باحث سياسي يوضح لتسنيم الدوافع العسكرية والسياسية وراء تصعيد إرهابيي دوما

دمشق / تسنيم / : قال الكاتب والباحث السياسي محمد نادر العمري لمراسل تسنيم في دمشق أن التصعيد الميداني وإفشال اتفاق التسوية الذي أقدم عليه مايسمى "جيش الإسلام" المتواجد في مدينة دوما بالغوطة الشرقية يعود إلى أوامر خارجية من مشغليه مشيرا إلى حالات شرخ وخلافات بين هذا التنظيم الإرهابي.

وقال العمري أن استهداف جيش الإسلام لأحياء العاصمة السورية بالقذائف والصواريخ منذ يوم أمس وحتى الآن و عرقلته لبنود التسوية التي تم الاتفاق عليها سابقا مرده عدة أمور، أبرزها أن جيش الإسلام حصل على وعود إقليمية ودولية بعدم التخلي عنه بالتزامن مع إقدام عدد من ميليشيات منطقة القلمون وبخاصة من يتبع لجيش الإسلام هناك برفض التسوية التي عرضتها عليهم الدولة السورية حيث قاموا بإحراق البناء المخصص للمسلحين الذين يرغبون بتسوية اوضاعهم.

كما أن جيش الإسلام يستغل ملف المخطوفين لرفع سقف التفاوض واستثمار هذه الورقة سياسيا على طاولة المباحثات، لكن الجيش السوري مدعوما بسلاح الجو الروسي توجه إلى عملية عسكرية نوعية ضد ارهابي دوما لإجبارهم على القبول بالتسوية على غرار ماحصل سابقا في بلدات "عين الفيجة وداريا" وعدة مناطق أخرى شهدت نفس السيناريو.

ولفت العمري إلى الجيش السوري قام باختراق ميليشيا جيش الإسلام لإحداث انشراخ داخلي في صفوفه عبر التواصل مع بعض المسلحين الراغبين بالتسوية، وتغير بوصلة سلاحهم ضد الرافضين للتسوية بالتزامن مع حركة ناشطة قد يشهدها الشارع في مدينة دوما ضد جيش الإسلام.

وأضاف الباحث السياسي، السعودية منزعجة من السلوك الروسي خاصة بعد زيارة ديمستورا إلى موسكو وسماعه من لافروف عن تخفيف تمثيل وفد الهيئة العليا المعارضة للتفاوض الذي لم يحضر الى سوتشي، وأن لجنة إعادة النظر في الدستور السوري ستكون وفق مقررات سوتشي، الأمر الذي فشل ديمستورا في تغييره.

و أوضح العمري أن هناك قلق اقليمي دولي من مؤتمر أنقرة الذي جمع بين رؤوساء تركيا وإيران ورورسيا مما أزعج السعودية من هذا التقارب الايراني التركي، لافتا إلى أن هذا الانزعاج يأتي بسبب انتهاء أي دور للسعودية في الميدان العسكري بعد انتهاء معركة دوما وبالتالي ستخسر جناحين؛ الجناح العسكري المتمثل بجيش الإسلام وكذلك الجناح السياسي الذي حاولت خلال السنوات السابقة حصره بالهيئة العليا للتفاوض والذي استضافته خلال مؤتمر الرياض 1 و2.

وختم العمري، من الملاحظ أننا بدأنا نشهد إعادة تنسيق محمد بن سلمان مع بعض مؤسسات الدولة في الولايات المتحدة التي أصرت بدورها على بقاء ترامب للبقاء في الشمال الشرقي من سوريا، حيث يحاول بن سلمان مراضاة الجانب الأمريكي وكذلك الإسرائيلي من خلال هذا التصعيد الذي تشهده دمشق مع ارتفاع وتيرة التصعيد في المنطقة وخاصة في فلسطين المحتلة تزامنا مع مسيرات العودة.

/انتهى/