أصفي لـ تسنيم: حريٌ تعزيز علاقات ايران الاستراتيجية مع روسيا.. ماهي مؤشرات جلوس بوتين مقابل ولايتي؟


أصفی لـ تسنیم: حریٌ تعزیز علاقات ایران الاستراتیجیة مع روسیا.. ماهی مؤشرات جلوس بوتین مقابل ولایتی؟

أجرى متحدث وزارة الخارجية الإيرانية الأسبق وأحد الدبلوماسيين الإيرانيين المخضرمين لقاءً مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء تناول محللاً زيارة ولايتي الهامة لروسيا وأهمية العلاقات الاستراتيجية الإيرانية مع موسكو.

في أعقاب تخبطات وتلوي الأوربيين حول مسألة كيفية استمرار علاقاتهم مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بما يختص بالاتفاق النووي بعد انسحاب أمريكا منه، وصل  علي أكبر ولايتي المستشار الدولي لسماحة قائد الثورة الإسلامية (الأربعاء 11/7) الى روسيا كمبعوث خاص لسماحته ولرئيس الجمهورية، وخلال لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقر إقامته الواقع في منطقة " نوفو أوغاريوفو" شمال غرب العاصمة موسكو، أبلغه رسائل سماحة قائد الثورة ورئيس الجمهورية.

حيث أكد الطرفين خلال اللقاء على ضرورة تعزيز العلاقات الجانبية على كافة الصعد في القطاعات الدفاعية والنفطية والنووية والصناعية والزراعية وتطوير التجارة و... وتبادلا الآراء حول أخر التطورات الإقليمية والدولية.

في أعقاب اللقاء أجرى ولايتي مقابلة مع القناة الاولى الإيرانية تحدث عن تفاصيل لقائه مع الرئيس الروسي وفي هذا الشأن قال: خلال اللقاء سلمت رسالة سماحة قائد الثورة الإسلامية ورسالة رئيس الجمهورية إلى السيد بوتين، واستغرق اللقاء قرابة الساعتين، كان لقاءً بناءً واضحاً و ودياً، تم الحديث عن كافة القضايا التي تهم البلدين، حول العلاقات الثنائية، كما أعرب السيد بوتين عن سعادته لتعزيز العلاقات بين الجانبين وتطورها.

حظيت زيارة ولايتي لموسكو في المحافل الإعلامية باهتمام بالغ أفرز تحليلات متعددة تناولت أهمية هذه اللقاءات وتعزيز العلاقات الثانية بين طهران و موسكو.

وفي هذا السياق أجرى مراسل الشؤون السياسية في وكالة تسنيم الدولية للأنباء حواراً مع "حميد رضا أصفي" الدبلوماسي الخبير والمتحدث الأسبق باسم وزارة الخارجية في الحكومة الإصلاحية، تناول أهمية زيارة ولايتي، وإليكم ما جاء في الحوار:

قال أصفي حول أهمية هذه الزيارة: تحظى زيارة السيد ولايتي إلى روسيا بأهمية بالغة للغاية وجاءت في توقيت حساس، وهي تدور حول العلاقات الجانبية في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية، لأن مصالحنا ومخاوفنا مشتركة مع موسكو، فالإرهاب يتهدد أمننا معاً، ومسألة إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة ترتبط بكافة الدول لذلك فمخاوفنا مشتركة.

وأشار أصفي إلى ولايتي المبعوث المشترك لسماحة قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية، قائلاً: تسليم رسالتين من قبل سماحة قائد الثورة الإسلامية ورئيس الجمهورية تصاعد من أهمية هذه الزيارة، فهاتين الرسالتين تحملان مؤشرات على أن طهران تعتزم تعزيز علاقاتها مع روسيا ومن بعدها الصين.

ايران عازمة على تطوير العلاقات الجيدة التي تبلورت خلال السنوات المنصرمة مع هاتين الدولتين (روسيا والصين) وتعزيزها.

وأردف المتحدث الاسبق باسم الخارجية الإيرانية: علاوة على المسائل الثنائية، هناك قضايا إقليمية هامة حظيت بالاهتمام خلال هذه الزيارة من بينها؛ قضية غرب أسيا، سورية وتدخل الدول الإقليمية كأمريكا وبقية الدول شكلت أحد المواضيع الهامة لهذه الزيارة، وكلا الجانبين لديهما رغبة بالتركيز عليها.

وأشار إلى مراسم  وبرتوكولات إجراء اللقاءات الرسمية والدبلوماسية، قائلاً: طريقة لقاء السيد بوتين مع السيد ولايتي تحمل معانْ كثيرة.

وقال أصفي: جعل السيد بوتين السيد ولايتي يجلس قبالته، معتبراَ أن هذه المباحثات جدية ليخرج بذلك من أعراف المراسم والتشريفات. طريقة ترتيب الجلوس يحمل مؤشرات على الأجواء المخيمة على العلاقات، الجلوس وجهاً لوجه تختص بلقاءات نظيرين خلال إجراء المباحثات، وطريقة الجلوس تشير إلى أن السيد بوتين جعل الدكتور ولايتي بمثابة نظير له وأنه يولي اهتماماً بالغاً بهذا اللقاء.

لهذه تحمل هذه الزيارة في هذا الجزء رسالة واضحة للدول الإقليمية والأجنبية لأصدقاء الجمهورية الإسلامية وأعدائها.

ونوه إلى مسألة الاتفاق النووي قائلاً: القضية الأخرى التي حظيت باهتمام جدي خلال هذه الزيارة هي الاتفاق النووي. فالروس والصينيون لديهما رؤية ايجابية اتجاه الاتفاق النووي، ومواقفهما الداعمة لإيران إزاء مسألة إحقاق حقوقها حاسمة وقوية.

وقال المتحدث باسم خارجية الحكومة الإصلاحية أنه إذا أرادت طهران المحافظة على الاتفاق النووي خلال الظروف الراهنة من الأفضل أن تبذل الجمهورية الإسلامية مساعيها للإبقاء عليه وحرمان الأعداء من امتلاك أي ذريعة، مضيفاً: على روسيا والصين أن تقف في صف الدول الأوربية فوجودهما يمنح زخماً للتآزر والتعاضد ويفضي إلى تعزيز هذا التجمع من الدول.

"دون أدنى شك يتوجب بحث مسألة سلوك أمريكا السيء، وعلى بقية الأطراف المتبقية في الاتفاق النووي أن تبذل مساعيها لكي يتم تأمين حقوق ايران وضمانها. يبدو جلياً بالنظر إلى المباحثات التي جرت بين الروس والصينيين والأوروبيين، فعلى ايران أن تجهد لتلزم الدول مفردة بإيفاء التزاماتها المترتبة على الاتفاق النووي ويجب أن تركز مساعيها على مسألة أن تقوم الدول الأوربية بتشريك مساعيها بشكل جماعي في هذا السياق".

ورد على الداعيين لإقامة علاقات دون قيد أو شرط مع الغرب والذين ينتقدون تعزيز علاقات ايران مع روسيا والصين: تنتهج الجمهورية الإسلامية سياسة متوازنة ايجابية تهدف إلى إيجاد توازن في علاقاتها الخارجية، علاقاتنا مع أمريكا واضحة، وهذا الأمر مستثنى منه الكيان الصهيوني، نحن نسعى لإقامة علاقات من كافة الدول تقوم على أساس الاحترام، وروسيا جارتنا وتدخل في هذا السياق أيضاًـ فدول كفرنسا وألمانيا أيضاً بوسعها أن تدخل في عصبة هذه الدول.

كما أكد أصفي: أساس سياستنا الخارجية يقوم على نهج "لا شرقي ولا غربي" الذي يعني عدم انصياع ايران وامتثالها إلى أي سلطة أو هيمنة من قبل الغرب والشرق، كما أن أحد المبادئ الرئيسية في سياستنا الخارجية يتمثل في إقامة علاقات طيبة مع كافة الدول سواء في الغرب أو الشرق. والذي ترفضه الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الاستسلام إلى الهيمنة وليس امتلاك علاقات واسعة مع الدول.

وتابع أصفي: تسعى ايران لإقامة علاقات متينة مع بقية الدول، وإذا كان هناك دولة غربية أو أوروبية تتوجس من أمريكا أو كان لديها أي تحفظ حول علاقتها مع ايران فهذا الأمر لا يعني الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وتابع المتحدث الأسبق باسم الخارجية الإيرانية: كما تتولد رغبة لدى الجمهورية الإسلامية لتعزيز علاقاتها مع روسيا كذلك تسعى طهران لتطوير علاقاتها مع ألمانيا وفرنسا، فإذا ظهرت أية إشكالية في العلاقات الثنائية بين ايران وبعض الدول الأوروبية فهذا ليس بسبب ايران بل يدخل هذا الأمر في عهدة الدول الغربية الأوروبية التي تخاف أمريكا أكثر من حرصها على مصالحها القومية.

"ايران لن تنتظر أي دولة أوروبية حتى تقرر نظراً إلى اعتباراتها كيفية إقامة علاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، برأيي لا يمكن تسمية هذا الأمر بالرؤية للتوجه شرقاً بل يطلق عليه سمة ايجاد توازن في العلاقات الخارجية الإيرانية. فإيران تتطلع إلى إقامة علاقات مع كل الدول".

أصفي تطرق محصياً مزايا تعزيز العلاقات مع موسكو، معرباً: تقف روسيا إلى جانبنا في القضايا الإقليمية، وروسيا بما يختص بمسائل المنطقة الرئيسية تمتلك وجهات نظر متقاربة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما لموسكو مواقف قريبة منا اتجاه القدرات الدفاعية الإيرانية أيضاً. لذلك من الجلي جداً أن نعمل على تعزيز العلاقات معها.

وختم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قائلاً: فالصين وروسيا ليس لديهما أية تحفظات أو اعتبارات كما لدى الأوروبيين بما يتعلق بالمسائل الاقتصادية، ويتوجب على الجمهورية الإسلامية أن تستثمر هذه المزايا وتسفيد منها.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة