قيادي كردي لتسنيم: لا نريد حربا ولا مواجهة بين السوريين.. ننشد السلام لبلدنا والسلام وسيلته التفاوض

زار وفد مجلس "سورية الديمقراطية" دمشق مؤخراً، وأجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين الحكوميين، حول عدد من القضايا التي تكفل سيادة سورية ووحدة أراضيها.

وكالة تسنيم الدولية للأنباء أجرت لقاء مع الرئيس المشترك لمجلس "سورية الديمقراطية" رياض درار وأجاب خلالها على عدد من التساؤلات.

*- جاء في البيان الذي صدر عن وفد قوات "سوريا الديمقراطية" إنه تم التوصل إلى اتفاق حول "سورية لا مركزية" وهو ما نفته دمشق.. كيف تعلقون؟

**- بالتأكيد الحوار في جلسة واحدة لا يحسم الأمور لذلك من خلال نقاشات، ولتناول الأمور بشكل مفصل كان لا بد من التفكير بان يكون هناك لجان متخصصة لأن المسائل المعروضة كثيرة ومتنوعة، بالتالي لا بد أن يكون لكل مسألة حل متخصص يقوم به أشخاص متمكنون.

المسائل بعد ثماني سنوات ليست من السهولة أن تنجز بكلمات والعمل يجب أن يكون دقيق ويستطيع أن يصل بنا إلى بر الأمان، وبر الأمان الذي نراه نحن من خلال التجربة هو ألا تعود سوريا إلى شكلها المركزي السابق، واللامركزية حل ويمكن أن يكون هناك إدارة موسعة في مناطق تستطيع أن تأخذ تفويضها من المركز في مسائل كثيرة وعديدة، وهذا التفويض هو الذي يمنع "عودة التغول للدولة أو بعض عناصر الدولة او لحزب واحد أو ما إلى ذلك"، مما رأيناها من أسباب الفساد السابق، وإذا كانت الحكومة السورية ومن خلال النقاش الذي حصل لا تفكر بالانفتاح على مسألة اللامركزية هذا أمر يجعل المسارات فيها كثير من الصعوبة.

*- ماذا لو فشل مسار التفاوض؟

**- مسار التفاوض طويل ونأمل الا يفشل وبالتالي نحن سوف نعمل على انجاحه ولا نحاول أن نتوقع حالة للفشل لأن هذا مصيره سيء على الجميع، نحن لا نريد حربا ولا مواجهة بين السوريين ، كانت مواجهتنا هي مع الارهاب والتطرف وضد "داعش" وكنا نعمل على حماية المناطق التي تم التخلي عنها في لحظة من اللحظات لظرف من الظروف والأفضل أن نعمل معا من أجل تحسين العلاقة بدل أن نفكر بالمواجهة.

*- ما هي نقاط التوافق والاختلاف مع دمشق في لقاء وفد "سورية الديمقراطية" مع ممثلين من الحكومة السورية؟

**- الطرفان متفقان على ضرورة وقف الحرب في سوريا وعلى عدم المواجهة بين قوات "سوريا الديمقراطية" وبين الجيش السوري، وعلى عودة البلد إلى وحدته وأعتقد أن ذلك هو هدف كل السوريين، النظام الذي ننشده هو النظام الديمقراطي اللامركزي، هذا المفهوم تختلف في تفسيره نخب سياسية كما يختلفون أيضا مع رؤية الحكومة في سوريا.

في مسألة اللامركزية أعتقد أنه هناك خلاف في مسالة تطبيق القانون 107 "الإدارة المحلية" الذي لم يعطي كل النتائج، وكل محاولة لإضافة شيء عليه في مسألة التفويض للمناطق لن تغني شيئاً لأن الحاجة الآن للسوريين أوسع من قانون الإدارة المحلية، الحاجة إلى نظام لامركزي حقيقي تعيش فيه المناطق بإدارة كاملة من قبل أبنائها مرتبطة بالمركز عبر وزارت سيادية تمثل الدولة، بينما الوزارات المحلية ممكن أن تمثل المناطق لأنها خدمات وأعمال يقوم بها الناس في مصالحهم اليومية لا تحتاج إلى هذه المركزية التي سببت كثير من التعطيل في السابق.

*على أي مستوى من الحكومة كان اللقاء هل مستوى أمني أم سياسي؟

**-وفد الحكومة كان مختلط سياسي أمني، وبتصوري أن اللقاءات ستكون لاحقاً متكررة ولن ينقطع التواصل لأننا ننشد السلام لبلدنا والسلام وسيلته التفاوض وعدم الانقطاع بالتواصل.

*-الى أي حد تعتقدون ان نوايا واشنطن صادقة في تفاهماتها معكم؟

**-نحن نعمل في السياسة وفي السياسة هناك مصالح وبالتالي واشنطن لديها مصالح لا تتعلق بهذه المنطقة الصغيرة التي قامت بمساعدتنا بها رغم اننا قمنا بالدفاع عن الانسانية في مواجهة الإرهاب، والتطرف ومقاتله "داعش" وما زلنا نطارد هذا التنظيم سيء الذكر.

*-ما مصلحة واشنطن من دعم قوات سوريا الديمقراطية؟

**-ان واشنطن موجودة في المنطقة قبل أن تدخل في تشارك مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة الإرهاب، هي موجودة لمصالحها، ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية ليست متوقفة على شراكتنا معنا لأنها تقيم علاقات مع دول المنطقة وتحاول أن تحافظ على مجموعة مسائل بحكم انها دولة قوية تريد أن تفرض رؤية على مسارات السياسة في العالم وهذا ما يجعلها في تنافس مع قوى دولية أخرى مثل روسيا وأعتقد أن وجودها هو جزء من التفاهمات بينها وبين روسيا في هذه المنطقة، وضمن هذا الزمن الذي نعيش فيه.

*-هل تدينون الجرائم التي يرتكبها التحالف الدولي بحق المدنيين سواء في الرقة ودير الزور أو الحسكة والتي اعترف بها التحالف نفسه؟

**-في الحرب تقع الكثير من الآثام من قتل المدنيين، نحن لا نتحدث عن إدانة جرائم بل نتحدث عن نتائج سلبية للحروب بالتالي نحن ندين الحرب أينما كانت وتعلمون أن ما ينطبق على التحالف في قتل المدنيين ينطبق على الآخرين، لذلك نحن ندين جرائم الحرب أينما كانت وكيفما كانت.

/انتهى/