خبير أمني لبناني : انتصار المقاومة الفلسطينية سينعكس على ملفات حساسة في المنطقة

خبیر أمنی لبنانی : انتصار المقاومة الفلسطینیة سینعکس على ملفات حساسة فی المنطقة

يرى الخبير الأمني والاستراتيجي اللبناني أَمين حطيط، أنَّ المقاومة الفلسطينية في غزة ضربت أكثر من عصفور بحجرٍ واحدٍ على المستوى السياسي والعسكري والعملياتي، مشيراً إلى أنَّ الإنجازات التي حققتها المقاومة خلال 48 ساعة من الاشتباك المتواصل لا تقتصر على البُعد الميداني بل تحمل الجولة الأخيرة من القتال أبعاداً إستراتيجية، لاسيما أنَّ ارتداداتها ستنعكس على ملفات حساسة في المنطقة.

يرى الخبير الأمني والاستراتيجي اللبناني أَمين حطيط، أنَّ المقاومة الفلسطينية في غزة ضربت أكثر من عصفور بحجرٍ واحدٍ على المستوى السياسي والعسكري والعملياتي، مشيراً إلى أنَّ الإنجازات التي حققتها المقاومة خلال 48 ساعة من الاشتباك المتواصل لا تقتصر على البُعد الميداني بل تحمل الجولة الأخيرة من القتال أبعاداً إستراتيجية، لاسيما أنَّ ارتداداتها ستنعكس على ملفات حساسة في المنطقة.

وأوضح احطيط في حديث خاص مع "فلسطين اليوم" أنَّ المقاومة نجحت باقتدار في الجولة الأخيرة على جميع الصُعد سواء العسكرية أو الأمنية او السياسية، مشيراً إلى أنَّ المقاومة نجحت في تحضيراتها، وبرعت في إدارتها، وفي استثمار نتائج الميدان.

ورصد احطيط أربعة إنجازات حققتها المقاومة خلال الجولة الأخيرة أولها يتمثل في، التصدي الواضح والفعَّال للصفقة الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن"، إذ تبين لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب وقادة الإحتلال أنه ليس من السهل تطويع الفلسطينيين خاصة مقاومة غزة، وأنه ليس من السهل تطبيق صفقة القرن وتصفية القضية على أعين أصحابها، الأمر الذي سيعرقل مسار الصفقة وإمكانية تطبيقها خاصة في ظل الاهتزازات السياسية التي تعاني منها حكومة الإحتلال، متوقعاً أن يطوي ترامب صفحة الإعلان عن الصفقة دون أنْ يسوق أي تبريرات.

ثاني إنجازات الجولة الأخيرة -وفقاً لـ احطيط- أنها اثبتت لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن جولاته السياسية في الخليج ( الفارسي ) لن تقدم ولن تؤخر في إطار الصراع الإسرائيلي، لأن جوهر القضية ومفتاحها بيد المقاومين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، وأن الحل لا يكون من خلال المُطبعين العرب من الخليجيين، وأن التطبيع لن يقدم لهم لا امناً ولا سلاماً، وإنما مجرد فقاعة صابون سرعان ما تنفجر في وجه  الاحتلال والمطبعين.

ثالث تلك الإنجازات التي حققتها الجولة الأخيرة أن المقاومة أثبتت للقاصي والداني والعدو والصديق أنَّ المقاومة صعبة وعصية على الترويض من جميع الاتجاهات وعلى جميع المستويات، وفقاً للخبير اللبناني امين احطيط.

ويرى حطيط أن رابع الإنجازات التي حققتها المقاومة أنها اثبتت أنَّ خيار المواجهة والاشتباك هو الخيار الصحيح الذي يقود للوحدة الوطنية، وأن الوحدة الحقيقة تكون في غرف المقاومة المشتركة وليس مسار المفاوضات التي تشبه المفاوضات التجارية، مشيراً إلى أن الجولة اثبتت أن الانقسام والتشرذم سرعان ما ينتهي ويتلاشى ويذوب في خنادق المقاومة، ويظهر في مسارات وتعقيدات أوسلو العقيمة.

وشدد على أن المقاومة في غزة افشلت استراتيجية  الاحتلال القائمة على "تنفيس الاحتقان" بعدما توهم أن القطاع خاصرة رخوة يمكنه أن ينفس احتقانه فيه، قائلاً "إن غزة وجهت صفعة لتلك الاستراتيجية التي يلجأ اليها الاحتلال في ضوء اخفاقاته في ساحات المواجهة المختلفة.

وأشار احطيط إلى أنَّ التدابير العسكرية للمقاومة ما قبل العدوان الإسرائيلي تظهر أن المقاومة على قدر من اليقظة والحذر والجهوزية ما تمنع به عمليات الغدر الموجهة ضدها.

وبين أنَّ الجولة الأخيرة أظهرت أن المقاومة اعدت من السلاح ما يكفي لإيلام العدو، والتأثير على قراره بالشكل الذي يؤذيه.

وأشار إلى أن الجولة الأخيرة من القتال أظهرت أن المقاومة تحضرت للمواجهة جيداً ولم تركن للوعود والأوهام التي كانت تساق لها من قبل الوسطاء والتصريحات التي تبيع الوهم، لافتاً إلى أنَّ عدم رهانها على بعض الأطروحات والمبادرات، وارتكانها إلى سلاحها وانفاقها وصواريخها كان واضحاً في الجولة الأخيرة، موضحاً أن المقاومة استطاعت أن تعد الأرض جيداً، واحكمت استعمالها بشكل يمكنها من المواجهة السليمة.

وخلال العدوان يرى احطيط أنَّ المقاومة أبلت بلاءً حسناً، وتقدمت بنقاط فارقة على العدو الإسرائيلي لأسبابٍ عديدة:

اولاً: خرج المقاتلون الفلسطينيون للقتال برباطة جأش منقطعة النظير، الأمر الذي مكَّن المقاومة من القيام بعمليات نوعية، ما أدى لارتدادات سلبية على جيش الإحتلال.

ثانياً: اثبتت المقاومة الفلسطينية عند بداية العدوان ان بإمكانها استعمال ما بيديه من سلاح دون ان يؤثر الوضع النفسي الذي حاول العدو ان ينتجه، واستعملت المقاومة سلاحها كما ينبغي باحترافية عالية.

ثالثا: الانتظام في القصف الصاروخي المتعدد الاتجاهات والمديات، اربك حسابات الاحتلال.

رابعا: فعالية الضغط على المستوطنين المتواجدين بغلاف القطاع، على غرار ما فعلته المقاومة بالشمال التي انطلقت من قاعدة استثمار ورقة المستعمرين الملاصقين للبنان.

خامساً: قضية الإعلام المتماسك والصوت الصاخب الذي تبديه المقاومة.

 سادساً: حافظت المقاومة على أن تكون لها الطلقة الأخيرة وهي رسالة بالغة الأهمية، تدل على القوة والقدرة والتحدي.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة