خاص / تسنيم.. ماذا يحدث في قلب بغداد؟

رغم مرور عدة أعوام على سقوط صدام، لاتزال أثار وتداعيات الغزو واضحة على جدران مدينة بغداد كما أنها كبقية المدن الكبرى في باقي دول العالم تواجه الكثير من المشاكل.

حسن رستمي موفد وكالة تسنيم الدولية للانباء الى بغداد؛ بغداد عاصمة العراق أكبر مدن هذا البلد وثاني اكبر مدينة عربية بعد القاهرة، يبلغ عدد سكانها 8.5 ملايين نسمة فهي تحتل المركز الخامس والثلاثين عالمياً من ناحية عدد السكان، ويشكل العرب والأكراد الفيليين وأقليات من المسيحيين والصابئة واليزيديين غالبية سكان بغداد.

ورغم مرور عدة أعوام على الغزو الامريكي للعراق والاشتباكات التي حدثت في بغداد، لاتزال أثار وتداعيات ذلك واضحة على جدران مدينة بغداد كما أنها كبقية المدن الكبرى في باقي دول العالم تواجه الكثير من المشاكل.

لم تُلغى النقاط الأمنية في هذه المدينة رغم التقليل من عدد الحواجز الامنية الاسمنتية بل لايزال عدد منها موجود لتوفير الأمن ومنع وقوع اعتداءات من قبل المجموعات التكفيرية.

ففي مجال الخدمات لاتزال بغداد تواجه الكثير من المشاكل لاسيما مياه الشرب وانقطاع الكهرباء ونقص الغاز وباقي الخدمات رغم الاجراءات التي اتخذتها الحكومات السابقة في مجال تشييد الجامعات والمشافي في بغداد.

مشكلة الازدحام المروري ايضاً من ابرز تلك المشاكل التي يعاني منها المواطنون يومياً، فمدينة بغداد لاتتمتع بشبكة طرقية مناسبة وشوارع معبدة بشكل جيد اذ يؤدي هذا الامر الى زيادة حوادث السير ومقتل عدد من المواطنين جراء ذلك، تحولت هذه المدينة الى مسرح لتجول السيارات الامريكية خاصة دودج وشيفروليه حيث يعتبر الكثير ان الحالة المزرية للطرق هي السبب لاقتناء هذه السيارات بشكل كبير.

جميع تلك المشكلات دفعت حكومة عادل عبدالمهدي الى التركيز على القضايا الداخلية وتخصيص وقته لحل تلك المشاكل.

تشير استطلاعات الرأي العراقية ان حكومة عادل عبدالمهدي تمكنت حتى اليوم من تحقيق نجاح نسبي في هذا الامر، فمن الضروري ان نشهد في هذا الشأن تحديد الاولويات والاجراءات الاستباقية من قبل الحكومة لحل مشاكل المواطنين الراهنة من بينها مشكلة الماء والكهرباء، خاصة وأن تلك المشاكل ستصبح واضحة كثيرا مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب مسؤول عراقي فإن مسألة تسليم قطعة ارض بمساحة 200 الى كل مواطن انتهت في 7 محافظات كما قدمت المصارف التسهيلات الضرورية لبناء ذلك.

ونظراً الى أن 86 بالمئة من دخل العراق يعتمد على النفط، فإن أي هبوط لأسعار النفط في السوق العالمي يؤثر سلباً على اقتصاد العراق حيث يبدو ان الحكومة العراقية لا خيار أمامها لاخراج نفسها من الاعتماد على دخل واحد وان تضع خطة لتصدير مشتقات غير نفطية في أمد طويل.

كما أن الشباب يشكل نسبة 49 بالمئة من سكان العراق حيث أن الارتباط مع العالم الخارجي أضيف الى قائمة مطالب المواطن العراقي وعلى الحكومة الجديدة اعداد نفسها لتلبية تلك المتطلبات خاصة بعد صدور تقارير حول انتشار تعاطي المخدرات وارتفاع نسب الطلاق الامر الذي يثير مخاوف الاسر العراقية.

ومن المشاكل الاخرى التي تواجه الحكومة العراقية، مشكلة الفساد حيث تفشى في الاجهزة الحكومية لهذا البلد كما ان جميع المسؤولين يؤكدون على محاربته، لكن الفساد كما يراه رئيس تحالف الفتح هادي العامري بحاجة الى توافق واجراءات عملية وليس من خلال اطلاق الشعارات.

ونظراً الى ارتفاع دخل المشتقات النفطية يبدو ان الشعب العراقي راضي من الناحية الاقتصادية رغم ارتفاع اسعار بعض المواد لاسيما اللحوم والفواكه.

ومع وجود جميع تلك المشاكل بعد القضاء على داعش ينبغي القول أنه في عام 2019 تراجعت الحساسيات المذهبية وبات الشيعة والسنة وباقي الطوائف الاخرى يعيشون بسلام وهدوء الى جانب بعضهم البعض وانتهت الحساسيات السابقة التي كانت موجود في المجتمع العراقي، كما بات جميع المواطنين والتيارات السياسية تبحث عن مسار تقدم العراق في ظل الوحدة والوفاق حيث يمكن ملاحظة هذا الامر بشكل جلي في التنافس بين التيارات السياسية لاستقطاب المواطنيين.

/انتهى/