الضغط والقلق.. للمواقف الأكثر حسماً

الضغط والقلق.. للمواقف الأکثر حسماً

قد يتخذ المرء بعضاً من أكثر القرارات أهمية في حياته خلال مواقف يشعر فيها بالتوتر والقلق ويتعرض للضغوط.

وقد أجرى الباحثان "نيل غريت" و"تالي شاروت" بحثاً عن طبيعة العمل  التي تتباين فيما بينها، بين الهدوء والأجواء المحمومة.. وهذا التباين يوفّر الوضع المثالي لإجراء تجربة حول كيف يمكن أن تتغير قدرة المرء على استخدام المعلومات، حينما يشعر بأنه تحت الضغط.

وخلص الباحثان إلى أن الإحساس بوجود تهديدٍ ما، يستثير رد فعلٍ ينجم عن شعور المرء بالتوتر والضغط، كما أظهرت الدراسة أن البشر عادةً ما يكونون متفائلين إلى حدٍ بعيد، فهم يتجاهلون الأخبار السيئة ويحتفون بنظيرتها الجيدة.

وعندما تمر بحوادث تنطوي على توتراتٍ وضغوط، سواء كانت ذات طابعٍ شخصيٍ (كأن تكون في انتظار تشخيص طبيبٍ لسبب وعكتك الصحية) أو لها صبغةٌ عامة (كمواجهة اضطراباتٍ سياسية)، ينشأ تغيرٌ فسيولوجي يمكن أن يجعلك تتابع التحذيرات والمؤشرات المُنذرة بمختلف أنواعها، وأن تولي اهتمامك لمراقبة ورصد أي شيء لا يمضي على ما يرام.

وقد كشفت دراسةٌ أن "التحول أو التبدل" كان مرتبطاً بزيادةٍ مفاجئةٍ في قوة إشارةٍ عصبيةٍ مُهمة لعملية التعلم، تُعرف باسم "خطأ التنبؤ"، وتحدث تحديداً كرد فعلٍ على ظهور إشاراتٍ غير متوقعة تفيد بوجود خطر، مثل رؤية وجوهٍ يرتسم الخوف على ملامحها.

وربما تكون هذه الآليات العصبية والعلاقات فيما بينها قد ساعدت البشر في قديم الزمان على البقاء على قيد الحياة، فقدرة أسلافنا على التعرف على المخاطر وإدراكها زادت بفعل عيشهم في بيئاتٍ ربما كانت تكتظ بحيواناتٍ تتضور جوعاً، وهو ما ساعدهم على تحاشي الوقوع ضحيةً للحيوانات المفترسة.

أما في البيئات الآمنة، فقد كان بقاء المرء في حالة تأهبٍ قصوى طيلة الوقت سيشكل تبديداً لطاقاته، وهو ما يعني أن "الجهل" ولو بقدرٍ معين، يمكن أن يساعدك على أن تصبح خالي البال ومستريح الذهن.

ولذا فإن "التبدل والتحول العصبي"، الذي يزيد تلقائياً قدرتك على التعامل مع الإنذارات والتحذيرات - استجابةً للتغييرات التي تشهدها البيئة المحيطة بك - أو يقلل من هذه القدرة، ربما يكون ذا فائدة، وفي حقيقة الأمر، يبدو الأشخاص المصابون بالاكتئاب والقلق غير قادرين على التوقف عن التأثر بكل الرسائل السلبية الموجودة في محيطهم، ومن الأهمية إدراك أن الشعور بالضغوط والتوتر ينتقل بسرعةٍ من شخصٍ لآخر.

/انتهى/

أهم الأخبار ثقافة ، فن ومنوعات
عناوين مختارة