محلل سياسي:فرنسا والأوربيون عاجزون عن إعطاء ضمانات لإيران

محلل سیاسی:فرنسا والأوربیون عاجزون عن إعطاء ضمانات لإیران

الموقف الأوربي من الاتفاق النووي مع إيران بعد انسحاب أمريكا احادي الجانب مازال ملتبساً على الرغم من التصريحات الرنانة لقادته.

المحلل سياسي فرنسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينيون الفرنسية برونو غيغ في حوار خاص مع وكالة تسنيم الدولية للأنباء فند الموقف الأوروبي من الاتفاق النووي مع إيران وماذا تفعل أمريكا بالدول الأوروبية وماهي مصالحها في الشرق الأوسط.   

*-هل تعتقدون أن الاوروبيين سيعطون ضمانات جدية لإيران؟  هل سيستطيعون البقاء بالاتفاق النووي الإيراني أو سيبقون رهن السياسة الأميركية؟

** - الأمريكيون أخلوا وانكروا توقيعهم وانسحبوا بشكل كامل ومن جانب واحد من الاتفاق الدولي المتعلق بالاتفاق النووي الإيراني الموقع في حزيران 2015، لكن الأوروبيين يريدون البقاء بالاتفاق ويسعون إلى تطبيقه لأنه يعطي الشرعية لحضورهم الاقتصادي في بلد يصل عدد سكانه إلى 80 مليون نسمة.

السوق التجارية الإيرانية هي أهم بالنسبة إلى الاوروبيين من الأميركيين، لكن أميركا تسخر من هذا الشيء. يريد الأميركي الفرض على حلفائه قرار يرضي هواجس المتشددين الأميركيين بعدائهم لإيران.

وهنا يجب علينا أن لا ننسى أن سبب هذا التغير الكامل في سياسة ترامب هو التغيير الذي حصل من خلال دعم اللوبي الإسرائيلي له خلال حملته الانتخابية. 

*- لكن ماذا يستطيعأن يفعل الأوربيون؟

**- في الحقيقة لا شي مهم كثيراً أو مجدي، الشركات الأوروبية ليست شركات عامة تمتلكها الدولة بل هي شركات خاصة، بالوقت عينه هم شركات عالمية قسم من رأسمالهم بيد  مساهمين أميركيين حصلوا على قروض بالدولار.  

التمرد أو عدم الطاعة للولايات المتحدة الأمريكية يعرض أوروبا إلى الانتقام والتداعيات السلبية. 

* - بتصريح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان هل تعبر عن إرادة أوروبا بالقرب من إعطاء الضمانات لإيران؟

**- تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في 6 من حزيران تجعلنا نعتقد أن هذا الأخير ومعه فرنسا يريدون الخروج من الاملاءات الأميركية، إنها مناورات لأنه  لودريان يتحدث عن تعويضات اقتصادية لإيران لكن لا يحدد ما هي ولا نعرف ما هي، فهذا الأمر غير واضح.

فرنسا عاجزة و شركاتها أعلنوا مغادرتهم إيران، وحالة شركة توتال هي أكبر برهان على ذلك.  إن أكبر شركة رأسمالية في لبورصة الفرنسية ستترك إيران تحت الضغط الأميركي.

توتال الشركة العالمية 30 % من رأسمالها  يعود لمساهمين أميركيين.  توتال كانت ستشارك في استخراج الغاز من أكبر طبقة بالعالم " south pars » موجود في البحر الدولية الإيرانية. انتهت العملية توتال تخلي مكانها لصالح العملاق الصينيCNPC.

رغم إرادته على معاقبة إيران أعطى ترامب الفرصة للصين للحصول على هذه الهدية. وفي هذه العملية الاوروبيين هم يظهروا كالمخدوعين أو الأغبياء.

 

*- أوروبا كقوة سياسية واقتصادية تستطيع الوقوف بوجه الولايات المتحدة الأمريكية بهدف حماية مصالحها في إيران والعالم؟

**- تستطيع أوروبا التحرر ان أرادت، لكن النخب السياسية ومعهم العولمة المالية مرتبطين ارتباط وثيق بالولايات المتحدة الأمريكية ، يعتبر هؤلاء أن السيطرة الأميركية تحفظ لهم دورهم ومكانتهم في العالم والنظام العالمي الذين هم أول المستفيدين منه.

هناك شي ملفت للنظر ويجب الانتباه إليه أن اوروبا تستطيع أن تستعمل اليورو في التبادل التجاري العالمي وهي تختار أن لا تفعله هذا ليس ضعفاً بل خضوعاً طوعياً.

 

*- لماذا ذهب الرئيس روحاني إلى فيينا وليس إلى باريس وبرلين أو لندن؟  هل هناك مؤشر ما؟

**- منذ الحرب الباردة تعتبر النمسا من الدول المحايدة في أوروبا وهي على مفترق طرق بين الشرق والغرب، إنه خيار جيوغرافي جيد جداً في مشاورات تشرك فيها إيران روسيا، الصين، إيران، ألمانيا، فرنسا و بريطانيا.  

*- هل يعتقد الأوربيون يوما ما، بان الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستتنازل على حساب القضية الفلسطينية؟

**-الأوربيون يريدون شيئان الأول هو الاستفادة من الأسواق التجارية العالمية وخصوصاً السوق التجارية الإيرانية الواعدة لكن يسعون إلى شل حركة إيران السياسية في الشرق الأوسط.  يعتقدون أنهم  سيجعلون السياسية الإيرانية أسيرتهم  بجعلهم يستهلكون بضائعهم وهذا ممكن أن يكون بداية تطبيع لصالح إسرائيل.  

بينما الاستراتيجية الأميركية معاكسة، فهي تهدف أميركا إلى زعزعة استقرار إيران الاقتصادي لمحاولة قلب النظام السياسي من الداخل بعد ما فشلت بقلبه من الخارج من خلال مرتزقتها. لكن الهدف على المدى الطويل هو أمن إسرائيل و تحييد إيران أو بمعنى إضعافها لأن إيران دولة رئيسية في محور المقاومة.

 

*- هل يمكن أن يكون هناك مواجهة قريبة بين إسرائيل وايران؟

**- المواجهة الغير المباشرة قائمة بين إيران وعملاء الصهاينة في سوريا، إسرائيل تحارب الدولة السورية وحلفائها في الجنوب السوري، ولا أعتقد أن يكون هناك مواجهة عسكرية مباشرة بين إيران و إسرائيل إلا إذا هذه الأخيرة قصفت طهران، ولن تأخذ الجمهورية الإسلامية في إيران هذه المبادرة، فهي تدعم المقاومة العربية وخاصة حزب الله ترفض الاعتراف بشرعية دولة غاصبة ومستعمرة. 

المواجهة بين إيران وإسرائيل تكون محتملة ان اشتعلت النيران في الشرق الأوسط و هذا الأمر ليس وارد لأن شروطه ليست مؤاتية.

/انتهى/

 

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة