زيارة روحاني الى اليابان أواخر الشهر الجاري.. الأبعاد والنتائج


زیارة روحانی الى الیابان أواخر الشهر الجاری.. الأبعاد والنتائج

سيتوجه الرئيس الإيراني "حسن روحاني" إلى اليابان في نهاية الخريف, ومن المتوقع أن هذه الزيارة تأتي كرد على زيارة رئيس الوزراء الياباني لإيران في شهر مايو الماضي. حيث توجه مساعد وزير الخارجية الإيرانية السيد "عباس عراقجي" إلى اليابان الأسبوع الماضي لإبلاغ السلطات اليابانية بنية روحاني زيارة اليابان.

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء ان الرئيس الإيراني "حسن روحاني" سيزور  اليابان في نهاية الشهر الجاري, ومن المتوقع أن هذه الزيارة تأتي كرد على زيارة رئيس الوزراء الياباني لإيران في شهر مايو الماضي. حيث توجه مساعد وزير الخارجية الإيرانية السيد "عباس عراقجي" إلى اليابان الأسبوع الماضي لإبلاغ السلطات اليابانية بنية روحاني زيارة اليابان.

وأعرب عباس عراقجي أيضًا في مقابلة مع قناة (NHK) اليابانية في فيينا يوم السبت الماضي، عن أمله في أن تساعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني لليابان في وقت لاحق من هذا الشهر في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وفي هذا الصدد ، نقلت صحيفة اليابان تايمز أيضًا عن مصادر دبلوماسية قولها إن الولايات المتحدة وافقت على خطة طوكيو لزيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني.

 ووفقًا للتقرير، أرسل مسؤول أمريكي كبير رسالة إلى الحكومة اليابانية مفادها أن واشنطن قد طلبت من طوكيو إبلاغهم بنتيجة اجتماع روحاني مع رئيس الوزراء الياباني "آبي شينزو". وقالت مصادر إنه من المقرر أن يجتمع المسؤولون الإيرانيون واليابانيون في 20 ديسمبر الجاري.

وقالت الصحيفة اليابانية إن ابي شينزو وهو أحد القادة المقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سافر إلى إيران في يونيو للتوسط في الخلافات القائمة بين طهران وواشنطن. وفقًا لمصادر دبلوماسية، ربما حثّ رئيس الوزراء الياباني في هذه الزيارة إيران على الالتزام بالاتفاق النووي. حيث تراجعت طهران خلال الأشهر الماضية عن بعض التزاماتها تجاه الاتفاق النووي رداً لعدم امتثال الدول الأوروبية لتعهداتها في الاتفاق.

ستكون زيارة روحاني إلى طوكيو، بعد مرور 19 عامًا على آخر زيارة رئيس ايراني إلى اليابان، إحدى زيارات حسن روحاني المهمة خلال فترة رئاسته، وهي زيارة مهمة بسبب دور الوساطة الذي تقوم به اليابان في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية والولايات المتحدة. والنقطة الأخرى هي أن إيران واليابان لديهما تبادلات اقتصادية هامة، حيث تعد اليابان واحدة من المشترين الرئيسيين للنفط الإيراني، والتي أوقفت عمليات شراءها للنفط الإيراني بعد العقوبات الأمريكية.

يدعي بعض الخبراء بأن إيران تسعى للحصول على 20 مليار دولار من اليابان ثمن مشترياتها للنفط الايراني. لكن الهدف من زيارة روحاني لليابان ليس فقط حول التبادلات الاقتصادية. حيث يأتي هذا اللقاء بعد قضية تبادل السجناء الإيرانيين الأمريكيين.

 سافر "جيف وانغ"، طالب دكتوراه في جامعة برينستون، إلى إيران بهدف التجسس في يناير 2016، لكن مخابرات حرس الثورة اعتقلته في الصيف التالي ووجهت إليه تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة. حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التجسس تحت غطاء البحث الأكاديمي. وبعد إلقاء القبض على الجاسوس الأمريكي، بذلت السلطات الامريكية جهودًا كبيرة لإطلاق سراحه، مما أدى في النهاية إلى تبادله مع الدكتور مسعود سليماني.

احتجز رئيس جمعية أمراض الدم الإيرانية وباحث في الخلايا الجذعية الدكتور مسعود سليماني في الولايات المتحدة لمدة عام تقريبًا دون محاكمة. اعتقل سليماني الذي كان في حوزته تأشيرة دخول بحثية لمدة 6 أشهر لولاية مينيسوتا الامريكية، من قبل الشرطة الفيدرالية بعد وقت قصير من وصوله إلى الأراضي الأمريكية وأرسل إلى سجن في أتلانتا، مركز ولاية جورجيا.

وفي النهاية، تم إطلاق سراح الدكتور مسعود سليماني وجيف وانغ أثناء عملية التبادل، لكن من المهم الإشارة إلى أن المسؤولين الأمريكيين أعطوا الضوء الأخضر لليابان عقب إطلاق الدكتور مسعود سليماني والجاسوس الامريكي لتنفيذ بعض الاتفاقيات الاقتصادية مع إيران. لذلك، يمكن الإشارة الى هدف زيارة روحاني الى اليابان بانها نتيجة لتبادل الدكتور مسعود سليماني وجيف وانغ.

إن هذا النمط من الروابط السياسة الخارجية القائم على مبدأ "سحب الجانب الآخر الى الطاولة" يتناقض تمامًا مع نمط جر الطرف الإيراني الى طاولة المفاوضات في الاتفاق النووي، كما حدث في قضية مبادلة "جيسون رضائيان" مقابل إطلاق سراحه مع ثلاثة سجناء أمريكيين آخرين. تم الإفراج عن 28 محتجزًا إيرانيًا في الولايات المتحدة وأعيد مبلغ مليار و 700 مليون دولار إلى إيران.

وبعبارة أخرى، يعتمد التفاعل والتداول الدوليين في نموذج الاتفاق النووي على مبدأ المكاسب أحادية الجانب على أمل الحصول على نقاط حيوية وعوائد مستقبلية، ولكن نمط "التدابير المضادة" يصاحبه دائمًا خطوة ثابتة لضمان أن النقاط المكتسبة مضمونة تمامًا لكلا الطرفين.

وكما أظهرت التجربة في الاتفاق النووي، فإن السعي وتتبع جميع الخطوات التي اتخذتها إيران لتخفيض التزاماتها، لم يكن في اطار عدم تحقيق إيران لأهدافها فحسب، بل ومن خلال عدم وفاء الأطراف الأخرى بتعهداتها في الاتفاق النووي وفي النهاية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وتوجهها الى عدم حصول ايران على أي امتياز بالإضافة الى عدم القدرة على التخلص من الحصار المفروض عليها. حيث فقدت إيران الكثير من قدراتها النووية وإنجازاتها، وأصبحت مبيعات النفط أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

ولقد رأينا النتائج في نمط التدابير المضادة كما في قضية تبادل الدكتور مسعود سليماني وجيف وانغ أو في مثال توقيف ناقلة النفط البريطانية، مع إدارة مساحة تفاعلية حيث كان هناك تفوق ويد عليا للجانب الإيراني وكانت النتائج لصالح ايران بشكل كامل.

أظهرت بداية الفضاء الجديد في العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية واليابان في ظل نموذج التدابير المضادة فعالية هذا النهج في نواح كثيرة في العديد من المجالات التي يتم فيها متابعة الهدف التفاعلي باستخدام الأدوات الصحيحة. الأدوات التي تقنع الولايات المتحدة بالدخول في المفاوضات بدون وجهة نظر سلبية ومن غير انفعال والحصول على امتيازات من شأنها أن تثقل كفة الميزان الرابحة في النهاية لإيران.

/انتهى/

الأكثر قراءة الأخبار ايران
أهم الأخبار ايران
عناوين مختارة