العلامة "قزويني"..مؤسس البحث العلمي الحديث في تاريخ الأدب الفارسي

وكالة تسنيم الدولية للأنباء، يعتبر العلامة "محمد قزويني" مؤسس اللغة الفارسية بطريقة علمية حديثة. حيث قام بإعادة إحياء المؤلفات القديمة ونشرها وتصحيح النصوص القديمة، كما حافظ على الأدب و التطور الثقافي من خلال الحفاظ على الإنجازات الأدبية والترويج لها، وبالتالي ظل فن العمارة الفكري الخاص به موجوداً حتى يومنا هذا.

ولد "محمد قزويني" في طهران ودرس اللغة العربية والنحو والفقه والكلام من والده، ثم تلقى علوم عصره من الأساتذة العظماء آنذاك كالشيخ "فضل الله نوري" و "ميرزا حسن أشتياني" و "ملا محمد أمولي" و"أديب بيشاور" والشيخ "هادي نجم آبادي". وبعد هذه الفترة، تعلم "محمد قزويني" الرياضيات والعلوم الأخرى وتعلم اللغة الفرنسية بشكل جيد، مما دفعه إلى العمل مع "مجلة التربية".

قرر بعد مدة، السفر إلى بريطانيا حيث كرس كل ما لديه من جهد وطاقة لتعلم نسخ المخطوطات من الكتب القيمة من المكتبات المشهورة عالميا. مهدت زيارة المكتبات والاطلاع على المخطوطات والتواجد في مراكز الاستشراق واللقاء مع الأساتذة الإيرانيين والأجانب، لديه مجال النمو والموهبة والإبداع الفطري أكثر من أي وقت مضى.

وقد أدى هذا الشغف والاهتمام بالدراسة إلى معاناة الاغتراب التي دامت حوالي 35 عامًا. تحملها "قزويني" من أجل اتمام عمله في مجال البحث والاطلاع على الكتب والمراجع في المكتبات الأوروبية الشهيرة.

ومن أهم إنجازات العلامة "محمد قزويني"، تعزيز ثقافة المراجع في مجال اللغة والأدب الفارسي. وأيضا، دراسة النصوص الأدبية الشعرية والنثرية وتصحيح الأعمال القيمة لكل مرحلة، ونسخ المخطوطات القديمة في المكتبات العالمية المرموقة ومقارنة المخطوطات للنصوص الأدبية الشعرية والنثرية من حيث اعتبار وقيمة الكتاب بالتعاون مع المستشرقين الغربيين.

من الأعمال المهمة لـ"قزويني" في مجال التصحيح والبحث والنشر،  يمكن أن نذكر "المرزبانامة" لـ "سعد الدين وراويني", المقالات الأربع لـ"نظامي عروضي سمرقندي" و"تاريخ فاتح العالم"(جهانكشاي) لـ"عطا ملك الجويني" و"المعجم في معايير اشعار العجم" لـ "شمس الدين محمد بن قيس الرازي" و "تذكرة لباب الالباب" لـ "محمد عوفي". ومن مؤلفاته يمكن ذكر بعض الرسائل عن "أبي الفتوح الرازي"  وممدوحي سعدي، و"وصف أحوال أبو سليمان السجستاني".

توفي العلامة "محمد قزويني" في27 مايو عام 1949 ودُفن بالقرب من مرقد "عبد العظيم الحسني(ع)" في طهران.

/انتهى/