فيصل عبد الساتر لـ"تسنيم": هناك من يحاول ركوب الموجة ويسيس الحراك اللبناني لصالحه

فیصل عبد الساتر لـ"تسنیم": هناک من یحاول رکوب الموجة ویسیس الحراک اللبنانی لصالحه

قال الخبير و المحلل السياسي اللبناني ومدير مركز دال للإعلام فيصل عبد الساتر، ان هناك من يحاول ركوب الموجة و يأخذ الحراك اللبناني الى مكان آخر ويسيسه لصالحه.

وفي حوار مع مراسل وكالة تسنيم الدولية للأنباء قال الخبير و المحلل السياسي فيصل عبد الساتر، اصبحنا في لبنان امام مشهد يأخذنا الى مكان ليس فيه علاقة للفقير وللمحتج و للمحروم الذي قام في الشارع على خيارات حكومية او على بعض القرارات الحكومية.

ونوه الى ان الاسئلة المطروحة حول حزب الله هي اسئلة معيبة لأنه لا يمكن لمقاومة حملت هم الناس ودفعت هذا الكم الهائل من الشهداء في الدفاع عن الوطن وفي الدفاع عن اللبنانيين إلا ان تكون بجانب الموجوعين والفقراء والمحتاجين و المحتجين.

وأضاف، هناك من يحاول ان يركب الموجة ويأخذ الحراك الى مكان اخر او ان يسيسه لصالح هذه الدولة او تلك الدولة او لرفع شعارات في الداخل  اخطرها المواجهة مع المقاومة وتحت عنوان نزع سلاح المقاومة.

وأشار الى ان الورقة التي قدمها الحريري وهي ورقة اتفق عليها كل الاطراف التي تشكل الحكومة بما فيها حزب الله، الورقة ليست مقنعة بشكل كاف وواف لإخراج الناس من الشوارع كان يجب ان يكون هناك اجراءات فورية ترضي الشارع اللبناني.

وأوضح ان هناك من يحرك الشارع باتجاه اخر، البعض يقول استقالة الحكومة قد يرضي الشارع لكن في اعتقادي ان الاصرار على هذا الامر هذا يعطي مناخات غير مريحة لان الامور من الممكن ان تتجه الى ما هو ابعد من اسقاط الحكومة او استقالة الحكومة.

وفي ما يلي نص الحوار مع فيصل عبد الساتر :

س) يعتقد البعض أن هناك تشابه بين الاحتجاجات الجارية في العراق و لبنان، ونظرا الى ان جذور هذه الاحتجاجات تعود في الاساس الى مشاكل اقتصادية يعود تاريخها الى اعوام عديدة، فلماذا تحدث في الوقت الراهن؟ وهل هناك قوى او دول خاصة تقف وراء المطالب المشروعة والحقة للمتظاهرين؟

ج ) لابد هنا من الاشارة الى ان الاوضاع في لبنان تتشابه مع الاوضاع في العراق وان هناك تماهي ربما بين الحالتين في الشهرين الماضيين وان الخلفية الاجتماعية والاقتصادية تكون اهم عامل محرك للشعوب بعد ان تم كيها بنار الحكام الذين لا يأبهون لمشكلات شعوبهم، هذا الامر ينطبق على لبنان وناتج عن سياسات بُني عليها الاقتصاد في لبنان اي ما نسميه ( الاقتصاد الريعي ) الذي لم يشجع عامل الانتاج في الداخل اللبناني بل اعتمد على الاستثمارات التي تعود بالأرباح على اصحاب رؤوس الاموال الكبيرة وبالتالي وصلنا الى انفجار اجتماعي كان لابد أن يحدث.

ان موضوع التوقيت، الكل يحاول ان يدخل الى الموضوع من باب التوقيت، لو حصل قبل شهرين لكنا قلنا لماذا هذا التوقيت؟ لو حصل بعد شهر سنقول لماذا هذا التوقيت؟ اصبح التوقيت في عالمنا وفي رؤيتنا في العالم العربي ربما عاملا اساسيا  لكي نبرر عدم القيام بأي شيء تحت عنوان أن هذا التوقيت خاطىء لكن هذا لا يمنع بأن هذا الذي يحدث في لبنان دخل عليه الكثير من العناصر الاخرى التي باتت تطرح اسئلة حقيقية في الداخل اللبناني. اي اذا ما قدمت الحكومة خطوة الى الخلف سيتقدم هؤلاء خطوة الى الامام.

وبالتالي لم نعد نعرف ما تريده المجموعات المختلفة التي شكلت هذا التحرك الكبير الذي يعم المدن اللبنانية و اصبحنا امام مشهد يأخذنا الى مكان ليس فيه علاقة للفقير وللمحتج و للمحروم الذي قام في الشارع على خيارات حكومية او على بعض القرارات الحكومية.

س) ان موقف حزب الله منذ اللحظة الاولى كان مؤيداً لما يطالب به المتظاهرون لكننا نرى بعض وسائل الاعلام تحاول رسم صورة عن حزب الله بأنه يعارض هذه الاحتجاجات. هل هناك اطراف تحاول استقطاب بعض الجهات او المتظاهرين من اجل خلق محاور لاستهداف محور المقاومة خاصة بعد ما فشلت الحروب النيابية التي قادتها امريكا والسعودية في المنطقة ضد المقاومة؟

ج ) بين اطلالة سماحة السيد حسن نصر الله الاولى والاطلالة الثانية هناك ثمانية ايام هذا هو اليوم التاسع، الناس في الشوارع، الكل حاول ان يتهم حزب الله، هنا وهناك، يقف مع الحراك او ضد الحراك، مع الناس او ضد الناس، في الحقيقة ان مثل هذا الكلام هو معيب لأنه لا يمكن لمقاومة حملت هم الناس ودفعت هذا الكم الهائل من الشهداء في الدفاع عن الوطن وفي الدفاع عن اللبنانيين إلا ان تكون بجانب الموجوعين والفقراء والمحتاجين و المحتجين. وبالتأكيد هي مع كرامة المواطن اللبناني لكن المقاومة وحزب الله هو جزء من هذا النظام، جزء من هذه التركيبة السياسية التي لا تستطيع ان تقوم بفعل كل الاشياء  دون ان يكون هناك شراكة حقيقية مع باقي الاطراف وبالتالي فان حزب الله عندما اعلن في صباح اليوم الثالث للحراك في 19 تشرين الاول خرج السيد نصرالله في ذكرى اربعين الامام حسين عليه السلام وتحدث الى الرأي العام اللبناني وقال رسالتكم القوية وصلت وكرر هذا الامر ثلاث مرات و"لن اقول لكم شيء وانتم محقون وهذا التحرك هو تحركنا وهو وجعنا" ... الخ وتحدث بهذا الامر بشكل واضح.

لكن الان نتحدث عن امور اصبحت في مكان اخر هناك قطع طرقات ، شل تام للحركة في لبنان بدآ هناك نقص في المواد الغذائية و مواد اساسية كالمحروقات والخبز و الدواء وهذا الامر قد يؤثر على كثير من الاهالي والمناطق وهناك ايضا احتجاز للناس بطريقة فيها اهانة للناس كيف تكون انت محتج على الحكومة وانت تقول انك فقير و مستضعف و متألم ومن ثم تواجه اخيك في الشارع و تحاول منعه من المرور تحت اي ذريعة من الذرائع الان الامور مختلفة.

اما الاعلام الاخر الذي يتحرك الان ليحاول ان يقوم بحملة تحريض على حزب الله فان خطواته مكشوفة ومعروفه للقاصي والداني ونحن نرصد مثل هذا الامر والكثير من اللبنانيين يرصدون مثل هذا الامر وبالتالي اذا ما تحرك بعض اللبنانيين في هذا الاطار مدفوعين من بعض الدول او من اعلام عربي حاقد او من اعلام امريكي او صهيوني فهذا الامر سينكشف وسيعود بالخسارة عليهم وسيدمر كل ما حاولوا ان يبنوه من خلال هذا الحراك ، بلا شك هناك اعلام يحاول ان يشوه الصورة ، فعلا هناك محتجين متأذين مما يجري وصادقين وفعلا ليس لهم اي علاقة وهناك من يحاول ان يركب الموجة ان يأخذ الحراك الى مكان اخر او ان يسيسه لصالح هذه الدولة او تلك الدولة او لرفع شعارات في الداخل  أخطرها المواجهة مع المقاومة وتحت عنوان نزع سلاح المقاومة.

س ) عقب الورقة الاصلاحية التي اعلن عنها سعد الحريري والتوافق عليها بشكل كبير او جماعي هل توفرت الظروف اللازمة لتلبية مطالب المحتجين؟

ج ) الحقيقة ان الورقة التي قدمها الحريري وهي ورقة اتفق عليها كل الاطراف التي تشكل الحكومة بما فيها حزب الله، الورقة ليست مقنعة بشكل كافي ووافي لإخراج الناس من الشوارع كان يجب ان يكون هناك اجراءات فورية ترضي الشارع اللبناني، لا اعرف لماذا لم تتجه الامور الى مثل هذا الامر، لقد كان من الممكن ان تكون هناك خطوات في هذا الاطار، مثلا : لماذا لا يقدم أحد للمحاسبة؟ الحكومة اللبنانية الى الان لم تستطع ان تقدم لنا فاسدا واحدا وهي تعترف بكل هذا الفساد وان هناك رشاوى ومخالفات وانتهاكات ، لم تقل اي من الوزراء النافرين والمنفرين بشكل فوري الذين يشكلون صدمة للناس كان يمكن التوافق على مثل هذا الامر ، كان يمكن التوافق على تعديلات جذرية في هذه الورقة.

نحن نتحدث عن ايام خلت يعني في اليوم الثالث للاحتجاجات التي حصلت خرج السيد نصرالله السبت ثم خرج الرئيس الحريري الاحد، كان ممكنا ان يكون هناك شيء ما يرضي الجمهور و الشارع و اكثرية اللبنانيين الغاضبين الذين قاموا واحتجوا في الشوارع للأسف لم ينتهزوا هذه الفرصة، لا اعلم ماهي الحسابات لدى الحكومة او رئاسة الحكومة، ثم جاء كلام فخامة رئيس الجمهورية بالأمس، طبعا انا لا اريد ان احمل رئيس الجمهورية لأنه بحسب الدستور و اتفاق الطائف ليس لديه الصلاحيات التي تخوله أن يقوم بإجراءات قد تكون جذرية في هذا الاطار و انما بالتشاور مع رئيس الحكومة وبالتشاور مع الاطراف الاخرى لكن هو لوحده لا يستطيع لان النظام في لبنان نظام برلماني والحكومة هي التي تتحمل الموضوع التنفيذي او السلطة التنفيذية.

 لذلك كل من الورقة وكلام رئيس الجمهورية ـ طبعا لا اريد ان اقول في المطلق بأنه ليس جيدا بما قامت به الحكومة او رئيس الجمهورية ـ لكن هناك من يحرك الشارع باتجاه اخر، البعض يقول استقالة الحكومة قد يرضي الشارع لكن في اعتقادي ان الاصرار على هذا الامر هذا يعطي مناخات غير مريحة لان الامور من الممكن ان تتجه الى ما هو ابعد من اسقاط الحكومة او استقالة الحكومة، لذلك، لا استطيع الان ان اجيب اجابة خالصة ودقيقة بالكامل عن هذا الموضوع رغم قناعتي بان استقالة الحكومة ربما لا تؤدي الى الكثير من المخاطر والبعض الاخر يرى من هذا الامر قد يشكل صدمه ويأخذنا الى امور مصيرية لا نعرفها اذا ما استقالة الحكومة ربما يطالب البعض من الشارع ان يستقيل رئيس مجلس النواب او يستقيل رئيس الجمهورية وبالتالي هذا يخيفنا لان المشهد بدا في لبنان اليوم وفي الليالي التي تنقل فيها الاحتجاجات على الهواء وبعض الاعلام يتهم بهذا الامر كأننا نحاكي مشهدا سوريا او مشهدا حصل في بعض الدول العربية هذا خطير.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار الشرق الأوسط
أهم الأخبار الشرق الأوسط
عناوين مختارة