فلسطين قضية الأمة التي تسيل دماء اليمنيين من أجلها

فلسطین قضیة الأمة التی تسیل دماء الیمنیین من أجلها

إن من أهم الخصائص التي يمتاز بها الشعب اليمني منذ القدم وحتى اليوم أنه شعب متفاعل مع قضايا وهموم إخوانه في بقية الدول العربية والإسلامية.

 بقلم: عدنان الجنيد/ خاص تسنيم:

شعبٌ يشارك إخوانه أفراحهم وأتراحهم، مجسداً الأثر النبوي الذي تحدث فيه الحبيب صلى الله عليه واله وسلم عن الوضع الصحيح الذي ينبغي أن تكون عليه الأمة المحمدية كالجسد الواحد إذ إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

فما من قضية من قضايا الأمة إلا وتجد الشعب اليمني من أشد الشعوب تفاعلاً معها، باذلاً كل ما باستطاعته في سبيل نصرتها، والقضية الفلسيطينية باعتبارها قضية المسلمين الأولى،  فقد كان الشعب اليمني حاضراً فيها منذ البداية.

 ففي مقال بعنوان بين فلسطين واليمن شهداء وذكريات تم نشره في وكالة الانباء الفلسطينية بتاريخ 28/3/2016 ذكر الكاتب "يامن نوباني" بأن عدد الشهداء اليمنيين الذين أستشهدوا خلال مرحلة الثورة الفلسطينية بلغ ألف شهيد منهم 21 شهيد سقطوا في حرب 1948  بحسب مركز المعلومات الفلسطيني، ومن أبرز  اولئك الشهداء الذين استشهدوا خلال مرحلة الكفاح الفلسطيني الشهيدان "محمد حسين الشميري" و"عبدالرؤوف عبدالسلام" أبطال عملية الساحل التي نفذتها "حركة فتح" في أذار 1978 .

وفي حرب اكتوبر 1973 كان الشعب اليمني حاضراً بعملية جهادية كسرت أسطورة الطيران الاسرائيلي، وذلك بما قام به الملازم الطيار "عمر غيلان الشرجبي" والذي تطوع في الجيش السوري فقام  بقصف مصافي "حيفا"، والانقضاض على طائرة اسرائيلية من نوع "فانتوم" وتحطيمها، ثم قصف موقع التموين العسكري في "الطبرية" والذي إستشهد بعد قصفه له، وتكريماً له فقد تم منحه وسام الدرجة الأولى من قبل الرئيس السوري الراحل "حافظ الأسد"،  إضافة إلى إقامة نصب تذكاري تخليداً له في أحد أكبر شوارع دمشق. 

وحينما إجتاحت القوات الاسرائيلية لبنان في عام 1982، وكانت اليمن من الدول التي أرسلت الالاف من المتطوعين للجهاد في لبنان، للدفاع عنه واسترداد ما سلبه العدو من الاراضي الفلسطينية ، ولقد منحت  الدولة اليمنية  في ذلك الحين  الشهداء الذين سقطوا في تلكم المعارك إمتيازات شهداء ثورة 26 سبتمبر.

وحينما تم تهجير الفلسطينيين من لبنان عقب ذلك الاجتياح كانت "عدن" أحد أهم المدن التي إحتضنتهم، وفيها تم إنشاء معسكرات تدريب عسكرية تتولى تدريب اولئك القادمين من لبنان كي يتمكنوا من تحرير بلدهم.

هذا ولم تقتصر مشاركة الشعب اليمني على ماذكرناه سلفاً من صور للمشاركة الجهادية، بل تعدى ذلك إلى صور أخرى كحسن استقبال اللاجئين القادمين من الأراضي الفلسطينية، وحسن التعامل معهم، والسماح لهم بمزاولة ما يرغبون من أعمال حرفية وتجارية دون قيد.

أضف إلى ذلك فقد لعب "إتحاد الأدباء و الكتاب" اليمنيين خلال مرحلة الثمانينات دور بارز في التعريف بالقضية الفلسطينية وحشد طاقات المجتمع في سبيل خدمتها والتعريف بها. 

كما أن الشعب اليمني كان من أسخى الشعوب وأكرمها تجاه إخوانه في فلسطين الحبيبة،  فبرغم تدني حالته المادية وسوء معيشته،  لكنه أبى إلا المشاركة وبقدر الإستطاعة في تقديم يد العون والذي لم  يكن من فائض مال لديه، حيث أبت شهامته إلا أن يقاسم إخوانه في فلسطين الحبيبة شطر  رغيفه.

وها هو اليوم وهو يمر بمحنة عظيمة تكالبت فيه عليه قوى الشر العالمي، ناقمةً عليه تلكم المواقف المناصرة لقضايا الأمة والمساندة لمحور المقاومة، يأبى أن ينسى قضيته الأم وهي قضية فلسطين.

فتراه ما بين فترةٍ وأخرى وفي هذا الظرف العصيب، وتحت تحليق طائرات العدوان وقصفه الأرعن، ينهض في مظاهرات حاشدة مناصرة للقضية الفلسطينية غير أبهٍ بالمخاطر.

لأنه يدرك إنه لا يُعتدي عليه  إلا من إجل موارات هذه القضية بالتراب ودفنها إلى الأبد، لأن العدو يدرك علاقة اليمن بفلسطين والتي هي أشبه بعلاقة القلب بالجسد، واليمن هو قلب القضية الفلسطينية وعلى رجالها الأشاوس سيكون خلاص الشعب الفلسطيني ممن يحتل أرضه، حيث يخشى ذلك اليوم، ولذا فقد وجه أذنابه لشن هذا العدوان كي لا تأتي اللحظة  الذي يرون  فيه أسود اليمن على أبواب القدس الشريف يحملون رايات النصر المبين لهذه الأمة.  

 وما من مسيرة تخرج للتضامن مع هذا الشعب الفلسطيني إلا وتجد في الشعب اليمني فيس الصفوف الأولى، وإن تهيئت السبل وفُتح باب التطوع والجهاد فلن يبخلوا بأنفسهم، وستجدونهم في طليعة الجيوشكما هو دأبهم من قيادة الأمة وحمل راية الجهاد منذ القدم.

/انتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة