سفر ولايتي لموسكو فصل جديد في العلاقات الايرانية الروسية


سفر ولایتی لموسکو فصل جدید فی العلاقات الایرانیة الروسیة

يعتبر سفر مستشار السيد القائد إلى موسكو له أهمية كبيرة في إقرار سياسة التوزان الاستراتجية وإحباط الضغوطات الممارسة من قبل الدول الأوروبية على إيران.

اعلن السيد على خامنئي في وقت سابق أمام جموع الناس في مدينة تبريز إن السياسة الخارجية المتبناة من قبل المسؤوليين الإيرانيين تولي الأولوية لترجيح الشرق على الغرب و الجار على الغريب والتقرب من الدول التي تجمعنا بها مشتركات واحدة على غيرها من الدول.

في هذا السياق أًعلن الثلاثاء الفائت عن سفر السيد على أكبر ولايتي إلى موسكو كمبعوث خاص من السيد على خامنئي ورئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بهدف إبلاغ رسائل من هذين الاخيرين إلى الرئيس الروسي السيد فلاديمير بوتين.

وقال السيد قاسمي أن هدف الرسالة "التأكيد على أهمية العلاقات الايرانية الروسية".

ويأتي السفر في ظل تأكيد البلدين على أن سياساتهما الخارجية إنما تصب في المقام الأول في الدفاع عن مصالحهما الوطنية التي تلقى تهديداً من الغرب فقد دأبت الدول الغربية وأمريكا في السنوات الاخيرة على فرض ضغوطات عسكرية وعقوبات اقتصادية وحملات إعلامية على كلا البلدين.

 في ظل هذه الظروف تبرز حاجة البلدين إلى التعاون المشترك للتقارب في القرارات على صعيد السياسة الخارجية، والتنسيق في القضايا الدولية وقضايا المنطقة، وتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية، و تشديد التعاون لمواجهة الهجمات الإعلامية ضدهما.

لقد أثمر التعاون الايراني الروسي في مجال محاربة الارهاب الدولي ثماره، وعلى الرغم من كل ما تبثه وسائل الاعلام والسياسيون الغربيون حول روسية وايران فإن البلدين  يعدان من أكثر الدول ثباتا وإصرارا في مكافحة الارهاب والحد من انتشاره.

لقد ساعد التعاون العسكري – السياسي بين روسيا وإيران فيما يتعلق بالشأن السوري في استقرار الوضع في هذا البلد إلى حد كبير، فكان حصيلة هذا التعاون القضاء على داعش والجماعات الارهابية ومنع امتداد الصراع إلى أماكن أخرى وايجاد الظروف المناسبة لدفع العملية السياسية فيه.

و ساهم كل من البلدين في التحضير لمؤتمر الاستانا للسلام والذي انتهى باجتماع الأطراف المعنية تركية وروسيا وإيران في مدينة سوتشي الساحلية، وتمخض عن هذا المؤتمر إقامة "مؤتمر الحوار الوطني السوري" وإقرار خطة من 12 فقرة تضمت التأكيد على احترام السيادة السورية ووحدة أراضيها.

كما أكد كلا البلدين على ضرورة وجود برنامج عمل مشترك وشامل حول ملف إيران النووي والتعاون المتشرك بين البلدين على هدي من الإطار الذي اتفق عليه البلدين.

وبعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي والوعود الاوروبية الغير واضحة فإن ترسيخ وتوسيع العلاقات بين الطرفين غدا ضرورة لها من الاهمية مالها.

واليوم يًقيّم سفر السيد ولايتي لموسكو على أنه تأكيد لسياسية التوازن الاستراتجية  وإبطال للضغوطات الغربية على إيران.

كما وقد قدم السيد ولايتي في يوم التاسع من أيار في جلسة حول "التجربة المستدامة" إيضاحات مهمة حول سياسة "النظرة الاستراتيجية إلى الشرق" وأهميتها وضرورتها.

وفند السيد ولايتي خلال حديثه الحجج التي يتخذها البعض من المنحازين للعلاقات مع الغرب فقال: للأسف فإن المنحازين للغرب والجهلة يقاومون هذه الاستراتجية و يرى بعضهم أن روسيا قد أخلفت فيما مضى بوعودها ونقول لهؤلاء: وهل قدم لنا الجانب الاوروبي كل ماطلبناه ؟! إن كل بلد إنما يهتم لأمر مصالحه وحسب، ونحن تلتقي مصالحنا القومية مع مصالح الروس والصينين في جوانب متعددة ومختلفة ونستطيع أن نعمل معا، فالروس و بدون أدنى ترديد استخدموا حق النقض الفيتو ضد اقتراح  قدمه الانكليز في الأمم المتحدة ضد إيران.

 ورأى السيد ولايتي أن مثل هذه المآخذ إنما تعود إلى سياسة القطبين السابقة والدعاية ضد الشيوعية، وأضاف: ليس في نية الروس الكذب على الإيرانيين ونحن اليوم نتعاون معا في مجال القضايا الدفاعية وقد أعطانا الروس كل ماطلبناه منهم، والمفاعل الذي ترونه اليوم كان من المقرر أن يقوم على بنائه الألمان الذين أخلفوا بوعودهم بعد قيام الثورة الاسلامية فجاء الروس وبنوه لنا وأعطونا من الأشياء ما لن تعطيه لنا أوروبا.

وقال حول الصين: لقد تعاونا مع الصين عندما كانت العقوبات في ذروتها وبلغت المبادلات التجارية بيننا 52 مليار دولار لقد إهتم السيد القائد ومنذ زمن بعيد بالعلاقات مع الشرق وقد قال في لقاء له مع الرئيس الصيني بأننا الايرانيين نريد علاقات استراتيجية معكم وهم أرادوا ذلك، ولذلك فإن التعامل مع الشرق و دوله هو أكثر راحة وأمنا لنا من التعاون مع الدول الغربية و لايجب أن ننصاع لرغبة البعض ممن يحبون باريس أكثر من موسكو.

في السنوات الاخيرة لم يكون سوى الروس على استعداد لتقديم ألاتهم الحربية لنا من مثل ميغ 29 و سوخوي 24 والغواصات الحربية.

ولما كان الدولار العامل والحاكم الأول في الضغوطات الاقتصادية على إيران ولما كان الأوروبيين يتبعون سياسيا لأمريكا وأن استقلوا عنها في عملتهم اليورو فإن استغلال هذا الأمر سيزيد من العقوبات الاقتصادية على إيران ولذلك كان التعامل مع الدول الشرقية المتعددة العملة النقدية أفضل بكثير لتجنب الضغوط الاقتصادية للأعدء في المستقبل.

/انتهى/  

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة