بنود الاتفاق الروسي التركي الخمسة حول تل رفعت

بنود الاتفاق الروسی الترکی الخمسة حول تل رفعت

خلال الساعات المقبلة ستدخل قوات الجيش التركي بشكل رسمي إلى مدينة "تل رفعت" لتضطلع بمهام إدارة هذه المدينة الكبيرة الواقعة شمال حلب، لكن لم تظهر ملامح وأبعاد هذا الاتفاق بعد.

تقرير خاص تسنيم: يتوجب اعتبار اتفاق تسليم مدينة "تل رفعت" إلى تركيا اتفاقاً غير مسبوق في تاريخ الثمان سنوات من عمر الأزمة السورية، فهو يشكل نقطة انطلاق لعهد جديد من التعاون الروسي التركي في سوريا.

وسوف نستعرض أهم النقاط في هذا الاتفاق في القادم من هذا التقرير؛

1- في الوقت الراهن تتسلم القوات النظامية السورية المقربة من جبهة المقاومة لاسيما الوحدات العسكرية المحلية في المدن الشيعية "نبل والزهراء" و"السفيرة" والمجموعات من قبيل "لواء الباقر" و"فوج النيرب" مسؤولية إدارة مدينة "تل رفعت" ومحيطها إلى جانب المليشيات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية.

2- تأسيساً على هذا الاتفاق الذي لم تعلن تفاصيله بعد، تعهدت روسيا بإخراج قوات جبهة المقاومة، المليشيات الكردية وقوات الدفاع الوطني الموالية لدمشق من مدينة "تل رفعت"، وفي المقابل تتعهد تركيا بإدخال عناصر مايسمى بــ "الجيش الحر" إلى هذه المناطق وإلى داخل المدينة.

3- ستتولى القوات العسكرية الروسية والتركية مسؤولية الدفاع عن المدينة والمنطقة وإرساء دعائم الأمن بشكل مؤقت. بالتزامن مع ذلك يقوم المواطنون المحليون الذين شكلوا بواسطة روسيا للسنوات الثلاثة الماضية الأذرع الأمنية المشرفة على تأمين الأمن في مدينة "تل رفعت" بتشكيل اللبنة الرئيسية لشرطة "تل رفعت" المحلية، والفصائل العديدة مما يسمى بــ"الشرطة الحرة" التي هي في الحقيقة قوات عملت تركيا على تنظيمها في مناطق شمال محافظة "حلب" (منطقتي عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون") وبعد الدخول إلى المدينة ستلحقها من الناحية الإدارية والأمنية بقطاعي "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

4-كذلك تقرر إجراء انتخابات مجالس محلية وبلدية على غرار النظام الإداري المعمول به في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون السوريون، حيث تجري إدارة كل مدينة من قبل مجالسها المحلية على شكل حكم ذاتي وإشراف حكومة المعارضة المؤقتة (المتواجدة في تركيا)، وفي ذات الوقت يتم تنشيط نقاط التفتيش والحواجز الأمنية المتواجدة على أطراف المدن والقرى في هذه المنطقة التابعة للجيش التركي والروسي خلال اليومين المقبلين.

5- الجزء الأخير من اتفاق موسكو وأنقرة حول "تل رفعت" يختص بموضوع المهجرين في هذه المدينة. وبحسب الاتفاق الذي أبرم تقرر العودة التدريجية خلال الأسبوع القادم للمهجرين من "تل رفعت" والمناطق المجاورة إلى منازلهم في المدينة. التقارير حالياً تتحدث عن بدء تسجيل أسماء مهجري "تل رفعت" في شمال مدينة "حلب" لاسيما منطقة "اعزاز" ومركز "باب السلامة" الحدودي بهدف العدوة إلى مدينتهم.

و رضخت مدينة "تل رفعت" والمناطق المحيطة بها مثل "منغ"و"مرعناز"و"الشيخ عيسى"و"عين دقنة" منذ عام 2015 لسيطرة  مايسمى بــ"الجيش الحر" و"المعارضة السورية". وشكلت مدينة "تل رفعت" باعتبارها أقرب مدينة كبيرة في شمال "حلب" إلى مركز المحافظة مقراً مركزياً لفصيل "جيش الثوار" الإرهابي التابع لمجموعة ماتسمى بــ"الجيش الحر" والذي انشق بانعطافة واضحة عنه وانضوى في عداد التحالف الديمقراطي السوري المشكل حديثاً المسيطر عليه من قبل الانفصاليين الأكراد.

وبانعطافة "جيش الثوار " وانضمامه إلى قوات ماتسمى بــ"سوريا الديمقراطية" (قسد) هاجمت المليشيات الكردية المتواجدة في "عفرين"، "تل رفعت" وبعد انقضاء 3 أيام من المعارك العنيفة في هذه المدينة والمناطق المحيطة بها تمكنوا من السيطرة عليها. وعلى هذا المنوال، منذ منتصف عام 2015 خرجت "تل رفعت" عن سيطرة المعارضين السوريين، وبعد سيطرة الانفصاليين الأكراد على "تل رفعت" اتبعوا سياسات ذات طابع قوي في هذه المنطقة تسببت بتهجير الجزء الأعظم من سكان هذه المدينة البالغ تعدادها 300 ألف مواطن إلى تركيا.

في عام 2017 أيضاً توصلت مجموعة ماتسمى بــ"الجيش الحر" بزعامة "لواء المعتصم" إلى اتفاق مع أمريكا التي تعتبر الداعم الأكبر للانفصاليين الأكراد يقضي بتسليم المناطق العربية الواقعة شرق "دير جمال" على الأخص مدينة "تل رفعت" إلى "لواء المعتصم" و"الجيش الحر" و"درع الفرات" مقابل تقديم ضمانات حول الحفاظ على الأمن والعلاقات التجارية اليومية والطبيعية مع منطقة "عفرين". حظي هذا الاتفاق بموافقة المجالس المحلية الكردية المشرفة على إدارة منطقة "عفرين" أيضاً، لكن مباشرةً أقدمت روسيا على إرسال رسائل إلى "صالح مسلم" ومجلس قيادة الانفصاليين الأكراد في شمال سوريا في ذلك الوقت، ووقفت حائلاً دون تحقيق الاتفاق الآنف. ومنذ ذلك التاريخ دخلت القوات العسكرية الروسية إلى "عفرين" و"جنديرس "و"منغ" و"تل رفعت".

وخلال عملية "غصن الزيتون" التي أطلقها الجيش التركي لاحتلال مدينة "عفرين" أبدى "الجيش الحر" حساسية كبيرة حيال "تل رفعت" والمناطق العربية الواقعة شرق "دير جمال"، بيد أن أنقرة حالت دون تنفيذ عمليات في تلك المناطق-قبل السيطرة على "عفرين"- في هذا المقلب طالبت روسيا مقابل الخروج من "جنديرس" و"عفرين" إبقاء تواجدها في "تل رفعت" كونها تعتبر أقرب مدينة كبيرة في شمال "حلب" إلى مركز المحافظة. ومع ارتفاع جدية احتمال سقوط "عفرين" وفيما بعد "تل رفعت"، تم إرسال قوات جبهة المقاومة خاصة الوحدات العسكرية المدربة في محافظة "حلب" إلى "تل رفعت" و"عفرين" لكي تتصدي لانتهاكات وتجاوزات الجيش التركي على وطنهم الأم.

في خاتمة المطاف من ضروري أن نذكر النقطة الآتية؛ أن اتفاق مدينة "تل رفعت" والمناطق المحيطة بها يشكل فصلاً جديداً من علاقات التعاون بين روسيا وتركيا في الملف السوري. فمن جهة سيتم دمج قوات الشرطة المحلية المدربة على يد روسيا وتركيا في كيان واحد ومن جهة أخرى يقدم الجيشان الروسي والتركي ضمانات لجهة عدم تواجد أي قوات عسكرية سورية حليفة لهما.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة