خاص / تسنيم.."هويزة" القبضة القوية الجديدة لحرس الثورة الإسلامية


أزاحت الصّناعات الدّفاعية الإيرانية عن صاروخ كروز "هويزه" بحيث انقشعت كثيرٌ من الأوهام التي كانت تحجب وضوح الصّورة لدى الأعداء وأصبحوا يدركون بشكل كامل أن صواريخ كروز الإيرانية الجديدة ستسبب لهم مشكلة جديدة كما سترسم مشهدًا أوضح يكون فيه لهذه القبضة الجديدة تأثيرًا جدّيًّا على كافّة معادلات الأعداء الإقليمية.

وكالة تسنيم الدّوليّة للأنباء – حسين دليريان: شهد السبت من الأسبوع الماضي رعاية وزير الدفاع وإسناد القوّات المسلّحة الإيرانية العميد أمير حاتمي وقائد القوّات الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية العميد أميرعلي حاجي زادة لإزاحة السّتار عن أول صاروخ كروز أرضي متوسط المدى إيرانيّ الصّنع.

وقد أُطلق على هذا الصّاروخ اسم "هويزه"، وحسبما أعلن عنه وزير الدّفاع فإن مدى الصّاروخ يبلغ 1350 كيلومترًا وقد نجح في تجربة التّحليق على مدى تحليق بلغ 1200 كيلومتر ليصيب بدقّة الأهداف التي كانت قد حُددت له سابقًا.

وقد اعتبرت وزارة الدّفاع أن صناعة وإنتاج صاروخ كروز "هويزة" خطوة مؤثّرة في تعزيز قدرات القوات المسّلحة كما عزّزت قوة الرّدع الإيرانية، وكان لافتًا اعتبار الوزارة أن هذا الصّاروخ يشكّل "اليد الطولى" لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مجال الدّفاع الصّاروخي.

أول صاروخ كروز أرضي إيراني الصّنع كان قد حمل اسم سومار وقد أضيف رسميًّا الى التّرسانة الصّاروخية الإيرانية في آذار من العام 2015؛ حيث أوضح وزير الدّفاع الإيراني آنذاك العميد حسين دهقان أن صاروخ سومار يمتلك إمكانات متميزة عن بقية الصّواريخ خصوصًا فيما يتعلّق بأنظمة التّحكّم، هيكل الصّاروخ وأنظمة الدّفع (أو الإطلاق) بحيث سطّر الصّاروخ كلمات من الفخر في كتاب تعزيز القدرات الدّفاعية الإيرانية.

ويُعتبر صّاروخ سومار صاروخاً قصير المدى يشبه الى حد بعيد صاروخ KH-55 الذي صنعه الإتحاد السوفيتي السّابق لكنّه يحتفظ بميّزات وفوارق جديّة مع الصّاروخ السّوفيتي. ففي حين صّمم صاروخ كروز الإيراني ليضرب أهدافه ضمن مدى قصير يبلغ 700 كيلومتر كان الصّاروخ السّوفيتي مصمّما لضرب الأهداف التي تبعد حتى مدى 3000 كيلومتر.

اليوم وبعد 4 سنوات، كشفت إيران عن صاروخها "هويزة" والذي يمتلك مدى يبلغ 1350 وقد استطاع أن يدمر هدفه بنجاح في التّجربة الأخيرة. كما يُعتبر هذا الصّاروخ أول صاروخ إيراني الصّنع ذا مدى متوسّط حسب تصنيف صواريخ كروز الأرضية كما يُعتبر الصّاروخ "صاروخ كروز الأبعد مدى" الذي تمتلكه الجمهورية الإسلامية الإيرانية.         

                                                                                                    

خصائص بعض صواريخ كروز الإيرانية:

الصّاروخ

المدى

المهمة

هويزة

1350 كيلومتر

ضد الأهداف الأرضية الثّابتة

سومار

700 كيلومتر

ضد الأهداف الأرضية الثّابتة

يا علي

700 كيلومتر

صاروخ جو - أرض

 

تجدر الإشارة هُنا إلى أن قائد القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية أعلن ان هذه القّوة تمتلك، غير هذين الصّاروخين، صاروخ كروز يُمكن إطلاقه عبر مقاتلات سوخو 22. لكن حتى اللحظة لم يُنشر عن هذا الصّاروخ أيّ معلومات أو صّور، ولذا وحتى الكشف رسميًّا عن الصّاروخ فإن المعلومات داخل هذا التّقرير لا تتضمن خصائصه.

التّوجيه:

يتم توجيه صّواريخ كروز الإيرانية عبر أنظمة متعددة لعل أهمّها أنظمة "TRECOM". حيث يكوّن نظام التّوجيه هذا خريطة من جغرافيا العوائق الأرضية ليقوم الصّاروخ، وحسب المعلومات التي يزودها بها الحاسوب أو الحواسيب الطّائرة المُرافقة للصّاروخ، بالطيران وتعديل مسار حركته عبر عدّة أنظمة أُخرى ليزيد بذلك من دقة إصابته.

وبالتّأكيد فإن نظام التّوجيه أعلاه ليس نظام التّوجيه الملاحي الوحيد الذي تستفيد منه هذه الصّواريخ، بل تعتمد على أنظمة أخرى للتوجيه الدقيق مثل "GlONASS"، و "INS"، كما أعلن حرس الثّورة الإسلامية أن صاروخ كروز والذي يبلغ مداه 1500 (لم يتم إزاحة السّتار عنه حتّى اليوم) سيستخدم مروحة واسعة من أنظمة التّوجيه مثل: "GPS"، "GlONASS"، "TERCOM"، "INS"، و "DSMAC".

إيران اليوم تملك بكل تأكيد الخرائط الدقيقة لجغرافيا العوائق الأرضية كما تملك كافّة الإمكانات من أجل تفعيل أنظمة توجيه صواريخها ومن ضمنها صواريخ كروز التي يبلغ مداها أكثر من 1350 كيلومتر (وهو مدى صاروخ كروز هويزة). وبالطّبع فإن الصّناعات الدّفاعية الإيرانية تُدرك أن امتلاك قدرات تفعيل أنظمة التّوجيه المتعددة على مختلف المديات ليس الأمر الوحيد والكافي من أجل توجيه دقيق للصاروخ وأن الأمر يحتاج إلى امتلاك تقنيات الجيل الجديد للجيروسكوب (وهو الجهاز الذي يحفظ مسار التّوجيه نحو الهدف) من أجل تعديل مسار الصّواريخ لإيصالها بدقّة نحو هدفها؛ حاليًّا، يُمكن اعتبار أن الصّناعات الدّفاعية الإيرانية باتت تمتلك اليوم هذه التّقنيات الحديثة.

فلو لم تمتلك إيران هذه الإمكانات والتّقنيّات لما تمكّنت من أن تعتمد على دقّة صواريخ كروز التي تمتلكها أو حتّى صواريخها الباليستية؛ العمليات الصّاروخية النّاجحة التي نفّذتها إيران ضد داعش وضد إرهابيي الحزب الكردستاني وكذلك الاختبارات الناجحة التي أجرتها مؤخّرًا كانت خير دليل على أن دقّة الصّواريخ الإيرانية قد ارتفعت خلال السّنوات الماضية واليوم يدور الحديث عن الصّواريخ "النقطوية".

أهمية صواريخ كروز:

تُعتبر أنظمة الدّفاع الصّاروخي والجوّي التي يمتلكها العدو من أهم الأسباب التي تزيد من أهميّة استخدام صواريخ كروز، حيث صُممت هذه الأنظمة لمواجهة القدرة الهجومية لإيران في مجال الصّواريخ الباليستية، وعلى هذا الأساس تكون الجمهورية الإسلامية قد فتحت اليوم بابًا آخرَ للمواجهة وهو مجال يتطلب جهدًا أكبر بكثير مما يتطلبه مواجهة الصّواريخ الباليستية.

فإذا كان الشّهيد حسن طهراني مقدّم والقوى التي عملت تحت اشرافه قد بذلت جهودًا كبيرة في مجال صناعة الصواريخ الباليستية، فإن إزاحة السّتار اليوم عن صاروخ كروز الأرضي "هويزة" يُعتبر إنجازًا كبيرًا هو الآخر حيث تُعتبر إيران اليوم قد قطعت شوطًا مهمًّا في هذا المجال الدّفاعي الجديد. ومن المؤكّد أن أمثال كُثر للشهيد حسن طهراني مقدّم سيقومون بمشاريع أكبر وأفضل في مجال صواريخ كروز الأرضية وسيقطف ثمارها الشّعب الإيراني الذي سيزيد من حصانته الدّفاعية والردّعية.

يُمكن القول إن مجال تصنيع صواريخ كروز الأرضية هو مجال حسّاس للغاية بحيث أن كثير من الدّول القوية في العالم تعتمد بشكل أساسي في قدراتها الهجومية على هذا النّوع من الصّواريخ؛ وسبب اعتماد هذه الدّول القويّة على "استخدام قدرات صواريخ كروز" في عملياتها الهجومية يمكن تفسيره في أكثر من اتجاه.

فتكلفة تصنيع صواريخ كروز هي تكلفة أرخص مقارنة مع إنتاج وتصنيع الصّواريخ الباليستية بسبب طيران الصّاروخ باتّجاه الهدف (إطار التّحليق وعملية الإطلاق والتّوجيه). هذا الأمر دفع القوى العالمية إلى إعارة هذه الصّواريخ اهتمامًا أكبر في عمليّاتها الهجوميّة. وعلى سبيل المثال فإن أغلب الهجمات الصّاروخية الأمريكية ضد العراق وسوريا، كما أن معظم هجمات الكيان الصّهيوني ضد مواقع الجيش السّوري أو هجمات التّحالف الأمريكي ضد سوريا قد نُفذت عبر استخدام قدرات صواريخ كروز.

 

 

وعلى بُعد عدة أيام منذ أن تم إزاحة السّتار عن صاروخ هويزة نستعيد تصريح المدير الأسبق لبرنامج الكيان الصّهيوني الصّاروخي "يوزي رابين" الذي قال بأنه "يرفع القبعة احترامًا للصّاروخ الإيراني"؛ تصريحه هذا جاء بعد فترة قصيرة من ولادة الأخ الأكبر (من حيث العُمر) لصاروخ هويزة أي صاروخ سومار. وعلى هذا الأساس وبعد أن أزاحت الصّناعات الدّفاعية الإيرانية عن صاروخ كروز "هويزه" تكون كثيٌر من الأوهام التي كانت تحجب وضوح الصّورة قد انقشعت من أمام أعين الاعداء وأصبحوا يدركون بشكل كامل أن صواريخ كروز الإيرانية الجديدة ستسبب لهم مشكلة جديدة كما سترسم مشهدًا أوضح يكون فيه لهذه القبضة الجديدة تأثيرًا جدّيًّا على كافّة معادلات الأعداء الإقليمية.

/انتهى/