هل تستغني البشرية عن اللغة المنطوقة؟

هل تستغنی البشریة عن اللغة المنطوقة؟

قيل إن عملية التواصل بين الناس تحتاج إلى هاتفٍ وكلماتٍ وأصواتٍ بشرية، لكن الصفير الذي يخرج من الفم بنغماتٍ محددةٍ قد يكون وسيلة التواصل الأساسية لمناداة الآخر وإيصال أخبارٍ هامةٍ.

وكانت لغة الصفير "الطيور" تستخدم كوسيلة تواصل في بعض الثقافات في العالم، إلا أن تطوير هذه اللغة الغريبة جاء بشكلٍ خاص على يد بعض السكان في شمال تركيا.

فقد حوّل سكان القرى التركية المُطلة على البحر الأسود "الصفير" إلى لغتهم الأم منذ أكثر من 500 عام ، بعدما لاحظوا انعدام وسائل التواصل ووعورة التضاريس، مطلقين على هذه اللغة الغريبة اسم "كوش ديلي" التي تعني في حدّ ذاتها "قرية العصافير".

وتمتلك لغة الطيور الغريبة القدرة على الوصول إلى نحو 5 كيلومترات، إضافة إلى اختراقها الغابات الكثيفة واحتوائها على أكثر من 400 عبارة في معجمها، مما يجعلها لغة سريعة وسهلة. وتعتبر "مؤشراً قوياً على الإبداع البشري" بحيث أن الأصابع، اللسان، الأسنان، الشفاه والخدود، تتداخل لإطلاق صوت الصفير، وقد قامت اليونسكو العام الماضي بإضافة لغة الصفير إلى قائمة التراث الثقافي العالمي.

يعود عمر لغة الصفير إلى قرونٍ عدة، وقد وصف المؤرخ اليوناني "هيرودوت" بعض المجتمعات الأثيوبية التي تعيش داخل الكهوف بأنها "تتحدث مثل الخفافيش".

وبالرغم من أن علماء الأعصاب أدركوا بأن وظائف الدماغ لا تنقسم بشكل تام بين الجزء الأيمن والأيسر من المخ، إلا أنه يبدو أن النصف الأيسر يلعب دوراً مهيمناً في فهم للغة، بغض النظر عما إذا كانت هذه اللغة تحمل نغمات أو منطوقة أو مكتوبة، في حين أن النصف الأيمن من المخ يتحكم بطريقة فهمنا للحن وللإيقاع.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة