف مهم للغاية؛ فعندما يُعلن حزب الله أنّه بإمكانه أن يوقف كل عمليات الاستثمار الصّهيوني في البحر خلال ساعات قليلة فإن هذا الأمر يرفع من مكانة الشعب العالمي على الصعيد الإقليمي والدّولي كما يصعّب على الكيان الصّهيوني حساباته وتصبح معادلة الشّعب والجيش والمقاومة ذات معنى أكبر.

المقاومة تملك اليد الأعلى

وأشار شيخ الإسلام إلى أن محور المقاومة يمتلك اليد الأعلى في المنطقة، واستبعد أن يجرؤ الكيان الصّهيوني على شن حرب، قائلا: "من الممكن أن يُطلق هذا الكيان تهديدات حول الحرب لكنّه لن يستطيع شن أي حرب في أي اتجاه".

ولفت مستشار وزير الخارجية الإيراني الى ان اليمين المتطرف في الكيان الصّهيوني سيفقد السلطة لأنه أطلق شعارات متطرفة كثيرة لكنّه لم يحقق الإنجازات. ونتنياهو اليوم لا يستطيع أن يوجد ترحيبا بحكمة بين أوساط الكيان الصّهيوني. هو يمكنه إطلاق الشعارات والتهديد بالحرب، لكنه لم يستطع أن يحقق أهدافه في عطف العالم باتجاه الكيان الصّهيوني لأنه يحتاج لاستراتيجية أمن".

سُبل مواجهة قرار نقل السفارة الأمريكية الى القدس

واعتبر شيخ الإسلام أن أهم سُبل مواجهة القرار الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية الى القدس هو الاستمرار في مواجهة الإدارة الأمريكية، وقال: "يجب أن نستطيع تحريك العالم في كافة الدّول الإسلامية ودفعهم للتظاهر أمام سّفارة امريكا والمؤسسات والوكالات التابعة لهذا البلد. فترامب عندما يحدد يوم النكبة يوما لنقل سفارة بلاده الى القدس يقوم بتوجيه الإهانة لجميع المسلمين بما يلزم علينا ان نتّخذ خطوات وقرارات على الصّعيدين الديبلوماسي والشّعبي".

/انتهى/

أهم الأخبار حوارات و المقالات
عناوين مختارة