سماحة قائد الثورة الإسلامية: الشعب الإيراني سيهزم أمريكا وبقية الأعداء


سماحة قائد الثورة الإسلامیة: الشعب الإیرانی سیهزم أمریکا وبقیة الأعداء

أكد قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي خلال استقباله رئيس ونواب مجلس الشورى الإسلامي أن الشعب الإيراني بفضل الله والحفاظ على الترابط والتماسك الداخلي سيهزم أمريكا وبقية الأعداء.

أفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء نقلاً عن الموقع الإعلامي لمكتب سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي أن سماحته استقبل صباح اليوم (الاربعاء 20/6)  رئيس وأعضاء مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) وحشد من العاملين في مجلس الشورى الإسلامي، واعتبر سماحته أن المجلس يشكل الركن الركين للنظام الإسلامي وبحسب وصف الإمام (الخميني) الراحل (رض) فإنه يشكل عصارة الفضائل وهو يعني جوهر أجلّ مزايا وخصائص الشعب، مضيفاً: على النواب أن يعيروا اهتماماً بالغاً بمسألة سن القوانين وأداء مهامهم الرئيسية كالمسائل الهامة من قبيل "إيلاء أولويات البلاد أكبر اهتمام، حل مشكلات الناس لاسيما شرائح الطبقة الفقيرة والمتوسطة، العمل على عدم التأثر بالرؤى والأفكار الغربية، امتلاك الحس الثوري وتجنب الممارسات الأرستقراطية.

هذا واستهل سماحة قائد الثورة خطابه معتبراً أن خدمة الناس بصدق تعتبر من أعظم العبادات، مضيفاً: إذا كانت كافة إجراءات وسلوكيات وأحاديث النواب في سبيل الله وسبيل مرضاته فهي تعتبر خدمة حقيقة وتوجب التزلف قربى إلى الله تبارك وتعالى.

وأكد سماحته على ضرورة أن تتصاعد جودة وأداء البرلمان في كل دورة مقارنة بسابقتها، واعتبر أن نيل هذا الهدف مشروط بالعمل الدؤوب والمثابرة، معرباً: لتسنم الصدارة وامتلاك ناصية التفوق في ميدان الخدمة، فإن هذا مرتبط بالعمل الجيد واتخاذ الإجراءات وبذل الجهد.

وثمن سماحته التقرير الذي رفعه رئيس مجلس الشورى الإسلامي المتضمن الأعمال المنجزة واعتبره تقريراً جيداً، مضيفاً: المعايير الكمية مثل عدد القرارات المتخذة غير كافية لإجراء تقييم بل يتوجب قياس وزن القرارات لجهة إدارة البلاد يعني مدى تأثير القوانين في تطور ايران وارتقائها  ومعالجة مشكلات الناس.

وأشار سماحة قائد الثورة الإسلامية إلى وصف الإمام الراحل للمجلس بأنه يشكل "عصارة فضائل الشعب" معرباً: الشعب الإيراني على مر التاريخ كان رمزاً للفضائل من قبيل "الإيمان، العلم، الثقة، الاعتماد على الذات، الاستقلال، المقاومة والاعتزاز بمكتسباته" وبناءً على هذا الأساس يتوجب أن يكون برلمانه وأعضاء برلمانه عصارة لهذه الفضائل ومظهراً للاعتزاز الوطني والاقتدار ومتانة النظام الإسلامي وقوته.

وفي السياق ذاته أكد سماحته: لا يجب أن يكون البرلمان أنموذجاً للتردد والاستهانة بالقدرات الذاتية، واليأس والقنوط واللامبالاة وعدم الاهتمام بقضايا البلاد، ولا يجب النظر إلى الإمكانيات والقدرات الوطنية نظرة سأم ويأس.

ونوه سماحته إلى نموذجين تاريخيين حول غزو الأعداء يعني تقاطر السلاجقة والمغول إلى ايران وأشار سماحته أيضاً إلى دخول الإسلام العزيز إلى ايران، معرباً: على مر كل هذه المراحل حافظت اللغة الفارسية والثقافة والفن والحضارة الإيرانية على كيانها محرزة تطوراً يوماً بعد يوم وهذا دليل اقتدار ومناعة الشعب.

وأشار إلى العداوات التي لقيها الشعب الإيراني خلال الأربعين عام المنصرمة، مضيفاً: مضت أربعون عاماً والجبهة المترامية الأطراف من الأعداء كما حدث في غزوة الأحزاب في صدر الإسلام، مارست كافة أنواع الإجراءات العدائية ضد الشعب الإيراني من قبيل إثارة الحروب وفرض العقوبات وإحاكة المؤامرات الأمنية. بيد أن اليوم؛ العلم والاقتدار والتطور والعظمة وتواجد ايران المتصاعد على الساحة الدولية لا يمكن مقارنته بالأيام الأولى للثورة.

وأجمل سماحته ما جاء في خطابه في هذا السياق مخاطباً نواب البرلمان، قائلاً: الشعب الإيراني شعب فخور وخلاق، لذلك لأنكم تشكلون عصارة فضائل هذا الشعب، انظروا إلى أنفسكم وإلى البرلمان من هذا المنطلق وقوموا بواجباتكم.

واعتبر سماحة قائد الثورة الإسلامية أن "استنان القوانين والتشريعات ورسم مسارات الحركة التنفيذية في البلاد" من أهم واجبات البرلمان، وضمن تأكيده على التصاعد المستمر لجودة عملية استنان القوانين، ذكر نقاط هامة في هذا السياق، وقال سماحته: الاهتمام بالقضايا التي تحظى بأولوية في البلاد وتجنب استنان قوانين بقضايا ليست بذات أهمية كبيرة" كانت النقطة الأولى التي أضاء عليها سماحته.

وخاطب سماحته النواب قائلاً: لديكم مهلة أربعة سنوات فقط لخدمة الشعب، لذلك استثمروها لحظة بلحظة على استنان القوانين حول أهم القضايا والتي تحظى بأولوية كبيرة. وشدد سماحته في خطابه للنواب على "تطبيق القوانين" و" تجنب إصدار قوانين في قضايا تتعارض مع مصلحة الشعب".

وفي السياق ذاته حول المعاهدات والاتفاقيات الدولية قال سماحته: يجري إعداد هذه المعاهدات في البداية داخل غرف التفكير وصناعة القرار لدى القوى العظمى هادفة من وراء ذلك لصون مصالحها ومنافعها، وبعد ذلك بعد أن تلتحق الدول السائرة في ركبها أو التابعة لها أو الخائفة تأخذ هذه المعاهدات شكلاً دولياً في الظاهر، بحيث أن دولة مستقلة مثل ايران لا تعترف بهم، يشنون ضدها أعتى الهجمات وأعنفها، قائلين أن هناك 150 دولة قبلوا الأمر فيكف ترفضونه أنتم؟.

وتطرق سماحته إلى توضيح المسار الصحيح للتعامل مع هذه الاتفاقيات، مضيفاً: كما قلنا حول " بعض الاتفاقيات الدولية التي أثيرت مؤخراً داخل البرلمان"، فمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) هو مجلسٌ سديد الرأي وناضج وعاقل، يجب أن يستن القوانين في قضايا مثل مكافحة الإرهاب أو مكافحة غسيل الأموال باستقلالية.

وأضاف سماحته: دون شك من الممكن أن يكون مضمون بعض الاتفاقيات الدولية جيداً لكن لا حاجة ضرورية للانضمام إلى هذه الاتفاقيات استناداً إلى مضمونها، ولا ندرك أهدافهم الخفية أو نعرف أنهم يعانون من مشكلات.

وفي خطاب سماحته وتناوله قضية ضرورة استنان القوانين، أضاف: في المقام الأول يجب أن يوضع القانون لجهة معالجة مشكلات الناس لاسيما الطبقات الفقيرة والمتوسطة، بحيث لا يتم احتكار الأدوات بيد القادرين والأثرياء. "مراعاة الجوانب المعرفية بالكامل من خلال الاستفادة من المقدرات التي يقدمها مركز الدراسات في البرلمان وأيضاً أراء ورؤى وأفكار النخب خارج البرلمان" كانت إحدى النقاط التي أوصى سماحته النواب بها.

كما انتقد سماحته التأثر في المجلس بالرؤى والعقائد الغربية بما يتعلق بموضوع بحث القضايا المرتبطة بالعائلة، قائلاً: فلتكن مسألة استنانكم للقوانين تهتم وتتابع قضية إيجاد حلول حقيقة للمشكلات. وأعرب سماحته: أسلوب الحياة الغربية يتنافى مع المعنى الحقيقي للعائلة، وخلق للغربيين مشكلات عصية على الحل، لذلك وضع قوانين وتشريعات تهدف إلى حل مشكلات العائلات الإيرانية لا يجب أن يجري بالاقتداء بالنظرة الغربية إلى المرأة والابن والأب والأم. " استنان قوانين حول أولويات البلاد الهامة يعني حل المعضلات الاقتصادية" وهذا إحدى النقاط الأخرى التي طرحها سماحة قائد الثورة على النواب أيضاً.

وأعرب سماحته عن تقديره حول الاجتماع الذي عقد بين رؤساء ومسؤولي السلطات الثلاثة لحل المشكلات الاقتصادية، قائلاً: يجب أن يعقد هذا الاجتماع وبعزم قوي يتوجب المضي قدماً في طريق حل المشكلات الراهنة وعلى المجلس أن يسير في هذا الركب ولا يعطي فرصة للأعداء لاستغلال المشاكل الاقتصادية. "تحديث وتنقيح القوانين"،" شطب بعض القوانين القديمة التي فقدت فلسفة وجودها ومنطق إقراراها" ،" إزالة بعض القوانين المتضاربة والمثيرة للمشكلات مثل تقديم التسهيلات في مجال العمل" كانت نقاطاً طرحها سماحة قائد الثورة واعتبرها تقع في خانة الضروريات لسن قوانين في بيت الشعب "البرلمان".

وانتقد سماحته عدم تطبيق أو التأخير في تطبيق القوانين في بعض المؤسسات، مؤكداً: القانون يُستن للتطبيق وعلى البرلمان أن يتابع مسألة تطبيق القوانين بشكل جدي وحثيث.
وأكد سماحة قائد الثورة الإمام السيد الخامنئي على انتهاج السلوك الثوري من قبل النواب بمعنى "سلوك حكيم ومدبر ومجاهد"، معرباً: أثناء أدائكم القسم تعهدتم المحافظة على أسس وإنجازات الثورة والنظام الإسلامي والالتزام بهذا القسم ليس ممكناً سوى باتباع السلوك الثوري بمعناه الصحيح. وإذا لم يتم الالتزام بهذا التعهد يغدو تواجد النائب في البرلمان من ناحية الدستورية والشرعية أمراً إشكالياً.

وأشار سماحته إلى وصيته الدائمة لمسؤولي البلاد حول "الإدارة الجهادية" قائلاً: يجب أن تظهر الروح العالية والإيمان والمحفز الثوري على سلوك وأحاديث وإجراءات نواب البرلمان. "التواجد في الوقت المناسب في اللجان وتحت قبة البرلمان"، "تجنب القيام بأسفار خارجية غير ضرورية" و" تجنب الممارسات الأرستقراطية" كانت من  ضمن التوصيات التي تفضل بها سماحته للنواب.

واعتبر سماحته أن "الأرستقراطية" الطامة الكبرى في البلاد، مضيفاً: إذا ساد الخلق والطبع الأرستقراطي وغدا جزءاً من حياتنا فإن عواقبه السلبية كالانهيارات لن تتوقف على الإطلاق مما يعقد الأوضاع.

واعتبر سماحته أن "مسألة مراقبة سلوكيات النواب" أهم بكثير من مراقبة البرلمان للحكومة والمجموعات الأخرى، مؤكداً: اللجنة التي استحدثت في البرلمان في هذا السياق يجب تعزيزها ويتوجب بكل ما للكلمة من معنى الإشراف على ومراقبة سلوك النواب.

واعتبر سماحته أيضاً أن أداء مجلس الشورى الإسلامي "البرلمان" باعتباره ركن رئيسي من أركان النظام حتى اليوم أداءً جيداً ويحرز تقدماً، مؤكداً: يجب تعزيز هذه الحركة بقوة لأن البلاد تحتاج إلى تقوية البنية الداخلية للشعب والنظام.

وأشار سماحة قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي إلى الانكشاف المتصاعد للخبث الذاتي للمستكبرين الدوليين، مضيفاً: الاطلاع على مشاهد الإجرامية إبعاد آلاف الأولاد عن أمهاتهم في أمريكا تثير داخل الإنسان الحزن والألم، لكن الأمريكيين بغيلة وخبث كبير يفصلون الأولاد عن والديهم المهاجرين.

واعتبر سماحته أن الهجمات الإجرامية والدموية التي تقوم بها عدة دول تمتلك أسلحة متطورة بهدف احتلال ميناء وإخراجه من يد الشعب اليمني المظلوم أنموذجاً أخر للذات الخبيثة للمستكبرين في العالم، مضيفاً: أعداء الإنسانية هؤلاء بسبب مقاومة ومطالبة ايران بتحقيق العدالة يقابلون الجمهورية الإسلامية بالخصومة والعداوة، لكن الشعب الإيراني بفضل الله والحفاظ على الترابط والتماسك الداخلي سيهزم أمريكا وبقية الأعداء.

وأعرب سماحته: هؤلاء المجرمين هم "شمر" زمانهم وكما قال القرآن المجيد، لا عهد ولا ذمة لهم، وهذه الحقيقة بات الشعب الإيراني اليوم يدركها جيداً.
وختم سماحة قائد الثورة الإسلامية في ايران الإمام السيد علي الخامنئي، مؤكداً: أعداء الشعب الإيراني بالمعنى الكامل للكلمة هم مبتزين ومستكبرين، وأنه لأمر طبيعيٌ ألا يرضخ النظام والشعب والمسؤولين الإيرانيين لأي مبتز مختال.

وقبل خطاب سماحة قائد الثورة قدم رئيس البرلمان تقريراً حول الإجراءات والأعمال التي قام بها البرلمان في مجال مراقبة استنان القوانين، قائلاً: تم عقد 200 جلسة علنية في البرلمان وتم إقرار 109 قانون و14 قضية بحث وتقصي.

ونوه علي لاريجاني إلى بعض القوانين التي تم إقرارها في البرلمان، معرباً: تم تخصيص 26 جلسة في البرلمان لمناقشة قضايا هامة مثل قضية بحث أوضاع صناديق التقاعد، مشكلات المياه، المسائل النووية والإقليمية، أوضاع البنوك والعمل وأولويات البلاد الاقتصادية.

وأضاف رئيس البرلمان: مشكلة التضخم والمشاريع التنموية الغير منجزة حظيت باهتمام البرلمان وفي الميزانية الحالية تم إتباع آليات جديدة لحل تلك المسائل.

واعتبر لاريجاني أن حساسية النواب اتجاه الإجراءات العدائية الأمريكية ومواجهة العقوبات أمر بالغ الجدية، مضيفاً: خلال الظروف الحساسة تجاوزت ايران اليوم بالتدابير التي يتخذها سماحة قائد الثورة الإسلامية بحكمة وحذاقة برأس مرفوع هذه التحديات.

وأضاف رئيس البرلمان: البرلمان بكل طاقته ومقدراته يقف متصدياً لمؤامرات الأجانب، وسوف يتعاون بصدق مع السلطات الأخرى لجهة تأمين الامن والسعادة للشعب الإيراني لاسيما في الأبعاد والمسائل الاقتصادية.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة