الاستعراض المسرحي لنتنياهو: سلسلة معلومات مغلوطة عن الصّواريخ الايرانية

طهران/ تسنيم// قام رئيس وزراء الكيان الصّهيوني باستعراض مسرحي قدّم في صور متناقضة عن الصّواريخ الإيرانية وأسمائها وخصائصها.

وأفادت وكالة تسنيم الدّوليّة للأنباء أن رئيس وزراء الكيان الصّهيوني حاول في استعراضه المسرحي خلال الأيّام الأخيرة أن يُثبت بعض المزاعم فيما خص القدرات الصّاروخيّة لإيران الأمر الذي نال حيّزًا كبيرًا من متابعات وسائل الإعلام المعادية لإيران. لكن نظرة إلى ما استعرضه رئيس وزراء الكيان الصّهيوني تُثبت زيف ما سعى خلفه الصّهاينة لتضليل الرأي العام العالمي.

نتنياهو وخلال استعراضه المسرحي، قام بعرض عدد من صور لصواريخ بالستيّة إيرانية ثم قام بعد ذلك بإطلاق مزاعم كاذبة عن القدرات الصّاروخيّة الإيرانية بدون تقديم أي وثيقة مُعتبرة.

ويظهر في الصّورة التي استعرضها نتنياهو 3 صواريخ إيرانية "قدر 1ف"، "قيام" و "شهاب 3" وكُتب في أعلى صورة كل صاروخ إسمه ومداه.

لكن المُلفت للانتباه أنه في الصّورة التي استعرضها نتنياهو واطلق عبرها مزاعم باطلة حول البرنامج الصّاروخي الإيراني؛ هُناك أخطاء فاحشه كاسم أحد الصّواريخ وصورته ومدى صاروخ آخر.

فالصّاروخ الأوسط في الصّورة التي استعرضها نتنياهو هو صاروخ قيام، لكن الاسم الموضوع لهذه الصّورة هو صاروخ "قدر H" بمدى يبلغ 1650 كيلومتر. لكن الحقيقة أن صواريخ قدر وقيام هي صواريخ مختلفة عن بعضها البعض ويُمكن تشخيص ذلك بسهولة مطلقة.

وأهم ما يُمكن قوله إن مدى صاروخ قيام يبلغ 800 كيلومتر بينما يبلغ مدى صاروخ "قدر H"، حسبما أعلن عنه مسؤولون عسكريّون إيرانيّون، حوالي 1650 كيلومتر أي أن مدى صاروخ قيام هو أقل ب 850 كيلومتر من صاروخ "قدر H".

وحسبما أعلن عنه مسؤولون إيرانيّون فإن مدى صاروخ قيام يبلغ 800 كيلومتر، ولهذا السّبب فإن هذه الصّواريخ غير مخصصة لاستهداف الأراضي المحتلة حيث أن أقل مسافة بين الحدود الإيرانية وحدود الأراضي الفلسطينية المحتلة تبلغ 1100 كيلومتر. وتقتصر مهمة صواريخ قيام حسبما أعلن عنه قائد القوات الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية العميد حاجي زادة هو لاستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة.

ومن الفوارق الأخرى بين صواريخ من طراز قيام مع الصّواريخ الأخرى من طراز قدر، هي أن الصّواريخ من طراز قيام لا تملك أجنحة ويتم التّحكّم بها عبر الغازات المحترقة التي تنبعث من أسفل الصّاروخ، لكن النّسخ الثلاثة لصواريخ قدر تملك روافد في أسفل الصّواريخ تقوم بالتّوجيه والتّحكّم بهذه الصّواريخ.

وتُعد هذه من الخصائص المهمّة التي تتمتع بها صواريخ قيام وتميّزها عن صواريخ قدر؛ ويُمكن لأي خبير عسكري مطّلع ان يحدد هذه الفوارق بسهولة بالغة. ولكن يبدو ان الصّهاينة لم يستطيعوا ان يميّزوا هذه النّقطة التّفصيلية البسيطة في استعراضهم المسرحي وحتّى أنهم لم يستطيعوا أن يفرّقوا بين صواريخ قيام وصواريخ قدر بل قاموا في نهاية المطاف باستبدال بوضع صورة صاروخ قيام على أنّها صاروخ قدر.

وصاروخ قيام الذي استعرضه نتنياهو بدل صاروخ قدر H يملك فوارق أخرى مع صاروخ قدرH ومن ضمنها طول الصّاروخين، حيث أن طول الصّاروخين يختلفان كثيرا عن بعضهما البعض.

فطول صاروخ قدر H يبلغ 15 مترا فيما يبلغ طول صاروخ قيام 11.5 مترا؛ وهذا يعني ان صاروخ قيام أقصر ب 3.5 متر من صاروخ قدر H، والصّهاينة لم يدركوا هذا الفارق الكبير والمهم بين الصّاروخين واستبدلوا إسمي الصّاروخين.

بطبيعة الحال، فهذه ليست المرة الأولى التي تُطلق فيها هذه المزاعم الخاطئة من اجل الوصول إلى أهداف معيّنة. ففي الأشهر الماضية قامت مندوبة الولايات المتحدة الامريكية في الولايات المتحدة بعرض مسرحيّ مشابه حيث نسبت معلومات وخصائص خاطئة عن الصّواريخ من اجل إثبات مزاعم الولايات المتحدة بدون أي سند او وثيقة كما قامت بتغيير خصائص صواريخ قيام في مُحاولة منها لإثبات مشابهتها لصواريخ بركان H2 اليمنية.

وإذا ما أردنا تخطّي هذا الكم الهائل من الأخطاء، نصل إلى أخطاء أكبر استعرضها رئيس وزراء الكيان الصّهيوني وهي مدى صاروخ شهاب وهذا أمر ملفت للانتباه أيضا.

ولا يعلم أحد لماذا ارتكب الصّهاينة هذا الكم الهائل من الأخطاء الفاحشة، ربّما لأنهم وأصدقائهم الأمريكيين قلقين من صواريخ قيام على حد يُمكن القول أنّ كل صاروخ باتوا يرونه يُتخيّل إليهم وكأنه صاروخ قيام.

/انتهى/