قائد ميداني يمني يروي لـ" تسنيم" تفاصيل معركة الحديدة الاستراتيجية

قائد میدانی یمنی یروی لـ" تسنیم" تفاصیل معرکة الحدیدة الاستراتیجیة

يواصل الجيش اليمني واللجان الشعبية المدافعة عن مدينة الحديدة الاستراتيجية تسجيل أروع البطولات في دحر قوى العدوان السعودي الإماراتي المدعوم أمريكياً وإسرائيلياً.

خاص / تسنيم || مصدر ميداني خاص من الجيش اليمني واللجان الشعبية، فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، روى لوكالة تسنيم الدولية للأنباء تفاصيل معركة مطار الحديدة وكيف تكبدت قوى العدوان هزيمة ساحقة ومذلة.

يقول المصدر: في أول أيام عيد الفطر المبارك أطلقت القوة الصاروخية الصاروخ الباليستي "توشكا" على المنطقة الرئيسية لتحشد وتمركز القوات الغازية والمرتزقة في الساحل الغربي اليمني وسقوط العشرات بين قتيل وجريح، وخسائر في العتاد ووسائط الدفاعات الجوية وأجهزة الملاحة والمراقبة، كون مثل هذه الصواريخ الباليستية قصيرة المدى لأقل من 300 كيلومتر تتميز بدقتها العالية في الإصابة، والموقع المعادي الذي تم استهدافه في الساحل الغربي، وهو مركز هام للإمداد والتسليح وتحريك القوات المعادية ومركزاً للعمليات المشتركة لاتخاذ القرار.

ضربة مؤلمة

وتمثل هذه الضربة لهذا الموقع خسارة فادحة في صفوف قوات تحالف الأعداء وتمثل سقوط كبير في معركة الساحل. فقد تسببت بحالة هلع كبير وإرباك في قواتهم، وأحدثت ذعراً في أوساط القوات البرية المرافقة للقيادة المشتركة، وبالتالي فشلها ميدانيا في السيطرة على الوضع ظهر ذلك جليا من خلال التحرك للطيران الذي حلق من بعدها تحليق غير عادي وبدأت تقصف قصفا عشوائيا لكل المنطقة التي تتمركز بها قواتنا محاولة بذلك تمكين الوحدات الهندسية والطبية من تنفيذ أعمال الإخلاء والإغاثة، ووصلت المعلومات من جماعات الاستطلاع أن سيارات الإسعاف والطيران الطبي هرع إلى مكان الهدف ولم تهدأ  حركة الإنقاذ إلى بعد أكثر من سبع ساعات كان أيضا الطيران خلالها لم يقف من تحليقه وضرباته.

 

فوضى وغضب

ولعل هذه الضربة القاضية للعدو حققت النصر الكبير لقواتنا من الجيش واللجان وأفشلت مخططات العدوان في الزحف والتوسع في معركة الساحل الغربي، وأصبحت كل محاولات العدوان الجوية ومن كل صنوف الطيران لتخفيف الضغط على قواتهم غير مؤثرة بما هو مرجوا منها، فقواتنا لم توقف الضربات بأسلحة المدفعية الصاروخية. ولا عمليات المراقبة المستمرة من الطيران المسير واستعدادها لخوض أية عمليات عسكرية ومهما كان اتساع قطاعها ونطاقها التكتيكي أو العملياتي، ونظراً للفشل الذريع الذي منيت به القوات الغازية والمرتزقة. فقد سادت حالة من الغضب والفوضى في صفوف كل قواتهم المعادية حتى في الجبهات الأخرى بسب فشل هذه الترسانة العملاقة الكاذبة من حماية قواتها حتى في مركز قيادتها الرئيسية وتنوعها. مما أثار حفيظة الكثير من القيادات العسكرية الوسطية عن حدوث خيانات وتآمر بين القيادات المعادية نفسها. وأفضت إلى تردي الأوضاع الأمنية في قطاعات الوحدات وخاصة المشتركة من جنسيات متعددة.

 

تضليل إعلامي

وزعم العدوان السعودي الإماراتي في ثاني أيام عيد الفطر المبارك منذ الصباح الباكر بأن قواتهم استولت على مطار الحديدة الدولي وطهرته، وكان هناك تسارع عجيب لإعلامهم المفضوح ببث الشائعات، مع العلم بأن أي انتصار تحققه قوات الاحتلال وتحالف العدوان هو انتصار إعلامي، سرعان ما ينكشف وتظهر الحقائق جليه أمام كل العالم وقواتهم ومرتزقتهم خاصة كونهم يعيشون الحدث مباشرة ويعانون مرارة الحصار المطبق والتدمير المتتالي لقواتهم جراء ما فرضته قواتنا المرابطة من حصار كامل على مناطق تمركز وحداتهم وتجمع قواتهم، وأصبحت الأكذوبة الإعلامية مفضوحة وخاصة بعد المشاهد التي نشرها إعلامنا الحربي بعد عصر أمس 16 من شهر يونيو 2018م الموافق الثاني من شهر شوال 1439 والمتضمنة تصوير حي لقواتنا وهي تحاصر القوات المعادية في منطقة الفازة الساحلية جنوب مديرية التحيتا من الجهة الشمالية والشرقية والجنوبية ووضعتها في فك الاسد وبين كماشة الموت.

نقل الجرحى والمصابين

ويضيف المصدر: مع سماع أصوات الميكرفونات العالية عبر الإذاعات الميدانية المتحركة وهي توجه نداءاتها المتكررة والمتتالية إلى من تبقى على قيد الحياة في رئاسة المعسكر المعادي بأن يسلموا أنفسهم ويحافظوا على أرواحهم وسوف يلقون كل المعاملة الإنسانية والأخلاقية المعهودة من أبطال الجيش واللجان الشعبية، ليبدؤوا بنقل الجرحى المصابين منذ الساعات الأخيرة من يوم أمس الجمعة، وتتولى الوحدة الطبية المتواجدة في الطوق على إنقاذ حياتهم ونقلهم إلى الوحدات الصحية والنقاط الطبية الميدانية، وتوجيه التحذيرات المتتالية بعدم إطلاق النار باتجاه قواتنا كون أية محاولات لزيادة النيران سوف يتم التعامل مع ذلك بالمثل وسوف تؤدي إلى إبادة كل من بداخل الوحدة العسكرية ولن يطول صبر قواتنا على ذلك.

وأكد أن "قواتنا تمكنت من إقناع الكثير منهم وسلموا أنفسهم ونقلوا العشرات من جراحاهم والتي كانت إصاباتهم بين خطيرة وخطيرة جدا بسبب وقت الإصابة الذي زاد عن 15 ساعة في ظروف جوية صعبة، فدرجة الحرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية ورطوبة تتعدى الستين درجة، ورغم ذلك فإن ابطالنا من الجيش واللجان قاموا بتقديم كل الخدمات الطبية ونقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات المركزية في الحديدة وأولها مستشفى الثورة العام وحالات تم نقلها إلى صنعاء".

قتلوا مرتزقتهم

وأوضح المصدر الميداني أنه في الساعتين الأخيرتين قبل المغرب، شن طيران العدوان الإماراتي والسعودي غارات مكثفة على الوحدات المحاصرة أوقعت خسائر جسيمة في أرواح من تبقى من مرتزقتهم وتفويت الفرصة على بعظهم لينعم بالحياة وإنقاذ حياته. فالغالبية العظمى من قواتهم المحاصرة كان مصيرهم الموت والهلاك بطيرانهم وذلك حتى لا تستكمل عملية الاستسلام وإنقاذ من تبقى.

هذه هي حقيقة هؤلاء المجرمون الحاقدون من آل سعود وآل خليفة وحلفائهم من بني صهيون وأمريكا وبريطانيا وكل حلفائهم المعتدين، فهم لا يهمهم دماء اليمنيين، حتى أولئك من هم في صفهم وتحت قيادتهم، وتدنيسهم بالمال والخيانة، التي لم تشفع لهم خيانتهم وولائهم لتحالفهم الإجرامي. فكانوا هم أول من أزهق أرواح من تبقى منهم بطائراتهم وصواريخهم. وأما قواتنا فقد أذاقتهم مرارة الهزيمة والانكسار والخذلان. والساعات القادمة مليئة بالأحداث والمفاجئات وتطهير كامل المنطقة حتى شمال الخوخة. والقضاء على كل جيوب الأعداء المتناثرة. 

خطة محكمة

وشدد المصدر الميداني على تماسك قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهة الساحل وانتشارها على طول جبهة الساحل الغربي، انتشار تكتيكي وعملياتي بامتياز وفق خطة عسكرية عملياتية مدروسة ومعدة من قبل قيادات عسكرية متمرسة في أعمالها ومحترفة في خططها العسكرية، وقراراتها من واقع الأرض واستراتيجية العدوان في الحرب والمعركة وقدراته العسكرية وامكاناته ووسائله وإسناده اللوجستي، والجغرافية السكانية والأمنية لكل الساحل الغربي وكل الأرض اليمنية، وفوق كل ذلك، عدالة قضيتنا والمصحوبة بالتفاف شعبي وجماهيري كبير وحقنا القانوني في الدفاع عن أنفسنا ووطننا وكرامتنا. بكل امكانياتنا المشروعة ووسائلنا المتاحة.

وختم المصدر الميداني بالقول: لن تكون معركة الساحل بالنسبة لقوى العدوان إلا مسرحاً كبيراً لإبادتهم ودفنهم في أرض اليمن ولن تستطيع كاميراتهم وإعلامهم تغطية كل هذه المساحة الميدانية لتوثيق خسارتهم في العتاد والأرواح.  فقد عفت أرض الساحل الغربي اليمني جثثهم، وعفت الكلاب والضواري لحوم الغزاة والخونة والمرتزقة،

أما الحديدة فهي مدينة الاقتصاد والصمود والحياة اليومية الطبيعية المنعومة بالأمن والأمان وتمتع الناس بفرحة العيد والنصر.. وسنحرم العدوان حتى من رؤية الحديدة حتى من السماء والأجواء.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة