محلل سياسي سوري لـ"تسنيم": روسيا تؤجل معركة الجنوب حتى انتهاء المونديال

محلل سیاسی سوری لـ"تسنیم": روسیا تؤجل معرکة الجنوب حتى انتهاء الموندیال

وسط التحذيرات الأميركية والدعم الإسرائيلي المتواصل للوجود الإرهابي في الجنوب السوري وخرق الإرهابيين لاتفاق "خفض التصعيد"، يبدو أن الجيش السوري وحلفائه قاب قوسين أو أدنى من بدء المعركة في جنوب غرب سوريا.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء في اتصال هاتفي مع المحلل السياسي السوري "حميدي العبد الله" تحدث عن المعركة وتداعياتها والسيناريوهات المحتملة.

* هل الجيش السوري بات غير آبه لتحذيرات الولايات المتحدة الأميركية في حال أطلق معركة الجنوب، وما انعكاساتها على معركة الشمال؟

لا شك أن معركة الجنوب السوري ستكون المعركة الحاسمة، لأنها تختلف عن كل المعارك السابقة التي خاضها الجيش السوري وطهر فيها أرضه من الإرهاب كمعارك "دير الزور وحلب والغوطة الشرقية"، باعتبار معركة الجنوب تعني معركة مع إسرائيل، تعني معركة مع الولايات المتحدة الأميركية، لتفكيك قاعدتها في التنف لأنها شرط من شروط أي حسم عسكري في سورية هذا من وجهة النظر الأميركية.

لذلك معركة الجنوب السوري ستنهي الحرب، بمعنى إن انسحاب القوات الأميركية بعد تفكيك قاعدتها في التنف سيقود إلى اختلال موازين القوى في سوريا وربما تحدث بعدها معركة الشمال السوري أو لا.

لهذه الأسباب فإن معركة الجنوب السوري حاسمة وأساسية والأكثر أهمية من كل المعارك السابقة فمع نهايتها ستنهي الحرب.

بمعنى أن الوجود الأميركي في سورية هدفه الرئيسي تأمين إسرائيل وقطع طرق التواصل بين العراق وسورية وفي حال تفككت قاعدة التنف وانتهت المعركة فبذلك تنتفي مبررات الوجود العسكري.

* ما السيناريوهات المطروحة التي ستسلكها المعركة إن بدأت؟

هناك عدة سيناروهات، أولها سيناريو المصالحة وتجنيب المنطقة معركة قد تكون الأقسى, والسيناريو الثاني أن تصر الولايات المتحدة على موقفها وتتم عملية الجنوب وتتطهر المنطقة من المجموعات الإرهابية المسلحة، بما يعنيه بكل تأكيد تدفق لللاجئين والإرهابيين إذا حسمت المعركة باتجاه الأردن أو الكيان الصهيوني، أما السيناريو الثالث والأخير هو أن تتدخل إسرائيل وأميركا لصالح جماعاتها في الجنوب السوري وتضع التحذيرات الأميريكية موضع التطبيق وبالتالي فستكون هناك المعركة الكبرى ذات البعد الإقليمي والدولي.

فكل شيء متوقف على السلوك الأميريكي والإسرائيلي فيما يتعلق بالسيناريوهات الثلاث.

* متى ستبدأ المعركة برأيكم؟

أستبعد في تقديري أن تبدأ المعركة قبل شهر من الآن إذا لم يكن هناك استفزازات قوية تدفع سورية وحلفائها للبدء بالمعركة، وأرجح أن تبدأ المعركة بعد انتهاء المونديال لعدة أسباب، أولها أن الدولة السورية تكون قد منحت كل الأطراف الوقت الكافي للوصول لتفاهم يجنب المنطقة المعركة، والسبب الثاني هو أن تكون الدولة السورية قد حشدت القوة الكاملةواستطلعت الوضع الميداني بشكل جيد ووضعت كل الترتيبات لمواجهة أي سيناريو محتمل كمواجهة أميركا وإسرائيل، والسبب الثالث هو أن روسيا قررت في أن لا يتم تحويل الأنظار عن كأس العالم، فهي ترغب حالياً على الأغلب الاهتمام بالمونديال والتركيز به وعدم تحويل الأنظار عنه، لأن المعركة ستحتل حيزاً كبيراً من الساحة الإعلامية وستحول الأنظار بكل تأكيد عن تستضافتها لكأس العالم 2018.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة