صدقيان لـ"تسنيم": السعودية محرجة من مصداقية ايران في كافة ملفات المنطقة

صدقیان لـ"تسنیم": السعودیة محرجة من مصداقیة ایران فی کافة ملفات المنطقة

أكد مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية الدكتور "محمد صالح صدقيان"، ان السعودية محرجة من المصداقية التي تتعامل بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب كافة الملفات الموجودة في المنطقة وبشأن العلاقات الإيرانية الإقليمية وتحديداً الايرانية الخليجية.

وحول اعلان ايران استلام رسالة من السعودية لإجراء حوار بين الجانبين وهذه الاستدارة في سياسة السعودية اتجاه ايران، قال مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية الدكتور "محمد صالح صدقيان" في تصريح لمراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء، ان السعودية محرجة من المصداقية التي تتعامل بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب كافة الملفات الموجودة في المنطقة وبشأن العلاقات الإيرانية الإقليمية وتحديدا الايرانية الخليجية وبالتالي رأينا خلال اجتماعات منظمة الأمم المتحدة في نيويورك مؤخرا بأن هناك مصداقية عالية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذه المصداقية هي التي اثرت على استمرار المبادرة الفرنسية من اجل خفض التصعيد بين طهران وأمريكا.

وأضاف، نحن رأينا الحدث الأهم هذا العام في اجتماعات منظمة الأمم المتحدة هو الحدث الإيراني ورأينا كيف كان مقر إقامة الوفد الإيراني هو "خلية نحل" بالنسبة الى كل الدول سواء اكانت اوربية ام غربية وبالتالي فإن مثل هذه المصداقية هي التي اثرت أيضا على المملكة العربية السعودية من اجل اجبارها على التحدث بخطاب جديد وهو الخطاب السياسي.

 

وتابع، نحن نعلم بأن المملكة العربية السعودية الى حد الان أي بعد مرور خمس سنوات من حرب اليمن لم تستطع ان تحقق الأهداف التي كانت تريدها في اليمن وبالتالي هذه المبادرة (مبادرة هرمز للسلام) التي طرحها الرئيس الإيراني في الأمم المتحدة أحرجت السعودية كثيراً، وفي الموقف السعودي اعتقد أنه لا يوجد هناك خطاب جديد يمكن ان تقدمه السعودية للرأي العام المحلي وللرأي العام الدولي إلا أن تأتي بخطاب جديد وهو هذا الخطاب الذي يتناغم مع الجهود الرامية لإيجاد حلول سياسية لإنهاء حرب اليمن.

واردف قائلا، اذا كانت السعودية صادقة ولديها الرغبة الحقيقية في فتح باب الحوار مع الجمهورية  الإسلامية الإيرانية فإن ايران من خلال مبادراتها (السابقة) خلال السنوات الأربعة الماضية تستطيع ان تكون عاملا مشتركا من اجل التوصل الى قواسم مشتركة وفتح باب الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات والاقتناع ( والاقتناع شيء مهم جدا ) بضرورة ثقافة الحوار التي يجب ان تكون بين دول المنطقة وبالتالي هذه الدعوة التي اطلقها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاقت ترحيباً من الجانب الإيراني وسمعنا ما قاله السيد علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني والذي رحب بهذه المبادرة.

وبين أن ايران يبدو لديها هذه الرغبة بشرط توفر الرغبة الحقيقية لدى الجانب السعودي من اجل الجلوس على طاولة المفاوضات، وايران مستعدة لتقديم ما يمكن تقديمه من اجل إنجاح طاولة الحوار لكن هذا الامر يتحقق عندما تكون هناك رغبة حقيقية عند الجانب السعودي.

واضاف صدقيان، فيما يخص الرسالة، فالرسالة اعلن عنها المتحدث باسم الرئاسة الايرانية علي ربيعي ولا نمتلك الى حد الآن تفاصيل كبيرة حول هذه الرسالة ولكن بالتأكيد عندما تصل رسالة من الرياض الى طهران فبالتأكيد هي تتناول المشاكل الموجودة في المنطقة، تتناول دعوة ايران الى الحوار وبالتالي فإن ايران تستطيع ليس أن تساهم في الحوار فقط و إنما تستطيع أيضا ان تساعد السعودية في حل الكثير من المشاكل التي هي تقلق الجانب السعودي و خصوصا فيما يخص اليمن، ونحن رأينا كيف استطاعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية جمع حركة انصار الله مع المجموعة الاوربية في طهران على مستوى السفراء وساهمت أيضا في السابق من إنجاح اجتماع ستوكهولم واطلاق سراح الاسرى السعوديين الموجودين عند حركة انصار الله فهي باعتقادي نتيجة من نتائج اجتماع ستوكهولم وبالتالي لدى ايران الكثير مما يمكن تقديمه للسعودية وللمنطقة لتعزيز الامن والاستقرار في هذه المنطقة.

وفي معرض رده على سؤال حول امكانية اعتبار السعودية مستقلة عن القرار والإرادة الامريكية حتى تبادر إلى حوار مع ايران، قال الدكتور صدقيان، في هذا المسار هناك احتمالان، أولهما: ان تكون السعودية شعرت بضرورة وأهمية التوجه الى الحوار السياسي لأنها لم تستطع انجاز ما تريد إنجازه في اليمن وبالتالي العنصر الذي كان يدعم السعودية في مواجهة ايران هو جون بولتن المستشار للأمن القومي في الإدارة الامريكية الذي خرج من الإدارة وبالتالي تضاءلت فرص تحقيق الأهداف السعودية مع ايران.

وأضاف، ثانيهما: ربما أن الإدارة الامريكية هي التي دفعت بالسعودية إلى ان تفتح باب الحوار مع ايران من اجل افساح المجال امام الإدارة الامريكية ( إدارة ترامب ) للسير قدماً في تنفيذ مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون، واذا ما صحت المعلومات بأن هناك اجتماع مرتقب لـ 4+1 مع ايران بإضافة الولايات المتحدة الامريكية يعني العودة الى مجموعة 5+1 فربما الولايات المتحدة الامريكية هي التي دفعت السعودية الى ترطيب العلاقات مع ايران من اجل تهيئة الظروف لجلوس الولايات المتحدة مع ايران و تتحرر من الضغوط التي مارستها السعودية على الولايات المتحدة الامريكية من اجل الانسحاب من الاتفاق النووي، ومن اجل تغيير السلوك الإيراني ومن اجل مواجهة النظام السياسي في ايران، كل هذه الأمور السعودية متورطة في ذلك وهناك كثير من الأدلة والمؤشرات التي تقول بأن السعودية متورطة مع جون بولتن وإسرائيل من اجل مواجهة النظام السياسي في ايران، ويوم امس تحديدا كان هناك صحيفة لبنانية نشرت وثائق ومعلومات تقول بأن السعودية دخلت لتجديد تحالف امني موجه الى ايران للقضاء على النظام السياسي في ايران وبالتالي مثل هذه التطلعات ربما لن تسمح للسعودية من تحقيق هذه الأهداف.

وتابع، على السعودية اذا كانت راغبة في فتح باب الحوار فالخطوة الأولى تبدأ بالترحيب بالمبادرة التي طرحها الرئيس الإيراني حسن روحاني لتشكيل اتحاد هرمز للسلام، هذه نقطة مهمة لان الخطوة الأولى اذا ما حققتها السعودية فهي تفتح الكثير من افاق التعاون والحوار وتجعلنا متفائلين بأن هناك فعلا رغبة سعودية لتحقيق هذه المساعي.

وبيّن أن أي حوار يقوم بين السعودية وايران واي توصل الى أي نتيجة على أي مستوى من المستويات هذه النتائج لا تخدم المصالح الإيرانية والسعودية فحسب، وانما هي تخدم الامن والاستقرار في المنطقة وتنعكس على الامن والاستقرار في كل دول المنطقة وتحديدا في تلك الدول التي تمتلك أزمات امنية سياسية عسكرية سواء اكانت في اليمن وسوريا والعراق وحتى تستطيع دعم الشعب الفلسطيني من اجل مواجهة الكيان الصهيوني.

واكد الدكتور صدقيان في ختام حديثه مع تسنيم أن هذه نقطة مهمة حيث ان البعض يعتبر أساس الخلافات في المنطقة هو الخلاف السعودي الإيراني واذا ما انتهى هذا الخلاف فإن الهدوء سوف يسود المنطقة نأمل ذلك ان شاء الله.

حاوره / سعيد شاوردي

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة