تسنيم/خاص- خبير سوري: ملامح تسوية تلوح في الافق هذا شكلها وتلك معوقاتها

تسنیم/خاص- خبیر سوری: ملامح تسویة تلوح فی الافق هذا شکلها وتلک معوقاتها

بعد اكثر من 85 شهرا من الحرب المفروضة على سورية تحولت خلالها البلاد الى ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية حسابات دفع الشعب السوري ثمنها من قوت يومه ومن دمائه وعلى الرغم من الأثمان الباهظة التي دفعها هذا الشعب إلا أنها كانت بمثابة القربان الذي دفع للحفاظ على وحدة البلاد وهو عكس ما ارادته دول العدوان على سورية فبعد هذا الصمود ألا يستحق الشعب السوري ان ينعم بحل سياسي وفقا لإرادته..

كافة المؤشرات تذهب الى أن ذلك بات قريبا لكن ما شكل هذا الحل السياسي؟ وما شكل سورية المقبلة وفقا لتعديل دستوري بات العمل عليه امرا واقعا ؟ ومن سيدير دفة مسار التسوية ومن أين؟ وماذا عن وجود القوات الأجنبية هل يمكن أن ينضج مسار التسوية بوجودها؟ وماذا عن مدينة ادلب السورية التي غدت خزانا بشريا للإرهاب؟ كل هذه الأسئلة تشكل هاجسا للسوريين المتعطشين للحل الذي يعيد عقارب الساعة في سورية الى ماقبل العام 2011 قطعا ليس لجهة شكل الحكم وطريقة ادارة البلاد وانما لجهة الأمن والاستقرار التي كانت سائدة حينها.

هي ذات الأسئلة طرحتها وكالة تسنيم الدولية للأنباء على نائب المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية الدكتور سومر صالح وهو المطلع على خبايا منصات التسوية بدء من مؤتمر جنيف وما تبعه مرورا باستانا وجولاته المتلاحقة وانتهاء بمؤتمر الحوار السوري في مدينة سوتشي الروسية وهو احد المشاركين في هذا المؤتمر الذي عقد في نهاية كانون الثاني من هذا العام.

مؤشرات انطلاق مسار التسوية وتحت أي عناوين؟

اعتبر الدكتور صالح أن زيارة الرئيس الأسد الى سوتشي شكلت احدى اهم هذه المؤشرات نحو الحل كون الزيارة أتت تتويجا لمسيرة الانتصارات الميدانية للجيش السوري وحلفاؤه وخاصة خلال الشهرين الماضيين ، ويوضح أن عنوان المرحلة اللاحقة هي مسار سوتشي وما ينبثق عنه تحت سقف مخرجات الحوار الوطني للشعب السوري في 30/1/2018، دون أن يخفي الدكتور صالح ضبابية العلاقة التي تربط مسار سوتشي بجنيف، لان مؤتمر جينيف 9 ( فيينا) الأخير كان قد رفع السقف كثيرا وخرج عن اطر الحل وطرح ورقة سياسية تم رفضها من الدولة السورية ناهيك عن العودة الى بيان حزيران في جينيف 2012 وهو امر مرفوض تماما، لذلك من المتوقع أن يكون مؤتمر سوتشي بمثابة القاطرة الجديدة لجولات جينيف القادمة.

الحل هو سوري بامتياز، كتبت ملامحه في ميدان الحرب على الإرهاب

وحول شكل الحل السياسي السوري المتوقع وآلياته فإن حكومة وحدة وطنية (جامعة) ودستور يليها انتخابات وفق الدستور الجديد هو الشكل الذي رجحه الدكتور صالح للحل السياسي معتبرا أن قضية الدستور من الواضح انها ستبقى شأنا سياديا سوريا حيث سيتم العمل على تشكيل لجنة "مناقشة" للدستور الحالي ترفع هذه اللجنة توصيات أو مقترحات إلى الجهات ذات الاختصاص الدستوري في سورية، ويتم التعديل وفق الأصول المرعية أو وفق استفتاء شعبي سوري، وعليه فإن الحل هو سوري سوري بامتياز، كتبت ملامحه في ميدان الحرب على الإرهاب وداعميه.

أي دستور يجعل سورية فدرالية لن يقبل شعبيا

وفيما اذا كانت سورية المستقبل هي فدرالية كما يروج البعض للدستور الجديد رأى الدكتور صالح أن موضوع الدستور مسألة حساسة وأمر سيادي في سورية، وهو خاضع لآليات التعديل المنصوص عليها في الدستور الحالي (2012)، وتشكيل لجنة لمناقشة الدستور الحالي منبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي لا تعني قدرتها على التعديل او إقرار دستور جديد بل فقط مقترحات او توصيات ترفع الى الجهة المخولة باقتراح تعديل الدستور، واي كلام عن فيدرالية يحتاج موافقة شعبية سورية عامة وهو امر غير متوفر فالشعب السوري يتجه الى مزيد من الاندماج الوطني وليس "التفكك"، وهنا دائما ما يتم الخلط بين الفيدرالية واللامركزية الإدارية، فالأولى مرفوضة شعبيا في سورية أما الثانية فهي قضية بحث وجدل في الشارع السوري بمعنى إعطاء مزيد من الصلاحيات الإدارية للوحدات الإدارية في القضايا الخدمية للمواطن.

هل فعلا التواجد الايراني في سورية أمر غير مرغوب به روسيا؟؟

هو السؤال الذي بات يطرح بعد كلام بوتين أمام الرئيس الأسد عن ضرورة إخراج القوات الأجنبية من سورية وهنا أوضح الدكتور صالح من قصدهم الرئيس الروسي هي القوات التي لا تتمتع بشرعية الوجود وبموافقة الجهة السيادية السورية، وبالتالي تركيا وما يسمى التحالف الدولي بقيادة واشنطن ولاحقا فرنسا وبريطانيا والعدو الصهيوني ومن دار بفلكهم ويعمل بامرتهم في سورية، اما ايران فلا يشملها ذلك لان تواجد الجمهورية الإسلامية في سورية هو بصفة استشارية بطلب من الحكومة السورية فمن الطبيعي الا يشملها كلام الرئيس بوتين ، وطرح القضية للنقاش هي محاولة مستمرة منذ فترة لتصوير العلاقة الإيرانية الروسية على انها متوترة وهذا الكلام غير صحيح بدليل توقيع ايران وروسيا على اهم اتفاقية اقتصادية منذ بضعة أيام بانضمام ايران الى الفضاء الاقتصادي الاوراسي وهو اكبر صفعة سياسية واقتصادية بوجه ترامب بعد انسحابه من اتفاق فيينا النووي ويرسم خارطة جيوسياسية جديدة في اسيا بين روسيا وايران ترقى بعلاقات البلدين مستقبلا الى المستوى الاستراتيجي المتكامل.

لا تسوية مكتملة في سورية بوجود القوات الأمريكية

وحول انعكاس الوجود الامريكي في سورية على مسار التسوية السياسية المرتقبة قال صالح إن الاميركيين الى هزيمة في سورية كما العراق وفيتنام وهم يدركون ذلك ومسألة إخراجهم من سورية هي أولوية وطنية للدولة والشعب السوري، ومن الطبيعي الا ينجح الحل السياسي في سورية بوجودهم واصلا أي كلام عن تسوية سياسية لن يكون مكتملا الا بخروج كل طرف محتل ومعتدي عن ارض سورية، والواضح ان الأيام القادمة ستشهد ضغطا روسيا وصينيا على اميركا للانسحاب والا الخيارات السورية فهي المقاومة الشعبية والمواجهة المباشرة، وهو امر لا قدرة ولا استعداد أميركي له، ولكن إدارة ترامب تحاول طرح الموضوع على الاستثمار العربي والغربي في ان وهو ما فشل حتى الان لادراك كل الأطراف جدية سورية وروسيا لاخراج كل الأطراف المحتلة من سورية.

ادلب إذا لم تحسم في استانة فحتما ستواجه الجيش السوري

وحول مصير ادلب كمنظقة خفض تصعيد تحولت الى خزانا بشريا للارهاب اعتبر الدكتور سومر صالح أن هنالك تعهدات تركية لروسيا وايران بالقضاء على جبهة النصرة باعتباره أساس سياق استانة كاملا، فاذا ماطلت تركيا بعد استانة 9 واستمرت بعدم الإيفاء بتعهداتها، فالحرب قادمة على ادلب لا محالة للقضاء على جبهة النصرة وهو ما اعلنه محور مكافحة الإرهاب، وستنتهي ادلب كمنطقة تخفيف تصعيد وستعامل نقاط المراقبة التركية فيها معاملة المحتل، واذا اوفت تركيا بتعهداتها فالمفاوضات بين الترويكا المشكلّة لسياق استانة ستدخل مرحلة ثانية من المفاوضات تضمن في المخرجات تسليم الفصائل المسلحة السلاح للدولة السورية والعمل على ادماج هؤلاء فيما يسمى التسوية.

/ انتهى /

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة