مهاجمة إيران ستنشر الفوضى في الشرق الأوسط

مهاجمة إیران ستنشر الفوضى فی الشرق الأوسط

نشرت مجلة ناشونال إنترست الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن أن مهاجمة إيران ستطلق العنان للفوضى في الشرق الأوسط، وقالت المجلة إن الحملة العسكرية الأمريكية ضد إيران لن تنجح وفق ما تسعى اليه واشنطن.

وقالت المجلة في تقريرها -الذي كتبه روبرت غينز وسكوت هارتون- إن الأيديولوجيين -أمثال وزير الخارجية مايك بومبيو وجون بولتون مستشار الرئيس دونالد ترامب- يتذرعون في التصعيد ضد إيران بالمخاوف من البرنامج النووي الإيراني، و"برعاية طهران المزعومة للمنظمات الإرهابية" على حد قولهم!. ويضيف الكاتبان أن أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة أو حلفاؤها ضد النظام في طهران سيمثل خطأ جسيما. وبشأن البرنامج النووي، يقول التقرير إن طهران التزمت بمعاهدة عدم الانتشار وخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي مع القوى الكبرى) واتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وتشير مجلة إنترست إلى أن الحملة الأمريكية ضد إيران لن تنجح إلا بتكلفة كبيرة، موضحة أن الجيش الإيراني أفضل تنظيما وتجهيزا من العديد من جيوش دول المنطقة. فمن خلال استخدام الصواريخ متوسطة المدى يمكن للقوات الإيرانية استهداف المنشآت الأمريكية الكبيرة بفعالية في الإقليم، وكذلك الحلفاء في الخليج (الفارسي) لأمريكا، وقد تكون السفن البحرية الأمريكية معرضة بدرجة كبيرة للصواريخ الإيرانية الحديثة المضادة للسفن.

 

ويحذر التقرير أيضا من اندلاع حرب طائفية وفوضى في المنطقة اذا ما تمت مهاجمة إيران من قبل واشنطن، مستشهدا بما حصل في العراق بعد الغزو الأمريكي رغم التكاليف الأولية للحرب البالغة تريليوني دولار، ولا سيما أن العراق أصغر حجما وأقل تعقيدا من حيث التضاريس. ويختم التقرير بأن أمام إدارة ترامب خيارين، إما الاعتراف بإيران لإمكاناتها في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، أو أن تكرر أخطاء الولايات المتحدة الماضية.

ومن جانبها قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن الهجوم على ست ناقلات نفط في الأسابيع الأخيرة يأتي ليذكرنا بما حدث في الماضي في منطقة الخليج (الفارسي)، ولكن للهجوم على الناقلتين الخميس الماضي، حيث استهدف الناقلة "فرونت ألتير" المحملة بالنافثا من ميناء الرويس في الإمارات، والناقلة كوكوكا كوريجيس المحملة بالميثانول من السعودية وقطر، أهمية خاصة بسبب نوعية الحمولة من جهة، والتوقيت من جهة أخرى.

فهل عادت حرب الناقلات؟ وهل سنشهد المزيد منها؟ لا بدّ من التذكير أن ناقلات النفط كانت أحد الأهداف الرئيسة لكل الأطراف في الحرب العالمية الثانية، وجرى إغراق عدد كبير منها، إلا أن ذلك كان جزءاً من الهجوم على السفن التجارية، إذ إن الولايات المتحدة خسرت أكثر من 500 سفينة تجارية (بما فيها ناقلات نفط) أثناء الحرب العالمية الثانية.

وعن استمرار حرب الناقلات، قالت الصحيفة البريطانية إن تكاليف الشحن والتأمين، وتكاليف الحماية الأمنية، ارتفعت وهذا ليس في صالح دول الخليج (الفارسي)، ولكن الأمر لا ينطبق على النفط إنما على كل السوائل النفطية والبتروكيماويات، واستمرار حرب الناقلات سيؤثر في أسواق النفط إذ سترتفع التكاليف، وترتفع الأسعار، من دون أن يستفيد أحد.

نقلا عن الراية القطرية

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الدولي
أهم الأخبار الدولي
عناوين مختارة