النقاش لــ" تسنيم": رسالة إيران لموسكو تحتوي على كيفية المواجهة مع أميركا

النقاش لــ" تسنیم": رسالة إیران لموسکو تحتوی على کیفیة المواجهة مع أمیرکا

خاص / تسنيم || في ظل زيارة المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية علي اكبر ولايتي إلى روسيا اليوم، لتسليم رسالة من سماحة الإمام السيد علي الخامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كثرت التكهنات حول أهداف هذه الزيارة وتوقيتها وفحوى الرسالة المنقولة.

وحول هذه القضايا أكد الكاتب والمحلل السياسي "أنيس النقاش"، منسق شبكة "أمان" للبحوث والدراسات الاستراتيجية في بيروت لوكالة تسنيم الدولية للأنباء أن الموضوع الأساسي للزيارة سيكون الملف النووي وتداعياته الاقتصادية والقرارات الأمريكية لاشك في ذلك والرسالة ليست فقط لروسيا بل هي أيضاً للصين التي بدأت تأخذ قرارات واجراءات من أجل مساعدة إيران على الخروج من هذه الأزمة.

وأضاف بأن الرسالة تحوي نظرة استراتيجية لإيران لكيفية المواجهة الكبرى مع القرارات الأمريكية ووضع حلفائها الصين وروسيا بهذه الأجواء، لأنهم سيشاركون هذا التحدي، وهذا لايعني أن المباحثات قد تركز فقط على الملف النووي، لأن تشابك الأمور حسب المطالب الأمريكية لا تتوقف عند الملف النووي، ونتذكر أن ترامب بشروطه لم يطالب فقط بوقف التخصيب بل  بوقف الدور الإيراني في المنطقة الذي يتمثل بدعم المقاومة ومشروع الصواريخ، فإذاً الاستراتيجيات ستنسق مع إيران وروسيا والصين بكل هذه المواضيع.

وعما إذا كانت هذه الخطوة تؤكد المصالح المشتركة للروس والإيرانيين، أكد بأن هناك خطوات مشتركة ليست فقط بين روسيا وإيران، بل إن الزيارة ستشمل أيضاً بكين، لأن الصين شريك بهذا الموضوع والرسالة واحدة للبلدين والأطراف كلها تحتاج إلى بعضها البعض، والكل يعرف أن هناك حرب اقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وهناك تآمر على أمن الفيدرالية الروسية من قبل الأطلسي وتقدم الأطلسي نحو الحدود الروسية، بالتالي العقوبات أيضاً على روسيا اقتصادية من قبل الأوروبيين والأميركيين.. لذلك يجعل هذه الأطراف شريكة بمحور واحد لمواجهة الضغوطات الغربية التي تقودها أميركا، مشيراً إلى أنهم بحاجة لبعضهم البعض أولاً في أمنهم الداخلي ثانياً في مواجهة الحملة الأمريكية للحرب الاقتصادية والحرب الناعمة وحتى العسكرية.

هل تلبي رؤية بوتين بالتوازن والتعاطي بين الشرق والغرب طموحات إيران؟  

كان للناقش رأي في هذه المعادلة، فبوتين يدعو في السياسية إلى توازن وعلاقات إيجابية بين الشرق والغرب والصين تدعو إلى ذلك، وإيران ليست أيضاً مع الصدام بين الشرق والغرب وهي تدعو إلى العدالة من خلال هذه الشراكة الشرقية الغربية، ولكن هناك فرق كبير، والحديث للنقاش، بين التوجهات وبين أن تكون عارفاً ومدركاً أن الغرب ليس في وارد التفاهم وليس في وارد حفظ مصالح الجميع في مرحلة التصادم، وبالتالي في نفس الوقت الذي تدعو فيه لتوازن "الشرق – الغرب" يجب أن تستعد للصدام لأن الغرب بتواجد أمريكا لايريد التوازن، بل يعلن أنه يريد أن يحارب الصين ويريد أن يستعيد قوته وتفوقه الدولي، وأنه لايريد شراكة دولية.. بالتالي إعلان النوايا شيء ومعرفة السياسات شيء أخر.

وعن إمكانية دخول العلاقات الروسية الإيرانية مرحلة جديدة وانفتاح في العلاقات الاقتصادية والمالية على مستوى البلدين فضلاً عن تأثيرهما على الشرق الأوسط، اعتبر المحلل والكاتب السياسي أن ما هو متفق عليه قبل انسحاب أميركا من الاتفاق النووي هو التعاون بين روسيا وإيران من أجل محاربة الإرهاب، الذي يهدد أمن منطقة غرب آسيا،  يعني الشرق الأوسط، ويهدد أمن الفيدرالية الروسية لأن الإرهاب يطال الجميع بما فيها الصين أيضاً.

وأوضح النقاش أنه يجب على الأطراف الثلاثة أن ينسقوا سياساتهم حول ما جرى في مؤتمر "أوراسيا" ووفد آسيا، قائلاً: هذا الأمر قطعوا فيه أشواط كبيرة اقتصادياً من الحيث التجارة الحرة والتعامل بالعملة المحلية، والآن الهجوم الأمريكي على الصين والعقوبات واستمرار الضغط على روسيا وخروج أميركا من الاتفاق النووي يقرب ويقوي هذا التحالف الروسي الإيراني الصيني من أجل مواجهة الولايات المتحدة، مؤكداً على أنه كل مارفعت أميركا مستوى الصدام كلما تعزز التحالف بين هذه الأطراف لمواجهته وهو طبعاً سيزيد من التحالف والتقارب بين وجهات النظر وتنسيق الخطوات بين البلدان الثلاثة.

/انتهى/

  

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة