أبو مجاهد لـ تسنيم: مسيرات العودة صوّبت البوصلة..والطائرات الورقية "سلاح قوّة"

أبو مجاهد لـ تسنیم: مسیرات العودة صوّبت البوصلة..والطائرات الورقیة "سلاح قوّة"

شكلت مسيرات العودة في فلسطين عامل "قلق" في الداخل الإسرائيلي، كما استطاعت المقاومة بإمكانياتها البسيطة من خلق سلاح "فعّال" و"مرعب".

للحديث عن مسيرات العودة وما حققته من نتائج على الأرض، إضافة إلى "الطائرات الورقية"  ذلك السلاح الفعال في إيلام "إسرائيل" كان لوكالة تسنيم الدولية للأنباء حديث خاص مع "الحاج إسماعيل السنداوي" (أبو مجاهد) مسؤول الساحة السورية في حركة الجهاد الإسلامي.

إحياء للشعور الوطني

وعمّا حققت مسيرات العودة من نتائج على الأرض قال "أبو مجاهد":

"لقد فاجأ الفلسطينيون العالم و المجتمع الدولي بعد إحياء يوم الأرض من خلال مسيرات العودة؛ هذه المسيرات التي خرجت باتجاه الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مؤكداً أن هذه المسيرات أحيت الشعور الوطني لكافة أطياف الشعب الفلسطيني."

وأضاف "السنداوي": "اعتقدَ الاحتلال والإمبريالية الأمريكية بأنهم نجحوا خلال هذه الفترة مما أسموه "الربيع العربي" و"مشروع أوسلو"، وأنّ الشعب الفلسطيني تحول إلى شعب يبحث عن لقمة العيش و أصبح غير مهتم بقضايا التحرير والمقاومة، وبأن العالم العربي غير مهتم بالقضية الفلسطينية، وهناك أكثر من 10مليون لاجئاً في الوطن العربي؛ في عواصم ومدن عربية مدمرة."

موضحاً بأن "الاحتلال" لم يعد مجرد تطبيع فقط، أو أنّ "إسرائيل" عدوٌ، بل  باتت أكثر من حليف وأحدثت عملية انقلاب طالت الفكر والممارسة و شملت الشعبي والرسمي."

تصويب للبوصلة

وأكّد "السنداوي" أنّ "مسيرات العودة هي من صوبت البوصلة باتجاه القدس بعد قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، مشيراً إلى ما أعتقده أصحاب المشروع الصهيوني الإمبريالي في المنطقة، من خلال حصار قطاع غزّة، بأن تخرج الجماهير بمظاهرات عارمة ضد فصائل المقاومة، وتحمّلها سبب الحصار و الفقر و البطالة، إلا أن مسيرات العودة قلبت السحر على الساحر فخرجت الجماهير ضد "الاحتلال" مطالبة برفع الحصار الجائر على قطاع غزة، و فتح المعابر والسماح بحرية الحركة بين الضفة الغربية و غزة و فتح معبر رفح بشكل كامل."

وأردف "كانت أبلغ رسالة من خلال مسيرات العودة عندما سميت جمعة من غزة إلى حيفا، و هذا تأكيدٌ من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة بأن أرض فلسطين واحدة و أن المقاومة هي عنوان وحدة الأرض و وحدة الشعب، فمسيرات العودة عملت على إحياء وضع القضية الفلسطينية في مكانها كقضية أولى للعرب والمسلمين."

وأشار "السنداوي" إلى "أن الإدارة الأمريكية والصهيونية والرجعية العربية سعت وعملت على تراجع مكان القضية الفلسطينية وأصبحت تنادي بأن "إيران" هي العدو المشترك بين الرجعية العربية وإسرائيل."

رأي عام متضامن

أكد "السنداوي" أن "مسيرات العودة أظهرت الوجه الحقيقي لـ"لاحتلال" الذي يقتل الأطفال مثل ياسر أبو النجا ابن العشرة أعوام والذي قُتل بدم بارد والمسعفة الشابة رزان النجار، مبيّناً أن كل جرائم الاحتلال ومسيرات العودة جعلت الرأي العام الدولي الشعبي يتضامن مع فلسطين بأرضها وشعبها، ونشطت حركات المقاطعة الأوروبية، وكان آخرها إلغاء المباراة بين منتخب إسرائيل و الأرجنتين ."

"كما أن مسيرات العودة رفعت القناع عن وجه هذا "إسرائيل" المجرم؛ التي كانت خلال السنوات السابقة أكثر دول العالم أمناً وتحدث عنها ترامب بأنها واحة الديمقراطية."

رمز القوة

وعن استخدام المقاومة لـ"الطائرات الورقية" كسلاح فعّال في إيلام "إسرائيل" أكّد "السنداوي" أن المتظاهرين استخدموا الطائرات الورقية خلال مسيرات العودة والتي أصبحت رمز القوة رغم بساطتها فهي تكلف بضع سنتات من الدولار فيما يكلف "صاروخ اعتراض" من 50 الى 100 ألف دولار."

وأضاف "استخدم المتظاهرون الأدوات البسيطة من أجل إسقاط طائرات الاستطلاع التي كانت تقوم بتصوير خيام العودة، كما أسقطوا عدة طائرات بالمقلاع أو من خلال شباك الصيادين، مبيّناً أن خسائر الاحتلال من خلال هذه الطائرات الورقية الحارقة تقدر بملايين الشواكل وآلاف الدنمات."

أضعف من أن تواجه المسيرات

ولفت إلى أن "إعلان "إسرائيل" قصفها لمستودع للطائرات الورقية و قصف سيارة أحد مطلقي الطائرات الورقية الحارقة، ما هو إلا تعبير عن ضعفها وفشلها في مواجهة مسيرات العودة، مشيداً بهؤلاء الصبية الذين يقارعون الاحتلال الذي لا يقهر بالأدوات البدائية و البسيطة، ورغم حجم الخسائر التي بلغت أكثر من ثلاثة عشر ألف جريح و مئة و ثلاثة عشر شهيداً استمرت مسيرات العودة ."

كما أشار "أبو مجاهد" إلى محاولات لتقديم رشاوي للشعب الفلسطيني لوقف هذه المسيرات؛ من خلال وعود بتخفيف الحصار و السماح بحرية الحركة, إضافة إلى تصريحات قادة الاحتلال بأن هذه المسيرات أصبحت خطراً وجودياً على الاحتلال، منوّهاً في ذلك إلى قول الوزير نفتالي بنت "يجب التعامل مع مطلقي الطائرات الورقية على أنهم مطلقي صواريخ. "

وختم "أبو مجاهد" "مسيرات العودة أفشلت صفقة القرن بكل تداعياتها، وهذه غزة وجماهيرها التي خرجت عام 1958 ضد مشروع "جونسون" لتوطين الفلسطينيين في سيناء تعيد الكَرّة مرة ثانية و ترفض صفقة القرن، وتؤكد على تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر."

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة