الشيخ نعيم قاسم: نستطيع أن نشكل حكومة من دون ضغوط خارجية على قاعدة النسبية

الشیخ نعیم قاسم: نستطیع أن نشکل حکومة من دون ضغوط خارجیة على قاعدة النسبیة

اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن التدخلات الأجنبية ترعى مصالحها على حساب مصلحة لبنان، مؤكدا أنه "إذا صممنا على حكومة متوازنة على قاعدة النسبية، سنتمكن من أن نُيئس القوى الأجنبية والعربية التي تتدخل في لبنان".

كما أشار إلى أن "لنا مصلحة في العلاقة الاقتصادية مع سوريا"، مضيفا أنه "ليس من مصلحة لبنان عودة النازحين بالحل السياسي، لأن الحل السياسي يمكن أن يطول سنة أو سنتين أو أكثر حتى يقتنع جماعة الغرب وبعض الخليج بأنهم لا يستطيعون تحقيق بعض المكتسبات".

مواقف الشيخ قاسم جاءت خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقامه حزب الله في مجمع الإمام الحسين (ع) في مدينة صور أمس السبت، بحضور مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله أحمد صفي الدين، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات، وحشد من الأهالي.

الشيخ قاسم قال "علينا أن نؤكد بأن قوتنا في وحدتنا، وأن لا نرد على بعض الخصوم الذين تحدثوا في بعض الأحيان عن احتكار الطائفة الشيعية، فأي احتكار يتحدثون عنه، فنحن كحزب الله ندلي بدلونا، وحركة أمل تدلي بدلوها، ونجلب ويجلبون الناس من حولهم، ويتكتلون قناعة بأن الوحدة بين حزب الله وحركة أمل فيها خير كثير لطائفتنا وبلدنا ومنطقتنا والعالم بأسره، وبالتالي لماذا نرد على أولئك المغتاظين الذين جربوا حظوظهم كثيراً ليوقعوا الفتنة، ولكننا الحمد لله وقفنا صادقين وصامدين في مواجهة هذه التحديات، وصحيح أن البعض يقول إن هناك بعض التفاصيل والإشكالات، فهذا كله يحل بالطريقة المناسبة، ولكننا سنبقى نعلن أمام العدو والعالم والمسيرة وترسيخ الخط وإسرائيل وأميركا والقوى المتغطرسة، بأننا نتفاعل ونتعاون موحدين مهما بلغت التضحيات والصعوبات".

وأضاف  وفقا لما اورده موقع العهد : "اليوم أعتقد أن الجميع لاحظ بأن التدخلات الأجنبية في لبنان سواء كانت من أميركا أو الدول الأوروبية أو بعض الدول الخليجية لا تعمل لمصلحة لبنان، بل تعمل لمصالحها، فالتدخلات الأجنبية ترعى مصالحهم على حساب مصلحة لبنان، واليوم أمامنا تجربة اسمها النازحون السوريون، ولبنان بكل أطيافه قام بواجبه على أكمل وجه في استقبال مئات آلاف النازحين السوريين، وإيوائهم ورعاية شؤونهم من سنة 2011 حتى الآن، ولكن اليوم أصبح هناك إمكانية لعودتهم إلى بلدهم، خاصة أن ثلاثة أرباع سوريا وربما أكثر أصبحت محررة وبيد الدولة السورية التي تقول أهلاً بالمواطنين ليعودوا إلى بلدهم، وأنها حاضرة للتساهل والتسامح وإجراء العفو، وعليه فإن لبنان ببعض أطرافه يفكر أن يسهل عودة السوريين طالما أن بلدهم يستقبلهم، وأن أسباب النزوح قد زالت، فهنا تتدخل الدول الكبرى وبعض الدول العربية ويقولون بأنه ممنوع على النازح العودة إلى سوريا، بحجة أنه لا يوجد أمن في سوريا، فلا تكذبوا علينا، وتحدثوا بالحقيقة للناس، فأنتم تريدون النازحين في لبنان ورقة مساومة لتقولوا بأن استمرار وجودهم في لبنان دليل على أن سوريا غير آمنة، ومن أجل أن يعودوا بشكل آمن، لا بد من حل سياسي، الذي يحتاج فيه المفاوضون إلى أوراق قوة، التي كانوا يعتقدون بأنها تكمن في الإرهاب التكفيري، فعندما كسر الإرهاب التكفيري، وأعيدت الأرض، لم يعد لديهم أرض محتلة ليفاوضوا عليها الدولة السورية، فوجدوا أن خزان النازحين يصلح ورقة مساومة من أجل أن يضعوها على طاولة المفاوضات، ويقولون بأننا نقبل بإعادتهم إذا أعطيتمونا مكتسبات سياسية، فإذاً هم لا يريدون عودة النازحين لمصالحهم على الرغم من المشاكل والتعقيدات التي أدت بلبنان إلى أن يعيش بعض الأزمات نتيجة وجود هذا العدد الكبير من النازحين، مع العلم أنه بإمكانهم أن يعودوا آمنين إلى بلدهم".

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله أنه "ليس من مصلحة لبنان عودة النازحين بالحل السياسي، لأن الحل السياسي يمكن أن يطول سنة أو سنتين أو أكثر حتى يقتنع جماعة الغرب وبعض دول الخليج  ( الفارسي ) بأنهم لا يستطيعون تحقيق بعض المكتسبات، لا سيما وأنهم غير مبالين لما يحصل لسوريا وشعبها، ولو بقيت سوريا على هذه الحال عشر سنوات وعشرين سنة،  فهم ماذا يخسرون، فوظيفتهم فقط أن يدفعوا المال والتحريض والضغط السياسي الدولي، ولكن الشعب السوري هو الذي يخسر بشقيه، وشعوب المنطقة بأطرافها المختلفة، فهذه الدول تحركت سابقاً عندما بدأ النزوح يصل إلى أوروبا، وبدأوا يدعمون المناطق عندنا فقط ليمنعوا النازحين ليذهبوا إليهم، فهؤلاء جماعة يفتشون عن مصالحهم".

وتابع قائلا "نحن لنا مصلحة في العلاقة الاقتصادية مع سوريا، والبعض يطالب سوريا بفتح معبر نصيب لأنه باعتبار أنه لنا ولهم مصلحة في ذلك، والسوريون أكدوا أنهم حاضرون لفتح المعبر لكن على قاعدة التواصل المباشر بين الحكومتين، وبالتالي ما هو الذي يمنع أن نتفاهم مع سوريا، لا سيما وأن الدستور يؤكد على العلاقة المميزة مع سوريا، وبالتطبيق العملي هناك سفير لبناني في سوريا، وسفير سوري في لبنان، وبالمصلحة لنا مصلحة معهم ولهم مصلحة معنا، وأما بالحرب، فليس للبنان علاقة بالحرب التي حصلت في سوريا، وحزب الله عندما ذهب إلى سوريا، ذهب كحزب وليس ممثلاً للدولة اللبنانية، ولا للدولة اللبنانية علاقة بذلك، فنحن ذهبنا نناصر إخوتنا الذين ناصرونا من أجل دعم محور المقاومة الذي ينعكس إيجاباً علينا وعلى اللبنانيين، وبكل صراحة، فإن ضرب الإرهاب التكفيري في سوريا، حمى لبنان إلى عشرات ومئات السنين من هذه الجرثومة السرطانية المتولدة من جرثومة إسرائيل السرطانية".

الشيخ قاسم أشار إلى أنه "لو انتظرنا نصائحهم في كيفية مواجهة إسرائيل لكنا اليوم أمام توطين يشمل أغلب قرى الجنوب، وأمام مطالبات بأن يكون لهم طائفة ودور في تشكيل السلطة اللبنانية، ولو سمعنا نصائحهم بالعودة إلى مجلس الأمن الذي تديره أميركا لمصلحة إسرائيل، لما وصلنا لأي نتيجة، ولكن الحمد لله أننا قلنا لا، لأنهم يريدون أن يكون لبنان بوابة لتصفية القضية الفلسطينية، ولولا المقاومة الإسلامية في لبنان، لكان لبنان معبر لتصفية القضية الفلسطينية في مراحلها الأخيرة بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ولكن الحمد لله في هذه اللحظة التي أرادوا أن يختموا فيها الملف، انطلق المارد المؤمن المتدين الذي يرتبط بربه ويريد التحرير والكرامة باسم الله وفي سيبل الله، فقاتلنا إسرائيل وانتصرنا وهزمناها وأخرجناها وعطلنا مشروعها من البوابة اللبنانية، وعليه فإن المقاومة غيّرت المعادلة، فحررت ووحدت من خلال ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، وردعت إسرائيل وانتصرت، ولولا نصر تموز لما كان النصر على التكفيريين".

على الصعيد الحكومي، لفت سماحته إلى أنه "إذا صممنا على حكومة متوازنة على قاعدة النسبية، سنتمكن من أن نُيئس القوى الأجنبية والعربية التي تتدخل في لبنان، فلا تخشوا منهم، فهم يضغطون حتى تكون الحكومة على شاكلة يستثمرونها، ولكن إذا وقفنا وصممنا وأنجزنا حكومة تحاكي تطلعات الشعب، سيقبلون في نهاية المطاف، وها هي المقاومة بدأت من غير أن يقبلونها، وفي النهاية قبلوا المقاومة، وهذا ليس أنهم مسلّمين بها، ولكن ماذا يمكنهم أن يفعلوا لا سيما وأن المقاومة مشت وكبرت وصار لها كيان وتأثير، وبالتالي باتوا مضطرين ليتحدثوا بأمور أخرى خفيفة".

وختم حديثه بالقول "اليوم نحن نستطيع أن نشكل حكومة من دون هذه الضغوطات الخارجية، خاصة أن الانتخابات النيابية أعطت نتيجة نسبية مهمة، فلنطبق هذه النسبية في الحكومة، ونصل إلى نتيجة، وستدرك بعض القوى أن لا تستند إلى الخارج، بل إن لبننة التشكيل يتطلب الإقدام على قاعدة النسبية في الحكومة كما هي النسبية في الانتخابات النيابية، وعندها ننجز الحكومة".

/انتهى /

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة