روايات المدنيين الخارجين من جحيم الغوطة الشرقية إلى الحياة.. العبور تحت رصاص الإرهابيين +فيديو وصور


روایات المدنیین الخارجین من جحیم الغوطة الشرقیة إلى الحیاة.. العبور تحت رصاص الإرهابیین +فیدیو وصور

دمشق /تسنيم// تمتلئُ المعابرُ التي فتحتها الدولة ُالسورية، بآلاف المدنيين الخارجين من جحيمِ الغوطة الشرقية إلى الحياةِ مجدداً، لم تستطعْ الفصائلُ المسلحةُ بما تملكُ من إرهاب، أن تمنعَ هذا السيلَ الجارف من الخروج، فإرادةُ الحياة تستحق المجازفة، وسنواتُ الجوع والذل والحرمان التي عاشوها تحت ظلم المجموعات المسلحة، آنَ لها أن تنتهي.

سياراتُ الهلال الأحمر السوري، ملأت المكانَ وعملت على تأمين الاحتياجات الأساسية للأهالي، من ماء وطعام، إضافةً إلى المشافي المتنقلةِ التي أجرت الإسعافاتِ الأوليةَ للمرضى أو للأشخاص الذين أصيبوا برصاص المسلحين أثناء خروجهم من المعابر.

 

 

نسأل إحدى السيدات الخارجات؛ كيف كانت الأوضاع في الداخل؟، تجيب السيدة: "كان الوضع مأساوياً للغاية، حتى كلمة "مأساوي" لا يمكنها أن تعبر عما عشناه هناك، لقد هربت من "حمورية" باتجاه "زملكا" وعانينا كثيراً، لقد نجونا من الموت، نعم من الموت".

تضيف السيدة: "الوضع الإنساني في الداخل كان سيئاً للغاية، كنا نشتهي قطعة الخبز الصغيرة، كنا في السابق نقول أن الفقير يعيش بكسرة خبز وبعض الزيتون، أما الآن لا خبز لدينا ولا زيتون، ولا ماء حتى، لا يوجد شيء يدل على وجود الحياة أبداً".

تصيح إحدى المسنات الخارجات بمجرد أن التقتنا: "نصرَ الله الجيش السوري، لقد عانينا كثيراً في الداخل، كدنا أن نموت من الجوع، شاهدنا الموت بأم أعيننا، كنا في الداخل نبيت بلا طعام.. حيا الله الجيش السوري ونصره على أعداءه، وأرجو من الله أن ينتقم من أولئك الذين دمروا حياتنا وأعني "الجيش الحر"، لعن الله "الجيش الحر" وكل من قاتل معه، نصر الله الجيش السوري وألف تحية له".

يقول أحد الشباب الخارجين من جحيم الغوطة: "أشكر الجيش السوري على كل ما قدمه لنا وأشكر كل الذي ساعد لإخراجنا من الذل الذي عشناه في الداخل، في الداخل عشنا في ذل أما الآن بحمد الله والشكر للجيش السوري، عدنا لنعيش بعز وكرامة وعدنا لحضن الوطن، وسنعود بإذن الله لتحرير كامل سوريا".

تقول إحدى الأمهات: "كان يحرمنا الإرهابيون من كل شيء الطحين، بسكويت الأطفال".

نسألها: "كان هناك مساعدات تدخل إلى الغوطة الشرقية، ألم يصلكم شيء من هذه المساعدات؟.

تقول الأم: "كان المسلحون يسرقون المساعدات ويقولون لنا أن الجيش السوري قصفها، لقد وصل سعر ليتر الزيت إلى 14 ألف ليرة سورية (في دمشق يباع بـ 700 ليرة)، لذلك بتنا نسلق الطعام ونأكله إن توفر طعام بالأصل".

تضيف الأم: "كنت أخبز للناس خبز الشعير، حتى أحصل على قوت يومي، كنت مسؤولة عن 18 شخص في الداخل أولادي وأطفالهم، كنت أعمل طيلة اليوم لأحصل على 1000 ليرة لأشتري بها نصف كيلو من الطحين.. لقد حاولت بكل الوسائل أن أخرج أنا وأولادي من الغوطة فلم أستطع، توجهت إلى معبر "مخيم الوافدين" الذي فتحه الجيش السوري ولم أستطع الخروج، كان المسلحون يقولون لنا أن الجيش السوري يطلق النار على المدنيين، قلت له: فليطلق النار علينا لا يهم فأنا أريد الخروج، فدعوني أموت وأنا أحاول أن أنقذ أطفالي ".

حالاتٌ إنسانيةٌ صعبةٌ ومصابونَ وعجائزُ خرجوا من هذا المعبر يأملونَ حياةً أفضلْ. يُسرع الأهالي حاملينَ أطفالَهم الذين لم يعرفوا معنى الطفولة لسنوات. الكلُّ يتسابقُ للصعودِ إلى حافلاتِ النجاة التي ستنقلهم إلى بر الأمان؛ إلى المكان الذي لا وجع فيه ولا غصة.

لم يستطع الأهالي خلال السنوات الماضية أن يبوحوا بما أنفسهم من أوجاع، أو أن يرفضوا علانيةً وجود المسلحين في أرضهم، فتهمة ُ العمالة للدولة السورية جاهزة والعقوبة إما رصاصة في الرأس أو تعذيبٌ حتى الموت.

يقول أحد الأشخاص حاملاً العلم السوري بيده: "لقد بقيت 7 سنوات في الداخل وأنا أحفظ هذا العلم وأخبئه في قلبي، لم أكن أستطيع إخراجه أبداً، أما الآن عندما أصبحت في حمى الجيش السوري أخرجته".

يضيف الرجل: "أحب أن أوصل رسالة إلى مجلس الأمن الذي يتباكى علينا، أقول له: ها نحن قد عدنا لحضن الوطن، نحن لا نتخلى عن دولتنا، فهي الأساس، لكن كان هناك بعض الإرهابيين يتحكمون بنا، والآن أخرجنا الجيشُ السوري من الداخل بحمد الله".

"بالنسبة لنا فقد بقينا 7 سنوات في الغوطة حافظنا خلالها على منازلنا، لأننا لم نكن نريد أن نترك أرضنا للإرهابيين، بقينا صامدين في الداخل، وعندما جاء الأمر من الجيش السوري بأن نخرج فخرجنا بعد هذا الصمود، هذه أرضنا لن نتركها للآخرين، فلن أدع أي إرهابي سعودي أو أردني أو خليجي أن يستولي على أرضي، وبقيت صامداً مع كل إرهابهم، وأنا أفتخر بهذا العلم علم بلدي".

أحد الجنود السوريين الذين خرج أهله من الغوطة الشرقية، يصيح أمام عدسة تسنم: "نصر الله رئيسنا بشار حافظ الأسد،  نصر الله الجيش السوري".

نسأله: هل كنت في صفوف الجيش السوري؟" يجيب: "بكل تأكيد"، نسأله: "أين كان أهلك يتواجدون" يجيبنا: "أهلي كانوا محاصرين عند المسلحين، حاربنا 7 سنوات حتى استطعنا أن نخرجهم من الداخل، وهذا هو والدي، وأقول بكل فخر: حما الله رئيسنا بشار الأسد".

نسأله: "كم من الوقت لم ترى أهلك" يجيب: "منذ 6 سنوات لم أرهم، كانوا محاصرين لدى المسلحن".

نسأله: "ماذا كنت تسمع عن أهلك في الداخل" يقول الجندي السوري:  "كانوا يعانون من تعذيب المسلحين وضربهم وإهانتهم، كانوا يعيشون تحت الجوع كانوا يموتون من الجوع.. حما الله السيد الرئيس بشار الأسد، وأرواحنا فداء لسوريا...".  

الأهالي الخارجين من بلدات الغوطة الشرقية، اختاروا البقاء والعودة إلى منازلهم على عكس الفصائل المسلحة التي اختارت التوجه إلى إدلب، والمجموعات الإرهابية التي كانت تحتمي بالمدنيين لسنوات، خسرت اليوم هذه الورقة، وأرغمت على الانسحاب من هذه الأرض، التي يأمل أصحابها أن يعودوا إليها قريباً بعد تأمينها من قبل الدولة السورية.

من هنا خرج عشرات آلاف المدنيين من أهالي الغوطة الشرقية إلى الحرية، حاملين معهم آلامهم وجراحهم، جراحٌ لم يتجرؤوا على البوح بها خلال سنوات عيشهم تحت ظلم المجموعات المسلحة التي طالما استخدمت ورقة المدنيين للضغط على الدولة السورية.

من معبر "حمورية" على أطراف الغوطة الشرقية – غصون ماضي – وكالة تسنيم – ريف دمشق.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة